وسط موجات نزوح واسعة تجاوزت 100 ألف شخص من سكان ريف حلب الجنوبي نتيجة القصف الجوي الروسي والهجوم البري الذي تشنه قوات الأسد، تمكنت فصائل المعارضة السورية أمس، من استعادة قرية الأيوبية في ريف حلب الجنوبي. وأشارت مصادر إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من قوات النظام باستهداف غرفة قيادة عمليات تابعة لها في جبهة القتال مع قوات المعارضة بريف حلب الجنوبي بصاروخ مضاد للدروع من نوع "تاو". وأظهر مقطع فيديو استهداف لواء صقور الجبل، أحد فصائل المعارضة بصاروخ "تاو" مضاد للدروع، مقرا متقدما لقوات النظام بريف حلب الجنوبي، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وكانت الطائرات الروسية كثفت من غاراتها الجوية أمس، على مناطق عدة بسورية، وقالت تقارير إن ٨٠ مدنيا قتلوا في ريف اللاذقية، كما قتل 51 آخرين بقرية "بشرفة"، لافتة إلى ارتفاع عدد ضحايا قرية "بوز الخربة" جرّاء القصف الروسي إلى ٣٩ شخصا، حيث انتشلت فرق الدفاع المدني ٢٥ جثة، معظمها لنساء وأطفال. يأتي ذلك في وقت تواجه العمليات الإنسانية صعوبات متزايدة مع تواصل الحملة الروسية في سورية، فيما خصصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلى ميزانياتها للعام الحالي لهذه العمليات. وقال مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روبرت مارديني إن تصعيد استخدام الأسلحة وتكثيف القصف الجوي يتسببان بعمليات نزوح جديدة، ويحولان دون وصول فرق الصليب الأحمر إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات. من جانبه، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مجلس الأمن باتخاذ إجراءات حازمة وفعالة لوقف القصف الذي تشنه روسيا على الشعب السوري. وقال عضو الهيئة السياسية للائتلاف نصر الحريري "هذه المجازر لا ينبغي أن تمرّ دون مساءلة"، داعيا إلى "وضع حد لعدوان يتذرع زورا بمكافحة الإرهاب، وهو لم يأت إلى سورية، إلا لدعم الإرهاب وتقوية نظام الأسد وميليشيات طائفية مساندة له". وشدد الحريري على "ضرورة إقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين والنساء والأطفال، مستغربا من دعاوى البعض بأنه لا حاجة لمنطقة آمنة، أو أنها لا تشكل حلا عمليا. على الصعيد الدولي، أعلنت الخارجية الروسية أول من أمس أن وزيري الخارجية الروسي سيرجي لافروف، والأميركي جون كيري سيلتقيان نظيريهما السعودي عادل الجبير، والتركي فريدون سنيرلي أوغلو في فيينا اليوم، لبحث الوضع في سورية من دون أي إشارة إلى مشاركة إيران. ويأتي هذا الحراك الديبلوماسي بعد تأكيد بوتين خلال استقباله الأسد "نحن مستعدون للمساهمة، ليس فقط بالأعمال العسكرية في مكافحة الإرهاب، وإنما أيضا في عملية سياسية"، وفق بيان عن الكرملين. ضحايا القصف الروسي • حلب: 402 • دمشق: 207 • حمص: 192 • درعا: 122 • حماة: 105