في الصف الثالث بمدرسة الرويس الابتدائية رفع التلميذ يده، مقاوما قليلا من الخوف وكثيرا من الخجل، معترضا على مدرس الفصل الذي أطال عليهم الحديث عن النظافة قائلا: يا استاد إنت تكلمنا عن النظافة، طيب ليش خزان المدرسة مكشوف وكل الأوساخ تطيح فيه؟، وسرت رعشة من الرعب في أوصاله حين قال له المدرس: تعال قول هذا الكلام للشيخ عبيدالله خضر، ابتسم الشيخ عبيدالله، وهو الرجل الذي لا يعرف تلاميذ مدرسة الرويس الابتدائية منه غير الحزم والصرامة و«الفلكة» التي لا يكاد ينجو منها تلميذ وقال له: لك حق يا ولدي وبكرة تلقاه مغطى. في الصف الثالث المتوسط بالمدرسة السعودية المتوسطة وقف التلميذ نفسه أمام مكرفون الإذاعة المدرسية يقرأ كلمة الصباح، قبلها بيومين كانت إدارة المدرسة قد قررت فصل التلميذ دخيل الله هلال المطيري لمدة أسبوع لأنه دفع مدرسا ركل حقيبته المدرسية، جمع الفتى شجاعته وقال: إذا كان زميلنا يستحق العقاب لأنه أساء للأستاذ فما هو عقاب الأستاذ الذي الذي ركل حقيبة المدرسة بقدمه وهو يعلم أنها فيها كتب العلم ومنها كتب المواد الدينية، وقضى ذلك التلميذ يومه مترقبا خوفا من عقاب مدير الأستاذ سليمان....، وأنست الأيام ذلك التلميذ لقب المدير غير أنها لم تنسه أن أحدا لم يسأله عما قال ولم يعاقبه على تلك الجرأة في المرحلة الثانوية بمدرسة الشاطئ الثانوية ضج بعض أساتذة المدرسة وإداريوها من مقالاته اليومية التي كان يكتبها في صحيفة «أضواء ساطعة» الحائطية منتقدا فيها غياب بعض المدرسين وتأخرهم عن حصصهم ونظافة فناء المدرسة وانقطاع الماء وغير ذلك مما كان يراه جديرا بالنقد، كان يكتب في البدء باسم مستعار، وحين سأله مدير المدرسة الأستاذ جميل عبدالجبار عن عدم كتابته باسمه، أجاب التلميذ مرتبكا: أخاف من المشاكل، رمقه المدير بنظرة غضب ثم هتف به: اللي يكتب ما يخاف واللي يخاف ما يكتب، وقضى التلميذ بعدها عامين دراسيين يكتب فيهما مقالا يوميا بعنوان «نقد اليوم» ويذيله باسمه الثلاثي، ولم يتعرض قط لمشكلة أو مساءلة. يتذكر التلميذ ذلك كله ويهمس: رحمهم الله جميعا فقد كانوا حريصين على أن يعلمونا كيف نكون رجالا.