لم تملك «إيران» تاريخاً مشرفاً مع الحج، فهي تحاول منذ 30 عاماً بث «سمومها» خلال المواسم الدينية، مستغلة حشود المسلمين في أرض الحرمين الشريفين، معتمدة أعمال التخريب والشغب. ما أدى إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح في أقدس البقاع لدى المسلمين قاطبة. ففي عام 1986 حاولت إيران تخريب موسم الحج، إلا أن الأجهزة الأمنية السعودية تمكنت من إفساد مخططاتها، بعد أن ضبطت كميات من المواد المتفجرة الخطيرة في حقائب حجاجها. وفي الموسم التالي، تظاهر الحجاج الإيرانيون، متظاهرين بالتنديد بجرائم الولايات المتحدة الأميركية ضدّ البلدان والشعوب الإسلامية. وتسببت تلك التظاهرات في قطع طرقات، بسبب الحشود التي التحقت في المسيرة، ما أدى إلى موت بعض الحجاج والمواطنين ورجال الأمن، قبل أن يحاول المتظاهرون التوجه إلى المسجد الحرام، وهم يرفعون لافتات عليها شعارات «الثورة الإسلامية في إيران» والعداء لـ«إسرائيل»، إضافة إلى رفع صور المسجد الأقصى والمسجد الحرام وصور الخميني. إلا أن قوات الأمن السعودية استطاعت ردع المخربين. وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل 402 شخص (275 من الإيرانيين، و85 من السعوديين، و45 حاجاً من بلدان أخرى)، وعن إصابة 649 شخصاً (303 من الإيرانيين، و145 من السعوديين، و201 حاج من بلدان أخرى). وكان لإيران أيضاً يد خفية في الانفجارين خلال حج عام 1989، إذ حدث الأول في أحد الطرق المؤدية إلى الحرم المكي، والآخر فوق الجسر المجاور للحرم، ونتج من ذلك وفاة شخص واحد وإصابة 16 آخرين. وأوضحت التحقيقات التي أجريت مع المتهمين في الحادثة، بعد القبض عليهم أنهم تلقوا تعليمات من محمد باقر المهري، بالتنسيق مع ديبلوماسيين إيرانيين في سفارة طهران بالكويت لتدبير التفجير، إذ تسلموا متفجرات من الباب الخلفي للسفارة، ثم تم نقلها إلى السعودية. وفي عام 1990، وجهت أصابع الاتهام إلى إيران، بإطلاق غازات سامة على الحجاج في نفق المعيصم في مكة المكرمة، صبيحة يوم عيد الأضحى المبارك، ما أدى إلى وفاة 1426 من الحجاج، من جنسيات مختلفة. من ناحية أخرى، جاء تزامن حادثتي سقوط الرافعة، التي وقعت في المسجد الحرام وتدافع الحجاج في منى، خلال موسم الحج الأخير، ليكشف مجدداً عن ما تكنه «إيران» في خفاياها، وعن ما تحاوله مراراً في ما يخص الإساءة إلى دور السعودية في إدارة الحج، والمطالبة بجعل إدارة الحج تحت منظمة دولية تشرف عليها دول العالم الإسلامي، لتخرج التصريحات الصحافية الإيرانية بالتشكيك في قدرة السعودية على إدارة الحدث الديني، وتردد ذلك بصيغ مختلفة على لسان مسؤولين إيرانيين، على مستويات عدة. وجاء رد السعودية على التصريحات الإيرانية على لسان وزير الخارجية عادل الجبير، موضحاً أن «الوقت ليس لاستغلال الوضع سياسياً». وقال: «الأفضل للإيرانيين ألا يستغلوا سياسياً مأساة طاولت أناساً كانوا يؤدون أهم الشعائر الدينية المقدسة، ألا وهي مناسك الحج، وآمل بأن يكون القادة الإيرانيون أكثر تعقلاً حيال الذين قضوا في هذه المأساة وأن ينتظروا نتائج التحقيق».