على الرغم من مرور حوالي عامين على البدء في إنشاء أندية الحي والتي تشرف عليها شركة «تطوير» القابضة المملوكة لوزارة التربية والتعليم، وتفتح أبوابها في الفترة المسائية من الساعة الخامسة عصرًا وحتى التاسعة مساء، إلا أن هذه الأندية تواجه عزوفًا غير مبرر. وترصد الشركة 300 ألف ريال لتجهيز النادي داخل المدرسة مع صرف مخصصات مالية للمعلمين العاملين فيه تتجاوز الأربعة آلاف ريال شهريًا. ولعل الوسط التربوي وأولياء الأمور منقسمون حول إنشاء هذه الأندية؛ ففريق يرى أنها هدر للأموال وضياع للأوقات، وفريق آخر يرى أن لها أهمية في شغل أوقات فراغ الطلاب في الفترة المسائية. ويبرر الفريق الأول موقفه بوجود حاجة ملحة لبناء المدارس في ظل تزايد أعداد المباني المستأجرة وضعف التجهيزات الأساسية في المدارس القائمة، بحيث يتم تحويل هذه المبالغ الكبيرة المرصودة لهذه الأندية لتنفيذ مشروعات يستفيد منها الطالب والطالبة خلال اليوم الدراسي. ومن جهته قال وكيل وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد البراك لـ»المدينة» إن هذه الأندية وما تقدمه من أنشطة وبرامج ليست ترفًا ولا فضلًا، بل هي واحدة من الأسس المهمة لبناء قدرات الشباب والمحافظة على أوقاتهم وحمايتهم، وهي مشروع حيوي مهم. ولدى وزارة التربية والتعليم من خلال مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم رغبة في استكمال الدور المنوط بالوزارة من خلال استيعاب الطلاب والطالبات في الفترة المسائية وتوجيههم الوجهة السليمة، مشيرًا إلى أن وزير التربية والتعليم صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله آل سعود قد أعلن أنه سيتم إنشاء ألف نادٍ خلال السنتين المقبلتين. وأضاف البراك: تم افتتاح 200 نادٍ في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها حققت نجاحات كبيرة لكافة المراحل السنية المختلفة ولها عدد من الإمكانات والتجهيزات والبرامج التي لها اثر إيجابي على الطالب، مشيرًا إلى أن تجربة الأندية تتابع وتقوم لتصل إلى كافة مناطق المملكة لافتًا إلى وجود بعض العقبات التي تعالج في حينها. من جهته يقول سعيد المبعوث المشرف على أندية الحي بالعاصمة المقدسة إن الأندية هي مدرسة حكومية داخل محيط الحي السكني يتم تجهيزها وتهيئتها لممارسة الأنشطة التعليمية والترويحية وتستهدف الطلبة (بنين وبنات في مبان مستقلة لكلا الجنسين)، إضافة إلى أولياء الأمور وكافة أفراد المجتمع وتنطلق في برامجها من القيم الإسلامية وسياسة التعليم وخطط التنمية بالمملكة، كما تهدف إلى شغل وقت فراغ النشء والشباب في ممارسة أنشطة تعليمية وترويحية تنمي شخصياتهم في الجوانب الاجتماعية والعقلية والنفسية والبدنية، وتعزيز الولاء والانتماء للوطن والمحافظة على مكتسباته ورعاية القيم والاتجاهات والممارسات الإيجابية صحيًا وفكريًا ونفسيًا واجتماعيًا، وتوفير البيئة المناسبة لاكتشاف وتنمية مواهب وميول الطلاب والطالبات في مراحل التعليم المختلفة، وإكساب الطلاب والطالبات المهارات الحياتية اللازمة للتعايش مع المجتمع بإيجابية. ولفت المبعوث إلى أنه تم وضع ضوابط إقامة البرامج المنفذة في مدرسة الحي من قبل الجهات الأخرى تتمثل في تقديم تصور عن البرنامج المنفذ مشتملًا على الأهداف والفئة المستهدفة والزمن قبل تنفيذه بثلاثة أسابيع والرفع لأخذ الموافقة من قبل ممثل البرنامج والإدارة التعليمية وتقديم المتطلبات للبرنامج وميزانيته المتوقعة واحتياجاته من نادي الحي وتحديد مهام للمشرفين على البرنامج وتوضيح دورهم في التنفيذ، ولا يلتزم نادي الحي بتغطية ميزانية البرنامج أو أن يكون له دور في هذا الجانب ماعدا بعض المساهمات البسيطة في الاستضافة من تقديم المياه والعصائر والقهوة والشاي. المزيد من الصور :