مواصلة لممارساتها التدميرية التي تستهدف عقول الطلاب، بدأت ميليشيات التمرد الحوثي في عسكرة المقررات التعليمية، وإدخال مفردات لا تتناغم مع الأساليب التربوية التي يجب اتباعها في التعامل مع عقول التلاميذ الصغار، الذين تراعي كل الأنظمة التعليمية إبعادهم عن مصلحات العنف والأسلحة. وقالت مصادر تعليمية إن ميليشيات الحوثي استبدلت الأعداد والأشكال الرياضية في كتب مادة الرياضيات بصور الأسلحة وشعارات الموت، في انتهاك صارخ للتعليم وللطفولة. وتعمدت الترويج لصور الأسلحة وأفكارها الدموية، في سابقة هي الأولى في مجال التعليم على مستوى العالم. وهو ما اعتبروه جريمة حرب، بحق الطفولة والتعليم، ينبغي محاكمتها عليه دوليا. إفساد الطفولة وقال الناشط السياسي والباحث التربوي سليم البيحاني في تصريحات إلى "الوطن" "الميليشيات لم تكتف باختطاف الأطفال من مدارسهم، والزج بهم في صفوفها للقتال، ولم تقنع بتعطيل العام الدراسي وإضاعة مستقبل الطلاب، ولا بمصادرة المدارس والجامعات واتخاذها ثكنات عسكرية، بل عمدت إلى القضاء على القلة التي تمسكت بمواصلة تعليمها، وسعت إلى تلويث عقولهم، وإفساد دواخلهم النقية، حينما شرعت في إدخال مصطلحات أبعد ما تكون عن العملية التربوية الصحيحة، فكيف نأمن على أبنائنا، وهم يدرسون في مدارس تعلمهم الموت والقتل؟ وكيف نتوقع أن يصبحوا أفرادا منتجين ونافعين في المجتمع، ونحن نحشو عقولهم بمقررات تزرع فيها كراهية الحياة؟". آثار تدميرية ومضى بالقول "لا بد من وقفة قوية تجاه هذه التجاوزات، وشخصيا أرى أنه من الأفضل التوقف عن إرسال الطلاب إلى مدارسهم ريثما تنتهي الأزمة، بدلا من مواصلتهم التعليم على أسس مغلوطة، ومصطلحات فاسدة، ومقررات تدميرية، نحتاج إلى سنوات طويلة لمعالجة الآثار التي تتركها في نفوس التلاميذ، لأنهم في مرحلة بناء فكري يسهل فيها تلقينهم ببعض الأفكار الضارة، وهي أخطر مراحل العمر التي يبني فيها الإنسان شخصيته، ويكتسب الأفكار التي تظل ملازمة له طوال عمره".