صنعاء: حمدان الرحبي سيطر مسلحون من جماعة الحوثي (أنصار الله)، أمس، على مواقع للجيش في منطقة العرقوب المحاذية لمحافظة مأرب النفطية، فيما قتل شخصان وجرح ستة آخرون في مواجهات مسلحة مع قبائل منطقة الوتدة، القريبة من لواء عسكري يتبع قوات الاحتياط، الحرس الجمهوري سابقا، استباقا لما يعتبره المراقبون معركة مأرب التي هدد زعيم الحركة عبد الملك الحوثي باجتياحها. وذكرت مصادر قبلية أن الحوثيين سيطروا أمس على مواقع عسكرية تابعة للواء السابع التابع، في منطقة العرقوب التابعة إداريا لصنعاء، واستحوذوا على عتادها العسكري الثقيل من دبابات وراجمات صواريخ، بعد انسحاب جنود المواقع لمقر قيادتهم الذي يحاصره الحوثيون منذ يومين. وتوقعت المصادر سيطرة الحوثيين عليه بعد وصول تعزيزاتهم العسكرية للمنطقة، فيما شهدت منطقة قريبة تدعى الوتدة مواجهات مسلحة استمرت لساعات، بعد مهاجمة الحوثيين لسيارة للقبائل، وقُتل منهم مسلحان وجرح ستة آخرون، فيما تمكنت وساطة قبلية من إيقاف المواجهات. وبحسب مراقبين فإن سيطرة الحوثيين على معسكرات اللواء السابع تستبق أي هجوم قد يشنه الحوثيون على محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي أعلنت منذ أشهر استنفارا قبليا لمواجهة الحوثيين، حيث يقع المعسكر بالقرب من غرب مأرب باتجاه منطقة صرواح. وكانت السلطات المحلية والقيادات العسكرية وقبائل مأرب عقدت اجتماعا، دعت فيه إلى تشكيل لجنة من الولايات لكل إقليم تتولى التهيئة والإشراف والدفاع عن الإقليم. وأدان البيان ما اعتبروه «عملية الانقلاب على الرئيس هادي والحكومة»، مؤكدا أن «المنشآت النفطية والغازية ومنشآت الطاقة الكهربائية ملك للشعب وسلطاته الشرعية، وأنها تحت حماية وسيطرة القوات المسلحة وأبناء المحافظة»، مطالبين جميع الأطراف بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والأقاليم الستة، ووثيقة السلم والشراكة. إلى ذلك، قال تكتل اللقاء المشترك إن استقواء جماعة الحوثيين بالسلاح لتحقيق أهدافهم السياسية هدد كيان الدولة والروابط الوطنية. وعد «المشترك» في بيان صحافي في ختام اجتماع مجلسه الأعلى، الذي استمر أربعة أيام «استقواء الجماعة بالقوة سيؤدي إلى ردود فعل تمزق الروابط الوطنية وتهدد سلامة ووحدة الكيان الوطني»، مطالبا «بضرورة التعاون على استعادة هيبة الدولة واحترام الشرعية وإدانة كل عمل يمس المؤسسات الدستورية والشرعية التوافقية». وأدان التكتل الذي يشارك في نصف حقائب حكومة الكفاءات «أعمال القتل والاختطاف والصراعات المسلحة، التي لها تداعيات هددت ولا تزال تهدد اليمن ووجود الدولة فيه لتجاوزها كل الخطوط الحمراء في المساس بالشرعية الدستورية والتوافقية»، داعيا كل القوى والأطراف إلى حل أي قضية خلافية بالحوار، مجددا التزامه «بالعمل لإنقاذ الأوضاع من حالة التردي، من خلال تحويل نصوص مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني والعسكري الموقع عليه وتحويلها إلى إجراءات تنفيذية وقرارات عاجلة وقوانين بالتعاون مع السلطة التنفيذية بمؤسستي الرئاسة والحكومة لتحقيق الشراكة العادلة». وكان الحزب الناصري حمل في بيان صحافي منفصل الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي والحوثيين مسؤولية التسبب في إدخال اليمن في منعرج خطير، موضحا أن «إدارة الرئيس هادي للبلاد، واعتماده على الكثير من الآليات والأدوات الموروثة عن النظام السابق، كانا من الأسباب التي أوصلت البلاد إلى ما هي عليه»، مشيرا إلى أن الدولة تعرضت لعملية إفشال وإهانة رمز السيادة عقب اقتحام الحوثيين لدار الرئاسة ومنزل هادي. إلى ذلك، تواصلت المظاهرات الشعبية المناهضة للحوثيين، في العاصمة صنعاء، حيث ندد المئات من الناشطين في مسيرة احتجاجية أمس باستيلاء الحوثي على مؤسسات الدولة السيادية، من معسكرات ومؤسسات حكومية. ورفع المشاركون في المسيرة التي طافت الشوارع الرئيسية وسط العاصمة وصولا إلى أمام منزل الرئيس هادي لافتات تتهم الحوثيين بالانقلاب، وتطالبهم بالانسحاب من مؤسسات الدولة ووقف أعمال العنف التي يمارسونها في المدن الذين يسيطرون عليها. ورفض المحتجون في بيان صحافي الاتفاقيات التي وقعتها الأطراف السياسية تحت تهديد القوة، فيما دعت حركة «رفض» اليمنيين إلى التظاهر ضد الحوثيين يوم السبت المقبل، في مختلف المدن اليمنية. وأكدت الحركة أن المظاهرات تعبر عن الرفض الشعبي للانقلاب على منظومة الدولة من قبل الميليشيات المسلحة. وفي سياق آخر، نجا ضابطان من محاولة اغتيال بعد زرع عبوتين ناسفتين على سيارتين. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن العبوات الناسفة كانت تستهدف الضابط في جهاز الأمن القومي (المخابرات) طارق الفائق، وعبد الكريم الصعر الضابط في القوات الجوية، مشيرا إلى أن «مسلحين مجهولين كانا على متن دراجة نارية زرعا العبوة الناسفة التي كانت موصولة بتليفون جوال، أسفل السيارتين، في مدينة سعوان بصنعاء»، مشيرا إلى أن الضابط الفائق اكتشف العبوة أثناء تفقده سيارته، وانفجرت بعيد اتصاله بفريق خبراء المتفجرات، فيما تم تفكيك الثانية». ويتعرض ضباط في الجيش والمخابرات لعمليات قتل مستمرة، حيث قتل عام 2014 أكثر من 400 ضابط على يد «القاعدة» وجماعات مسلحة، غالبيتهم في عمليات اغتيال وتفجيرات وهجمات مباغتة للمعسكرات والنقاط العسكرية.