استبقت جماعة «الإخوان المسلمين» بدء محكمة استئناف الإسكندرية اليوم أولى جلسات النظر في طعن على أحكام بالسجن لمدة 11 عاماً صدرت بحق 21 طالبة من المؤيدات للرئيس المعزول محمد مرسي وأثارت انتقادات واسعة، بتنظيم تظاهرات في مناطق عدة كان أبرز ملامحها الاشتباك مع قوات الشرطة ومعارضي مرسي. وكانت قوات الشرطة والجيش استنفرت للتعامل مع تظاهرات دعا إلى تنظيمها «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان» أمس واليوم وغداً تحت شعار «لبيك أم الشهيد»، فشددت قوات الأمن من إجراءاتها في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة (شرق القاهرة) حيث تمركزت أربع آليات عسكرية عند بداية الشارع ونصبت حواجز الأسلاك الشائكة في منتصف الشارع كما تمركزت آليتان أمام بوابة القصر وانتشرت تشكيلات من قوات الأمن المركزي ومدرعات الشرطة. وشهدت ميادين التحرير ورابعة العدوية والنهضة تواجداً أمنياً مكثفاً، إذ انتشرت قوات الجيش على جميع المداخل المؤدية إلى ميدان التحرير بآليات عسكرية إضافة إلى نشر قوات من الأمن المركزي في محيط المتحف المصري وميدان سيمون بوليفار القريب كما تمركزت قوات من الأمن المركزي في محيط ميدان رمسيس. وتكرر الأمر نفسه عند مسجد رابعة العدوية في مدينة نصر، كما تمركزت آليات عسكرية في ميدان النهضة، وطوّقت قوات الجيش والشرطة مداخل القاهرة والجيزة بنشر مكامن وتمركزات أمنية على الطرق الصحراوية والزراعية. غير أن هذه الإجراءات لم تمنع وقوع اشتباكات متفرقة في المحافظات، كان أعنفها بين مؤيدي الرئيس المعزول ومعارضيهم في حي الطالبية في الهرم (جنوب القاهرة) حيث تدخلت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع وأغلقت شارع الهرم أمام حركة المرور. كما وقعت اشتباكات بين مؤيدي مرسي وقوات الشرطة في حي المهندسين. وكانت مسيرات لأنصار «الإخوان» خرجت من مساجد في أحياء حلوان والمعادي ومدينة نصر والهرم والمهندسين والزيتون، ورفع المشاركون فيها صوراً لشعار «رابعة»، ورددوا هتافات تطالب بعودة الرئيس المعزول. وتكررت الاشتباكات في المحافظات، فوقع عدد من الجرحى على إثر صدامات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه. واستخدم الطرفان في مدينة المحلة الكبرى (دلتا النيل) العصي والأسلحة البيضاء، قبل أن تتدخل الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وأطلقت الشرطة في السويس قنابل الغاز المسيل للدموع على مسيرة لمؤيدي الرئيس المعزول. وتظاهر عشرات من «الإخوان» عقب صلاة الجمعة في مناطق العامرية وبرج العرب غرب مدينة الإسكندرية الساحلية، والسيوف وأبو سليمان شرق المدينة. وردد المشاركون هتافات ضد وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي والشرطة، كما رفعوا لافتات تحمل صور الفتيات المحكوم عليهن بالسجن. ووقعت اشتباكات بين أعضاء «الإخوان» وأهالي منطقة السيوف شرق الإسكندرية، بعد انطلاق تظاهرة «الإخوان» من أمام مسجد في المنطقة. وتراشق الطرفان بالحجارة واشتبكا بالعصي الغليظة. ودان «حزب مصر القوية» ما اعتبره «صمتاً مطبقاً من بعض الشخصيات الوطنية على انتهاكات حقوق الإنسان والحريات العامة وحبس الشرفاء». واتهم في بيان «النظام القمعي بكل مكوناته بارتكاب انتهاكات يومية كان آخرها سجن علاء عبدالفتاح وأحمد ماهر ومحمد عادل وغيرهم من أبناء الوطن الشرفاء». وقال إن «النظام الحالي انتقل إلى المرحلة الثانية التنفيذية بالانتقام الفعلي ممن كانوا رموزاً شبابية لمعارضة نظام الفساد والقمع ولكل من رفض احتواءه في سلطة القمع الحالية». واستنكر الحزب «الحملة الشرسة التي يقودها إعلاميو نظام مبارك وخبراؤه الإستراتيجيون وكذابو زفته على ثورة يناير ورموزها من كل الاتجاهات السياسية»، مؤكداً أن «فلول نظام مبارك الذين ارتقوا أدوات السلطة الحالية ما عادوا إلا لينتقموا». وفي سيناء، أفادت مصادر أمنية بأن حمله استهدفت مناطق عدة جنوب العريش ورفح والشيخ زويد في شمال سيناء أوقفت ستة أشخاص من المشتبه في علاقتهم بالعناصر المسلحة واحتجزتهم داخل أحد المقرات الأمنية. وأضافت أن «الجهات المعنية تفحصهم لبيان مدى علاقتهم بالعناصر المسلحة التي قامت بعمليات استهدفت حواجز ومنشآت أمنية وأفراد أمن خلال الشهور الماضية». وتابعت أن «الحملة ضبطت جنوب رفح سلاحاً رشاشاً و500 طلقة وقامت بتفكيك لغم مضاد للدبابات كان مزروعاً إلى جوار أحد الطرق الفرعية المؤدية إلى جنوب رفح وحرقت 38 عشة كان يستخدمها المسلحون للاختباء فيها داخل مناطق جبلية شديدة الوعورة ودمرت وهدمت مخزنين للذخيرة و6 دراجات بخارية من دون لوحات معدنية». وأضافت أن «الحملة عثرت على عبوتين ناسفتين قامت بتفكيكهما وأغلقت فتحتي أنفاق تهريب في منطقة جنوب بوابة صلاح الدين في رفح». وبالتزامن مع ذلك أعلن عدد من شيوخ وعواقل وأبناء القبائل في سيناء مبادرة لتسليم السلاح إلى القوات المسلحة من دون أي شروط أو مقابل، استجابة للمبادرة التي أطلقها وزير الدفاع لتسليم السلاح غير المرخص. وأكد أصحاب المبادرة خلال تسليم أسلحة في مقر قيادة الجيش الثاني الميداني في الإسماعيلية أمس، أن مبادرتهم «تأتي في إطار التهدئة العامة، وإداركاً بأن الأمن بدأ يتحقق في شمال سيناء، عقب التدخل القوي لقوات الجيش والشرطة، وهو ما يعني عدم أهمية وجود السلاح غير المرخص لدى المواطنين، مع ضرورة الالتفات إلى التنمية خصوصاً أن سيناء مليئة بكثير من الشباب المثقفين». وسلم نحو مئة من شيوخ وأفراد القبائل أسلحتهم بحضور قائد الجيش الثاني اللواء أركان حرب أحمد وصفي وعدد من قيادات الجيش.