×
محافظة المنطقة الشرقية

«طرق دبي» ترسي عقد تطوير المرحلة الأولى لامتداد شارع المدينة الجامعية

صورة الخبر

يعمل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على إعادة بلاده إلى دائرة الدول الفاعلة في الملف السوري بعد أن نجحت روسيا عبر عملها العسكري ومبادراتها السياسية والدبلوماسية في الإمساك به بقوة. وما يدفع فابيوس إلى مضاعفة جهوده التهميش الذي شعرت به باريس بسبب استبعادها عن طاولة المفاوضات التي ستحصل اليوم في فيينا بمناسبة الاجتماع الرباعي الذي يضم وزراء خارجية الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والسعودية وتركيا. وما يغيظ باريس أن المبادرة انطلقت من واشنطن وهي الطرف «الحليف» الذي اقترح الاجتماع والقبول جاء من موسكو. وبالنظر إلى «الشكوك» الفرنسية من تفاهم أميركي - روسي بمعزل عن باريس وعن الأطراف الأوروبية المعنية والخوف من إبرام «صفقة» شبيهة بصفقة الكيماوي صيف عام 2013، فإنه كان من الحيوي بالنسبة لفرنسا أن تذكر الأطراف الآخرين بأنها «موجودة» لا بل «فاعلة» في هذا الملف المعقد. الواقع أن باريس «لم تنس» بعد «الصفعة» التي تلقتها من واشنطن عندما تخلى الرئيس الأميركي عن خطط مشتركة لتوجيه ضربات عسكرية ضد النظام السوري بسبب استخدامه السلاح الكيماوي على نطاق واسع ضد الغوطتين الشرقية والغربية في شهر أغسطس (آب) من عام 2013 عندما قبل باراك أوباما المقترح الروسي القائل بنزع وتدمير السلاح الكيماوي لسوريا مقابل الامتناع عن توجيه الضربات الجوية ضد مواقعه. وأكثر من مرة قال الرئيس هولاند وفابيوس ما معناه أنه «لولا التراجع الأميركي لما كنا في سوريا في الوضع الذي نحن فيه». وفي أي حال، لا تتوقف المصادر الفرنسية عن «الشكوى» من غموض السياسة الأميركية في سوريا ومن «تذبذبها». من هذه الزاوية يتعين فهم مجيء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى العاصمة الفرنسية اليوم ولقائه بالوزير فابيوس في الوقت الذي يكون فيه الوزيران كيري ولافروف مجتمعين لوحدهما قبل بدء الاجتماع الرباعي بانضمام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ونظيره التركي فيريدون سينيرلي أوغلو، إلا أن وزارة الخارجية الفرنسية، على لسان الناطق باسمها رومان نادال، نفت وجود صلة بين الحدثين وأكدت أن اللقاء بميستورا «كان مقررا منذ بداية الأسبوع الحالي». بيد أن اللقاء لم يكن مدرجا على الأجندة الرسمية للوزير. كذلك حرص نادال، أمس، في إطار المؤتمر الصحافي الإلكتروني، على تأكيد أن جدول أعمال فابيوس كان «حافلا بالاتصالات مع نظرائه هذا الأسبوع» وأن من بين الذين اتصل بهم جون كيري الذي كان في العاصمة الفرنسية يوم الأحد الماضي لكنه لم يجتمع بالوزير الفرنسي وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وعادل الجبير. وبالمقابل قالت أوساط دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية إن الوزير سيجري «اتصالات جديدة» نهاية الأسبوع الحالي من غير تحديد هوية الذين سيتصل بهم. إزاء هذه التطورات المتسارعة عسكريا وسياسيا، تسعى باريس لاستعادة المبادرة أقله على المستوى السياسي لأن دورها العسكري في سوريا محدود للغاية وانحصر حتى الآن ببضع عمليات استطلاع وضربتين جويتين الأمر لا يقاس بما تقوم به الطائرات الروسية المرابطة في مطارات الشاطئ السوري. ولذا، فإن الرئيس هولاند سعى، بمناسبة انعقاد القمة الأوروبية في بروكسل يوم الخميس الماضي إلى التشاور مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بشأن إطلاق مبادرة أوروبية مشتركة في سوريا. لكن حتى الآن لم يعرف شيء عن الأفكار المطروحة كما لم يعرف إذا ما كانت تتم بالتفاهم والتنسيق مع الطرف الأميركي أو مع شركاء فرنسا الإقليميين إن كان ذلك تركيا أو السعودية أو الأردن. تقول باريس إنها «متمسكة» بأن يؤول المسار السياسي إلى خروج الرئيس الأسد من الصورة. لكنها، تحت ضغط عاملي الهجرة الكثيفة من سوريا ووصول عشرات الآلاف من اللاجئين البلدان الاتحاد الأوروبي من جهة وتمدد «داعش» إلى الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط (ليبيا)، انضمت باريس للأطراف التي «لينت» موقفها من الأسد وتوقفت عن المطالبة برحيله في بدء المرحلة الانتقالية. وقالت مصادرها لـ«الشرق الأوسط» إنها تقبل به «لفترة قصيرة لا تتجاوز عدة أشهر» على أن يكون قد خرج من الصورة بنهاية مرحلة الانتقال السياسي. وكرر الرئيس هولاند أول من أمس موقف بلاده بالقول إن «الأسد هو المشكلة ولا يمكن أن يكون الحل». لكن هذه المواقف المبدئية معطوفة على التمسك ببيان جنيف واحد الذي رسم، صيف عام 2012، خريطة طريق للحل السياسي في سوريا، تتلاطم مع التطورات الحاصلة ميدانيا وليس أقلها تأثيرا التدخل الروسي المباشر في سياق الحرب وسعي موسكو لتغليب رؤيتها السياسية التي لم تكشف أبدا عن تفاصيلها. لذا، فإن سوق المساومة ستبدأ في فيينا وأمل باريس، البعيدة عنها كما لإيران، أن تكون قادرة على التعويل على الطرفين السعودي والتركي التي تربطها بهما علاقات جيدة من أجل «فرملة» الانزلاق الأميركي المحتمل نحو المواقف الروسية.