كانت الاسابيع القليلة الفاصلة عن يوم 20/12/2012 وهو التاريخ المحدد لإجراء أول انتخابات في تاريخ الاتحاد السعودي لكرة القدم حبلى بالكثير من الامال والتمنيات والطموحات ، فكل المنتمين والمتابعين للمشهد الرياضي السعودي كانوا يتأملون في أن تفرز التجربة الجديدة واقعا مختلفا لم يتذوقوه من قبل . صحيح أن التجارب السابقة كانت هي حجر الزاوية في وصول كرة القدم السعودية الى ماوصلت اليه من مكانة وسمعة ومن منجزات ظلت كماهي دون اضافة حتى الان ، الا أن الاشواق لخوض تجربة الانتخابات كانت في الجانب الاخر تدغدغ خيال الجميع بلا استثناء لذلك خضعوا كلهم لحلم التغيير دون تردد . فاز أحمد عيد بفارق صوتين ( 32 مقابل 30 ) لمنافسه خالد بن معمر وهو فوز جاء (منغصا) لمناصري الرئيس الجديد ، ومفرحا للمناؤين له الذين وجدوها فرصة للتنكيد على الإتحاد المنتخب . وبدأ العمل وسط هذه الاجواء اللاهبة التي لا توفر مناخا مثاليا للاداء المنتج ، وكانت الصدمة الاولى أن التوليفة الادارية تعاني في داخلها من التجاذبات الخارجية والاجندة الخاصة والطموحات الشخصية ، وظهر ذلك من أول إجتماع للمجلس الجديد عندما غادره الدكتور عبدالرزاق أبوداؤد محتجا على ما أسماه بسياسة الترضيات في توزيع الحقائب قبل أن يعود هو الاخر الى مقعده بترضية دسمة . هذه البداية للاتحاد ومحاولة الرئيس إمساك العصا من المنتصف والمسافة الجديدة التي فصلت بين اتحاد القدم والرئاسة مما أبطأ من تمرير الكثير من القرارات عكس ماكان عليه الامر في السابق كلها قدمت صورة مرتبكة للتجربة الوليدة وولدت شوقا في المقابل للسنوات الفائتة عندما كان الرئيس العام هو نفسه رئيس اتحاد القدم وكان ذلك يختصر الكثير من الجهد والوقت ويمنح القرار قوته ويوفر له إن أراد المال اللازم لإنفاذه. وكان منطقيا وتبعا لهذا الوهن الاداري أن يجد الاعلام بكافة مسمياتها في اتحاد عيد مادة دسمة يقتات منها ويتندر عليها ، فكثر تبعا لذلك المنظرون والشاتمون والشامتون والاوصياء والادعياء .. وانفرطت السبحة . هذا ماكان من أمر الاجواء التي صاحبت عمل اول اتحاد منتخب بات على بعد اقل من 8 أشهر من الرحيل ، ولكن بلغة المكاسب والخسائر وعلى إعتبار أن التجربة برمتها جديدة وتحتاج المزيد من الوقت لتصل الى مرحلة النضج يمكن الاحتفاء مؤقتا بأنها أوجدت مساحة مقدرة لطرح كل الاراء وإخراج الهواء الساخن من الصدور ، ومع الوقت سيكون الحوار أهدأ ومشفوعا بمسوغات مقنعة وحقائق ومبررات قانونية وادارية وليس كما يحدث الآن . فإذا عدنا للارقام يمكن تلخيص مناقب ومسالب الاتحاد المنتخب في التالي :