فيما تستمر القوات العراقية بالتقدم في محافظة صلاح الدين، شن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة غارات جوية "غير مسبوقة" إلى مواقع "داعش" في الموصل، لقطع إمداداته القادمة من سورية، مستفيداً من الغارات التي يشنها الطيران الروسي على التنظيم في هذا البلد. ويقسم تدخل موسكو، عبر "التحالف الرباعي"، العراقيين سياسياً، ذلك وفق ما أفادت صحيفة "الحياة" السعودية اليوم الثلثاء (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2015). وأعلن مسؤول كردي توجيه ضربات جوية مكثفة إلى "داعش" لقطع آخر طرق إمداده، بين نينوى وسورية، تحضيراً لعملية وشيكة لاستعاد الموصل، فيما أكد مجلس محافظة نينوى أن التنظيم يعيش حالة "إرباك وتخبط" بسبب خسائره الأخيرة. وكان قادة عسكريون أميركيون عقدوا الأسبوع الماضي اجتماعاً مع قادة عمليات نينوى في محور قضاء مخمور الواقع بين أربيل والموصل لوضع "اللمسات الأخيرة" على عملية استعادة الموصل، بالتزامن مع أنباء عن وصول تعزيزات عسكرية عراقية. وقال الناطق باسم تنظيمات حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" في نينوى غياث سورجي لـ"الحياة": "لدينا معلومات مؤكدة، عن تزايد حالات فرار عناصر داعش العراقيين الذين جندهم بالإكراه، وقد نقلوا أسرهم إلى العشائر في قرى منطقة الجزيرة، غرب وجنوب الموصل، وحصلت أخيراً اشتباكات مسلحة بين فارين وعناصر مما يطلق عليها تنظيم الشرطة الإسلامية، ما أدى إلى قتل 11 عنصراً من الجانبين"، وزاد أن "داعش يعاني أيضاً من فرار عناصره الأجانب باتجاه سورية، وكل ذلك تحت تأثير تقدم القوات العراقية على جبهتي الأنبار وصلاح الدين، ووصولها إلى جبل مكحول القريب من نينوى". وأوضح أن "طائرات التحالف الدولي شنت ليلة الأحد غارات غير مسبوقة على 40 موقعاً لداعش في مركز قضاء سنجار استمرت حتى ساعات صباح اليوم (أمس)"، وأضاف: "بحكم وجودي في المنطقة فإن الغارات تهدف هذه المرة إلى قطع الطريق الإستراتيجي وهو الوحيد الباقي للتنظيم في نقل الإمدادات بين الموصل وسورية، في مؤشر إلى قرب إطلاق العملية البرية لتحرير المدينة". وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى محمد إبراهيم لـ"الحياة" إن "داعش يعاني الإرباك والتخبط أكثر من أي وقت مضى، بعد استنزاف قواه في معارك الأنبار وصلاح الدين، ناهيك عن الضربات الجوية المكثفة والمستمرة منذ أشهر على الموصل، وأيضاً على الجانب السوري، لذلك نتوقع أن تكون معركة الموصل أسهل بكثير، مع تزايد نقمة الأهالي الذين ينتظر منهم أن يشنوا عمليات انتقامية. وفي مقابل تقدم القوات العراقية، المدعومة بـ"الحشد الشعبي"، في محافظة صلاح الدين، تشهد الأنبار جموداً على مستوى المعارك، بالتزامن مع تحذيرات سنية من تنفيذ روسيا ضربات جوية. ونجحت القوات العراقية خلال الأيام الماضية، في تطهير معظم مناطق بلدة بيجي من "داعش" بعد شهور من الكر والفر في المدينة التي اعتبرت من أبرز معاقل التنظيم. وتؤكد قوات "الحشد الشعبي" أن تقدمها في بيجي تم في معزل عن دعم "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة "فهي غير جادة في محاربة داعش"، ويسعى الحشد إلى تدخل روسي بديل للتدخل الأميركي. وتدعم هذا التوجه معظم القوى الشيعية الرئيسية فيما ترفضه القوى السنية والكردية. ويقول النائب عن التحالف الوطني (شيعي) سليم شوقي لـ "الحياة": "طالبنا بأن يسمح لروسيا، ليس بالتعاون المعلوماتي فحسب، بل قصف داعش في العراق ورفعنا ذلك إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي فطرح الأمر على مجلس الوزراء ولاقى ترحيباً". لكن القيادي السني النائب ظافر العاني رفض أن يطلب العراق تدخلاً روسياً، وقال لـ "الحياة" إن "التحالف الرباعي رهن مصير العراق بمصير الرئيس بشار الأسد". أما القيادي الكردي النائب شوان محمد طه فقال إن "للعراق خصوصية فهو يحارب "داعش" لا غير، بينما في سورية هناك معارضة وهناك طموحات سياسية للشعب وهناك خلافات أوسع وهناك التنظيم، ولا يجب أن تكون للعراق علاقة في الصراع بين متحاربين دوليين، أي أميركا وروسيا".