×
محافظة المنطقة الشرقية

إحالة 24 بحرينيا للمحاكمة بتهمة تشكيل فرع لداعش

صورة الخبر

بسام عبدالسلام (عدن) دأب المتمردون الحوثيون وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح على استخدام ورقة المفاوضات من أجل تمرير مشاريع على الأرض في ظل الهزائم المتكررة التي لحقت بهم منذ اندلاع عاصفة الحزم في أواخر مارس الماضي، فعملت قيادات التمرد على الدعوة إلى المفاوضات مع الشرعية اليمنية بعد الرفض والتعنت في تنفيذ وتطبيق قرار مجلس الأمن 2216، بالرغم من الجهود الأممية التي تبذل من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عبر مبعوثه الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ الذي يواجه صعوبة في التعامل مع الانقلابيين الذين يعملون على المماطلة في اتباع الحل السلمي والسياسي في تنفيذ بنود القرار الأممي. وخلال الأشهر الماضية لم يحترم المتمردون في اليمن أية هدنة لإدخال مساعدات إنسانية للشعب المتضرر من الانقلاب والحرب التي تشنها عناصرهم على المدنيين، كما عملت قيادات التمرد على إفشال مفاوضات جنيف1 التي عقدت مؤخراً في محاولة منهم لإطالة أمد الحرب وتحقيق مكاسب على الأرض وهذا ما لم يتحقق لهم. محللون سياسيون ومتابعون للعمليات العسكرية في اليمن أكدوا أن المعطيات تدل على أن المعارك ستستمر في المستقبل القريب، حيث تخطط قوات التحالف للسيطرة على محافظة تعز بكاملها، لوقف عمليات تهريب الأسلحة من كل من إريتريا وجيبوتي لصالح «الحوثيين» وقوات صالح، كما أنها تأمل السيطرة على محافظة مأرب بالكامل، للاستعداد عندها لمعركة الفصل في الحرب، والتي تتمثل في الهجوم المنتظر على العاصمة صنعاء التي لها أكبر تأثير معنوي على مجمل الحرب في اليمن. وتلعب ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح على هذا الوتر بشكل كبير، لأنها تعرف أن العديد من القوات البرية تشكل نقطة لصالحهم، حيث إنهم قادرون على تعويض أي خسائر في صفوفهم بمقاتلين جدد، في مقابل اعتماد قوات التحالف العربي، استراتيجية عسكرية، ترتكز على كسب المعركة في الميدان، بأقل خسائر بشرية في صفوف هذه القوات، وأيضاً تراعي سلامة المدنيين. الثابت هو أن الحوثيين يعارضون، حتى اللحظة، قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر عقب بداية العمليات العسكرية للتحالف العربي الذي تقوده الرياض، وخصوصاً شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وأيضاً يربطون انسحابهم من المدن وتسليم الأسلحة بوجود سلطة جديدة يكونون طرفاً فيها. ورغم مزاعم الانفتاح على الحل السلمي، إلا أن مضامين رسالتي المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح للأمم المتحدة، خلت من أي التزام جدي بالتخلي طواعية عن مراس العنف، في حين أنهم يرفضون إعطاء أي تعهدات بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، والأهم أن قبولهما لم يكن بالقرار الدولي، كما أشيع، وإنما بالنقاط السبع مع المبعوث الأممي «ولد الشيخ». وميدانياً تشير تحركات الميليشيا على الأرض، إلى أنها قررت الذهاب في الحرب إلى آخر مدى، بيد أن الخسائر المادية والمعنوية الفادحة التي تكبدتها في معارك استعادة الشريط الساحلي الغربي ومضيق باب المندب وجبهة مأرب وحالياً في جبهة تعز والجوف، إلى جانب خسائرها المتواصلة عقب تكثيف قوات التحالف للضغط العسكري الجوي والبري الذي أفقد قيادة التمرد المناعة وامتصاص الضربات وأثر ذلك على النحو الآخر في سلك طريق المراوغة الملتوية كما حدث سابقاً بهدف كسب الوقت وتجاوز آثار الانتكاسات العسكرية المتلاحقة بدءاً من تحرير المحافظات الجنوبية ووصولاً لتحرير باب المندب محافظة مأرب.وتعمل قوات التحالف العربي إلى جانب قوات الشرعية على إفشال رهان المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح في إطالة أمد المعارك في اليمن وجرها إلى سيناريو فيتنامي آخر، حيث يعمل التحالف على الحسم التدريجي في حين أن الجهد العسكري ليس مفتوحاً على مصراعيه بل يملك أهدافاً محددة وقابلة للتحقيق، بموازاة تعزيز قوة الحكومة الشرعية لتكون الدرع الحامية للمنطقة من عودة هذه الميليشيات. وتحدث المحلل السياسي، فتحي بن لزرق، لـ«الاتحاد» قائلًا إن العملية السياسية يجب أن ترافقها عمليات في الميدان، خصوصاً وأن المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح لهم سوابق في مثل هكذا تفاوض، حيث يتم استغلالها لمواصلة المعارك ميدانياً، مضيفاً أن الكلمة تبقى للميدان في المستقبل القريب، مع توقع مزيد من التقدم التدريجي لقوات التحالف العربي، بغض النظر عن الكلفة البشرية والمادية، التي يحاول خصومها رفعها قدر المستطاع، عبر «حرب الاستنزاف» بدعم كامل من إيران.وأكد أن معركة استعادة الدولة اليمنية من قبضة المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع صالح دخلت مرحلة الحسم خلال الفترة القليلة القادمة، خصوصاً وأن الحرب شهدت تغييرات على الميدان بشكل كبير على المستويين العسكري والسياسي، أهمها دخول قوات برية عربية على خط المواجهات، وعودة حكومة بحاح من الرياض إلى مدينة عدن، وأيضاً تحول القوات المشتركة، من وضعية الدفاع والقتال التراجعي، إلى وضعية الهجوم التدريجي لاستعادة المدن والمناطق من ميليشيا الحركة الحوثية وقوات المخلوع صالح. وقال «التحول الاستراتيجي للحرب كان مع استعادة قوات التحالف، السيطرة على ميناء عدن ومضيق باب المندب، الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، وتقدمها باتجاه ميناء المخأ المطل على البحر الأحمر غربي البلاد، وتحرير مأرب والبدء بتحرير محافظتي تعز والجوف وما رافقها من تهاوٍ سريع لتحصينات الميليشيات، وهذه إشارات صريحة بتصدع جدار معسكر الانقلابيين، تحت وقع السعودية على امتداد مسرح العمليات. من جانبه قال عضو مؤتمر حوار الرياض، زيد السلامي لـ«الاتحاد»: من خلال التجارب السابقة كلما تمت محاصرة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح لجأوا إلى الحل السياسي والبحث عن مخرج لكنهم سرعان ما ينقضون الاتفاق، وأن الوضع تغير على الأرض وأصبحت الميليشيات في تراجع مستمر. وقال إن المخلوع صالح سيحاول المراوغة كعادته والبحث عن طوق نجاة يبعد رقبته عن حبل المشنقة لأنه بات يدرك أنه لا مستقبل له في لذا سيضع شرط منحه حصانة كثمن لأي حل سياسي، فيما جماعة الحوثي هي مليشيات أيدلوجية مرتبطة بشكل مباشرة بولي الفقيه في إيران وممكن أن تهدأ لفترة ثم تعود متى ما طلب منها ذلك من قبل إيران، وبالتالي ستظل تشكل خطراً على اليمن ودول الجوار ما لم تجرد من السلاح وتحاصر وتوضع تحت المراقبة. فيما قال الناشط السياسي، بكيل التركي، لـ«الاتحاد» إن مؤتمر جنيف2 لن يختلف عن سابقه وهذا عبث سياسي في حال لم تحل القضايا العالقة، وخصوصاً قضية الجنوب العادلة، مؤكداً أن التمهيد لحل سياسي لن يكون إلا بالقضاء على هذه الميليشيات التي تهدد أمن المنطقة بشكل عام وليس اليمن لوحده. وأضاف أن التدخل الإيراني واضح وجلي وأن الجماعة لا تملك القرار في التفاوض، ولهذا لن تنجح في حل سياسي ما دام أن القرار من طهران. من جانبه قال، باسم فضل الشعبي، رئيس مركز مسارات للاستراتيجيات والإعلام، إن مؤتمر جنيف 2 هو محاولة من قبل تحالف القتلة في اليمن لالتقاط الأنفاس والاستعداد لمعركة جديدة بعدما شعروا بالحصار الكبير الذي فرضه التحالف العربي عليهم من البر والبحر والجو وأيضاً محاولة يائسة للبقاء في المشهد السياسي مستقلاً رغم تحفظ ورفض اليمنيين لذلك، مضيفاً أن الحوثيين والمخلوع صالح خسروا المعركة لكنهم لا يريدون أن يعترفوا بذلك، وهناك قوى دولية لا تريد للتحالف العربي أن يحقق انتصاراً في اليمن لذلك هي تحاول منعهم من الدخول إلى العاصمة صنعاء بنقل المعركة لطاولة الحوار كي تمنح الحوثيين وصالح فرصة لإعداد أنفسهم والتقاط أنفاسهم من جديد. وقال إن انتصار التحالف العربي في اليمن هو انتصار لكل العرب على المشروع الفارسي ومشروع الفوضى الخلاقة في المنطقة الذي أريد من خلاله تفتيت وتمزيق الدولة العربية إلى دويلات صغيرة من خلال دعم الجماعات الطائفية والعنصرية وتشجيعها على السيطرة على السلطة بالقوة. وأشار إلى أن جنيف 2 سوف يفشل وأن التحالف العربي سيستمر في خياره العسكري للوصول إلى صنعاء وتحرير اليمن بالكامل، وإعادة ترتيب البيت اليمني من جديد بما يخدم تطلعات كل اليمنيين شمالًا وجنوباً.