×
محافظة المدينة المنورة

مصادرة صبغات ومكياج ومستحضرات تجميل منتهية الصلاحية

صورة الخبر

الفرق بين غلظة الخطاب وبين أدب الحديث، يظهر في الفارق بين عبارة الحبّ أعمى، وبين قول الشاعر: وعين الرضا عن كلّ عيب كليلةٌ. أو الأغنية التونسيّة: خذوا عيني شوفوا بيها. لكن اللبّ المقصود شيء آخر. قد لا يصدّق البعض أن هذه النظرة العاطفيّة البصيرة، يمكن أن تتعدى إلى الشؤون الحساسة كالسياسة. فالعالم العربيّ أوطاننا، وحبّ الوطن من الإيمان، والمؤمن غرّ كريم، والغرّ يرى القرد غزالاً، لأن له عين الرضا وعمى العاشق. لقائل أن يقول: لو كان النظام العربيّ رجلاً لسألته: إلى أين تأخذنا؟، صحيح أن سفينة الأوطان رصّعت كتفيك بالرتبة العالية، وصدرك بالنياشين، وصرت لها ربّاناً، وقد صدّقنا ادعاءك أنك أعلمنا بالملاحة، غير أن لنا سؤالاً بسيطاً لا يحتاج منك إلى أكثر من اغتنام فرصة تثاؤبك لتقول لنا إلى أين نحن سائرون؟، وهل هذا يُعجز مثلك وأنت أسرع في عمليات التفكير من الحاسوب العملاق، وفي الصبر على الجهد أكثر من روبوت، وفي دقة التصويب صاروخ موجّه بالليزر. قل لنا أين سنكون بعد يوم، بعد شهر، بعد سنة، ومتى ستهدأ الجراح وتنام؟ نظرة عين الرضا، يبدو أنها ترسّخت طوال عقود، أدمنها الناس حتى صار مجرّد السؤال عن الاعوجاج جريمة لا تغتفر وانتهاكاً للخطوط الحمراء. يقال للعربيّ: لا تجادل في التابو والمحظور. هل تجرّأ أحد على توجيه استفهام سطحيّ ابتدائيّ إلى الشعوب العربية: كيف كانت نظرتكم ونظرة إعلامكم إلى الأبواب العالية التي حطمها الربيع العربيّ ونسف الشعوب بعدها؟، أين هي أساطير آلهة الأولمب بعد ذلك؟، من المسؤول عن الزلازل التي نسفت من أساء عملاً، وجرّدت من أحسن عملاً من بلدان عربية كان في الإمكان أن تكون نصيراً لو كان وجودها إيجابياً. النظام العربيّ، ملّاح السفينة، لا يملك ذرّة علم بالحروب القادمة جامحة ضابحة، فهل على الشعوب أن تعلم ما لا تعلمه الأنظمة؟، مع من، ضدّ من، كيف ولماذا ومتى، وفي أي حدود وإلى أيّ مدى؟، الحروب تعني زوال بنيان وقيام شيء آخر، ولكنه ليس قيام بنيان آخر بالضرورة. قد يكون قيام انهيارات جديدة. فهل في هذه المشاهد أيضاً عين رضا؟ لزوم ما يلزم: النتيجة الملاحية: الغريب في السفينة العربية، أنك بين الغفوة والغفوة، تفاجأ في كل مرّة بربّان جديد. abuzzabaed@gmail.com