أبدى أهالي أبو عريش انزعاجهم من إهمال البنية التحتية في المحافظة رغم الميزانيات الضخمة التي تخصص لذلك في كل عام -بحسب قولهم- وقالوا: إن الوضع محير فعلا فالمبالغ الضخمة التي ترصدها الدولة للتنمية في أبو عريش والتي تشمل إنشاء الطرق والحدائق لا نشاهدها على أرض الواقع وإنما نسمع عنها فقط، وما يؤكده ذلك واقع حال المحافظة كما هو عليه من سنين طويلة، لا جديد واستمرار مسلسل المعاناة، مطالبين بتدخل فوري من هيئة مكافحة الفساد. وقد تحدث لـ «عكاظ» عدد من الأهالي خلال رصدها لمعاناتهم، حيث أشاروا إلى أن المحافظة لا تزال تعاني من تدني معظم الخدمات الضرورية والتي تتصدرها عدم وجود دراسة من المحافظة والبلدية لتطوير المدينة، حيث إن قرارات المشاريع بها فردية حسب المزاجية والمصلحة، ناهيك عن تدني مستوى الطرق وغياب النظافة في عدد من الأحياء السكنية، وانعدام التشجير في الشوارع ما يعطي انطباعا صحراويا فيها، بالإضافة إلى ضيق مساحات طرق المحافظة وعدم تخصيص سوق للخضار والفواكه والأسماك واللحوم، فيما تظل المشكلة الأكبر هي وجود سوق المواشي وسط المحافظة. في البدء يقول المواطن أحمد عبدالله: مع ندرة مشاريع البنية في المحافظة يوجد مشروع تصريف مياه الأمطار الذي ينفذ من قبل بلدية المحافظة من عدة سنوات، إلا أنه زاد حال طرقات المحافظة سوءا، حيث أزالت الطبقة الأسفلتية بقصد إيجاد قنوات تصريف مياه السيول ليتم السفلتة من جديد بجودة رديئة لتظهر لنا المعاناة مع الحفريات والهبوطات في الوقت الذي أثبت فيه فشل المشروع في تصريف مياه الأمطار، مضيفا: أشاهد يوميا تكسير الطرق لعمل التمديدات الأرضية حتى أصبحت شوارع المحافظة مسرحا للحفريات بطريقة مشوهة لعدد من الشركات. يشاطره الرأي هادي علي مشيرا إلى أن الشركة المنفذة للمشاريع لم يكن عملها في مستوى الطموح المطلوب، حيث إنها لم تنته من تنفيذ مشروع طريق أو تصريف إلا وظهرت عليه بعض الملاحظات الهندسية وتقدمنا بشكوى إلى بلدية أبو عريش ضد هذه الشركة ونطالب بإعادة النظر مع المقاولين وذلك منعا لاستنزاف الأموال الطائلة في مؤسسات وشركات لا تستحق الثقة لكن لم نجد تجاوبا من قبل البلدية. أما حسين حكمي فيقول: إن مشروع تصريف مياه الأمطار لم ينته منه بالإضافة إلى الهبوطات والتشققات التي تظهرفي الطرق بعد أن يتم الانتهاء منها بفترة قصيرة كما وقع في الطريق الدولي العابر من المحافظة، حيث شهد الطريق انهيارات وهبوطات دون وجود تدخل من البلدية. وعن انعدام الحدائق والمواقع الترفيهية يقول تركي صائغ يضطر أهالي أبو عريش التوجه إلى مدينة جيزان أو المناطق الجبلية للتنزه والبحث عن ألعاب لأطفالهم والاستمتاع بالمدن الترفيهية والأسواق والمجمعات ويعزي هذا الخروج إلى انعدام الحدائق العامة وافتقار المحافظة للمدن الترفيهية التي تعتبر المتنفس الوحيد للعوائل خصوصا الأطفال، فيما تشهد أحياء المحافظة تراكما للنفايات تصل إلى شهرين دون إزالتها بسبب المشاكل المالية بين البلدية وشركات النظافة والتي يدفع ثمنها المواطن. فيما أبدى عدد من سكان محافظة أبوعريش من معاناة انقطاع شبكة المياه المتكررة في ظل غياب فرع وزارة المياه من تلك الانقطاعات مما أجبر السكان على جلب صهاريج المياه بأسعار مرتفعة. وفي هذا السياق قال المواطن أحمد شرواني إن شبكة المياه انقطعت عن منزله شهرين ما أجبره على جلب صهريج مياه كل يومين بسعر 70 ريالا. ويتحدث المواطن عبدالله يحيى: أصبحت المحافظة سوقا خصبة للأيدي العاملة من المتخلفين عن العمل ومجهولي الهوية، وقال إنهم يجتمعون بداية من الصباح الباكر في شوارع المحافظة يعملون في مهن مختلفة وأن هؤلاء العمال أصبحوا يسرحون ويمرحون بسبب غياب حملات الجوازات، فما أن تبدأ حملات إلا ويهرب العمال، وعن حال قرى أبو عريش فما زالت تهديد السيول تعزل القرى عند هطول الأمطار وجريان السيول، حيث تعاني من العزلة التامة ويجبر الأهالي على المكوث لعدة أيام داخل منازلهم، فيما يقول كل من أحمد حكمي وعلي حجي وصالح محمد احتجزتنا السيول العام الماضي داخل منازلنا ما اضطرنا لطلب المساعدة وتوفير متطلبات الحياة اليومية.