×
محافظة المنطقة الشرقية

«أكاديمية كهرباء دبي» تصنع طاقات المستقبل

صورة الخبر

سيصوم المسلمون يوم الجمعة بمناسبة ذكرى عاشوراء، وهو اليوم العاشر من الشهر الأول في التقويم الإسلامي - تماما مثل يوم الغفران في التقويم اليهودي. نحن نعتقد انه اليوم الذي أنقذ فيه الله موسى وأتباعه من جيوش فرعون مصر. إذا كنت تتساءل لماذا سيحتفل المسلمون بعطلة يهودية، فالجواب هو لأنه لا النبي محمد ولا المسلمون الأوائل رأوا أنفسهم جزءا من مجتمع إيماني جديد. (السبب في أن عاشوراء ويوم الغفران ليسا في نفس اليوم، هو بسبب اختلاف التقويمات اليهودية عن الإسلامية.) ولكن إلى جانب الحدث السعيد الذي يمثله يوم الغفران، ليوم الجمعة هذا معنى قاتم بالنسبة للمسلمين. فهو يصادف ذكرى عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتل فيه الحسين حفيد النبي محمد بعد انتفاضة فاشلة ضد الخليفة الفاسد. لذلك فان الجمعة، هو لجميع المسلمين، يوم الخلاص، يوم الحزن، يوم الحرية.. والطغيان. بعد وفاة النبي محمد عام 632، كافح أقرب رفاقه، أبوبكر، من أجل المحافظة على المجتمع الذي تركه النبي، ويعتقد المسلمون الشيعة أن ابن عمه علي، كان من المفترض أن يكون أول حاكم. لكن الأغلبية ذهبت مع الخليفة أبو بكر. وعلى الرغم من النزاع، كان الإسلام يتسع بسرعة بحيث سرعان ما طغى على المؤمنين القدماء موجة من المهتدين الجدد، جميعهم جاء لأسباب مختلفة. قد تكون التقوى إحدى هذه الأسباب، ولكن أيضا هناك الهيبة والقوة. بعد أربعين عاما على وفاة النبي محمد، حكم ملك بزي خليفة، لكن بدلا من الحكم بطريقة بسيطة يحكمها المساواة مثلما كان يفعل أسلافه والنبي، قام الخليفة الخامس معاوية، ببناء القصور وإبعاد نفسه عن شعبه. وليزيد الطين بلة، عيّن ابنه يزيد، لخلافته بعد وفاته. حسين، الذي رأى إرث جده قد تراجع، سافر إلى جنوب العراق، حيث اجتمع مع أتباعه لتحدي تعيين يزيد. الحسين كان مثل داوود وجيش يزيد مثل جالوت، المعركة متشابهة لكن دون مقلاع أو نهر ماء. في نفس اليوم الذي طلب فيه النبي محمد من المسلمين أن يتذكروا انقاذ الله لأجدادهم من فرعون، قام جيش الخليفة بسحق ثورة الحسين حفيد النبي، وأمّن حكم سلالته لعقود. في عالم مهووس بروايات "نحن" و "هم"، بصراع الحضارات والكتل الكبيرة المتناحرة، الإسلام أو الغرب، الجنوب العالمي مقابل الشمال العالمي - هذا الجانب المظلم من عاشوراء ليس فقط مهما. بل مهم جدا. عندما كنت صغيرا، درست عن الإسلام وكأنه قائمة من المعارك والفتوحات والقواعد والطقوس. بعض الحركات الإسلامية حولت الإسلام إلى برنامج سياسي، وهي تفضل أن يكون بهذه الطريقة. ولكن جزئيا، قد يكون أسهل أن ننظر بهذا الاتجاه. الخليفة الأول أبو بكر الصديق، توفي لأسباب طبيعية، لكن الخليفة الثاني عمر، اغتيل. الثالث، عثمان قتل أيضا، الرابع، والد حسين، علي، اغتيل من قبل المسلمين المتطرفين - الخوارج، بينما كان يصلي. وبعد ذلك جاء حسين. من يريد التركيز على هذا التاريخ؟ لننسى صدام الحضارات. المعارك الأكبر هي بين ما نقول إننا نؤمن به وبين ما نقوم به فعليا، بين القيم التي نقر بها والواقع الذي يفرض علينا. السوريون اليوم يموتون بالآلاف، على يد النظام البعثي مدعوما من إيران التي مع حزب الله، قتلت وعذبت أكثر حتى مما فعل تنظيم داعش. كل هذا يحدث باسم الدين. الموضوع هو يزيد مقابل يزيد، رغم ادعاء كل طرف أنه الحسين وأنه يقاتل لأجل الحق. التصدعات في وقتنا الحالي ليست بين الأديان والقوميات ولكن داخلها. ونفس الدروس تنطبق على جميع الشعوب والأماكن. فهناك حسين في إدوارد سنودن، الذي أظهر أسرارنا إلى النور. هناك حسين في حركة احتلوا وول ستريت، يسأل أين ذهبت قيمنا حول النزاهة والإنصاف. هناك حسين في #BlackLivesMatter، الحركة المحتجة على مقتل عدد من السود بأمريكا، يجبرنا على مواجهة العنصرية التي نصر على أننا تغلبنا عليها. هناك حسين في الشباب الإسرائيليين الذين يرفضون الخدمة في نظام الاحتلال. هناك حسين في الفلسطينيين الذين يرفضون التخلي عن حقوقهم. مثل العديد من الأنبياء والدعاة، علّم النبي محمد أن أولئك الذين لم يُستجب لصلواتهم في الحياة الدنيا، فسوف يستجاب لهم في الحياة الآخرة. قد يتم تأجيل العدالة، ولكن لن تُنكر أبدا.