الدمام أسامة المصري توفي ثلاثة سوريين بينهم طفلان من أطفال مدينة القصير اللاجئين في مخيمات عرسال اللبنانية، نتيجة البرد الشديد أمس كما ذكر ناشطون، وقال الناشط الميداني هادي العبدالله أن «مئات الأطفال مهددون بالموت بردا في مخيمات عرسال». وقال الناشط أنور أبو الوليد من داخل مدينة حمص لـ «الشرق»: إن حصار المدينة تجاوز العام ومازال داخل الأحياء المحاصرة أكثر من 200 عائلة معظمهم من النساء والأطفال ويعانون من نقص حاد في الحاجات الأساسية كالأغذية والأدوية والألبسة الصوفية ومواد التدفئة والوقود مع قدوم الشتاء، وحذر الناشط من تدهور الوضع الإنساني أكثر مع اشتداد البرد، ووصف أوضاع المحاصرين بالمأساوية. وأشار الناشط إلى أنه ومنذ بداية الحصار بات من الصعب جدا إدخال المواد الغذائية والدوائية الضرورية باستثناء مرة واحدة أدخلت فيها منظمة الهلال الأحمر كمية قليلة جدا من هذه المواد إلى داخل المنطقة المحاصرة ولم تتكرر هذه العملية بعد ذلك نهائياً بسبب رفض قوات الأسد لذلك مراراً. وأكد أن معظم الطرق السرية التي أوجدها الثوار خلال بعض فترات الحصار اقتصرت على إدخال الذخيرة، وكميات لا تكاد تُذكر من المواد الغذائية. وأفاد أن معظم المواد التي وجدت في المناطق المحاصرة قاربت على النفاذ ولم يتبق حالياً إلا كميات قليلة جداً من مادة البرغل أو العدس أوالزيتون في أغلب بيوت الحصار، وأضاف أن مادة الطحين وهي المادة الأساسيّة التي يعمتد عليها المحاصرون قد نفذت تماما. كما وقود التدفئة الذي تشتد الحاجة إليه مع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير وغير مسبوق مع بداية فصل الشتاء. وحول مياه الشرب أوضح الناشط أن المُحاصرين يعتمدون على مياه الآبار المهجورة منذ سنين وبعضها ملوّثة وسببت أمراضاً معوية وهضمية عديدة خاصة بين الأطفال. وأشار أن كثيرا من الأمراض انتشرت بين السكان وأن عديدا من المرضى باتت حياتهم في خطر، وأكد وفاة بعض الأشخاص بسبب إصابتهم بأمراض ناتجة عن سوء التغذية وغياب الأدوية اللازمة لحالاتهم كان آخرهم الشهيد صادق شلار الذي ارتقى قبل أيام قليلة بسبب عدم توفر الدواء اللازم لحالته. وأوضح الناشط أن المناطق المحاصرة باتت منطقة صغيرة داخله عدة أحياء تتعرض للقصف بشكل يومي ونيران القناصة. وختم الناشط بقوله «ما يجري أمام سمع العالم وبصره من حصار لا يمكن لأحد أن يعرف حقيقته ومأساة أولئك المحاصرين المحكومين بالعيش تحت مظلة الأملِ أو الموت جوعاً. وقال المكتب الإعلامي في الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأسد قصفت أمس المناطق المحاصرة في جورة الشياح، القصور، القرابيص، باب هود، باب التركمان، باب تدمر، باب الدريب، الباب المسدود، كما تعرضت مدينتا الرستن وقلعة الحصن وحي الوعر المجاورللقصف من الكلية الحربية وقلعة حمص الأثرية وقرى وادي النصارى وكتيبة الهندسة في الرستن. وكان ناشطون حذروا من تداعيات فصل الشتاء على ملايين النازحين واللاجئين السوريين، الذين يعيش معظمهم في ظروف غير ملائمة، تجعلهم مهددين بالموت من شدة البرد، عطفا على أن عشرات الآلاف من اللاجئين يعيشون في أماكن لا تؤمّن لهم الحماية من برد الشتاء القارس.