أشاد لبنان الرسمي بمزايا الرئيس السابق نيلسون مانديلا. وأبرق رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى رئيس جمهورية جنوب افريقيا جاكوب زوما معزياً بوفاته. وقال سليمان: «تلقيت بحزن نبأ وفاة الرئيس السابق والزعيم التاريخي لبلادكم الصديقة نيلسون مانديلا الذي ألهم بمسيرته العالم، مناضلاً من اجل ازالة التمييز العنصري ومحاربة الفقر وتحقيق المساواة بين البشر والمصالحة بين ابناء شعبه. ان غيابه اليوم يفقد عالمنا رجلاً آمن بالقيم والمبادئ الانسانية بمعزل عن العرق واللون والانتماء، وخسر عقوداً من عمره خلف قضبان السجن والظلم دفاعاً عنها». كما ابرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري معزياً بمنديلا: «الأيقونة العالمية الذي علّم ان الشجاعة والكرامة والتواضع والتسامح تتفوق على كل أنواع الشدائد». وأبرق للغاية نفسها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. السنيورة: للحق ألف ساعة وعلق رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة على وفاة مانديلا، وقال في بيان: «إن كان الموت قد غيب المناضل الكبير نلسون مانديلا، فإن صورته ومسيرته النضالية لن تغيب عن بال الملايين حول العالم. وحتماً، فإن ذكراه لن تغيب عن بالنا نحن الذين اكتوينا ونكتوي بنار الاحتلال وقهر الاستبداد وعانينا كذلك ولا نزال الظلم والتعسف الذي مارسته وتمارسه أنظمة وقوى التسلط والاستبداد والاحتلال والارهاب والتجبر والتطرف والتميير». وأضاف: «أثبت بنضاله وصبره وصموده انه ان كانت للظلم والقهر والتجبر والتطرف ساعة، فإن للحق والعدل والاعتدال الف ساعة وساعة». من جهته، رأى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري أنه بغياب نلسون مانديلا، «يغيب رجل استثنائي في حياة افريقيا والعالم، طبع التاريخ الإنساني بشخصيته المميزة التي أصبحت علامة فارقة من علامات النضال في سبيل العدالة والحرية والسلام ومكافحة التمييز العنصري». وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي: «إن الإرث الحقيقي الذي يتركه مانديلا هو إرث رجل، بقي بعد 28 عامًا من السجن يناصر العدالة في وجه الثأر والمصالحة في وجه العنف، فأثبت ان مجتمعًا بكل هذه الاختلافات العرقية والدينية وكل هذا الموروث الصدامي والعنفي يمكنه ان يتحول الى ديموقراطية تعددية ناجحة». وأشار الحريري إلى أنّ «مانديلا بلغ من العمر حدود المئة، وبقي حتى اللحظة الأخيرة من حياته قطعة نادرة من الذهب الأسمر التي تلمع في ارجاء البشرية، وتقدم في كل يوم أمثلة حية عن قيم الصفح والمصالحة والاعتراف بالآخر، وإنزال العقاب المعنوي والأخلاقي بكل المفاهيم التي تجعل من الإنسان وحشًا ضاريًا يخوض صراع البقاء بروح التسلط والاستئثار والانتقام». وقال الحريري: «لم يكن غريبًا أن تكرّم البشرية هذا الرجل في حياته، وأن يحصل على أكثر من 250 وسام شرف وترفع له التماثيل وتسمى على اسمه الساحات في العديد من بلدان العالم، خصوصًا في عواصم الدول الكبرى التي تتنافس على الاقتداء به، وهو الذي اقتدى بأوجاع شعبه وكان شاهدًا على الظلم الذي وقع عليه، واكتشف أنّ أبواب الحرية الحقيقة لا يمكن أن تفتح بغير الغفران والثبات على قيم العدالة والعيش المشترك».