×
محافظة المنطقة الشرقية

ملايين يتظاهرون مؤيدين للقوات المسلحة المصرية

صورة الخبر

--> ليس ضيق الوقت هو السبب الذي يجعلني لا أحرص على متابعة المسلسلات السعودية المطهمة بالأنوثة الخليجية والمغربية في رمضان، فهي تبث في معظمها في الوقت بين الإفطار وصلاة العشاء، وقت الاسترخاء بعد وجبة الإفطار، لكن ما يجعلني اتحاشاها هو القدر الكبير من الإحباط الذي يسببه لذائقتي و نفسيتي ذلك الأداء المرتجل المفتقد للاحترافية الفنية والإبداع لمعظم أبطالها، والقائم بالدرجة الأولى على (تطنز) وتريقة لفظية، وعلى أداء جسدي بهلواني يتحول إلى المكون الرئيسي للمادة المشاهدة بدل أن يكون داعماً لكوميديا المفارقات والمواقف. بودي ألا اغمط بعضهم القدرة على تسليتي مثل الفنان حسن عسيري لكنه يقع في خطابة مباشرة وعظية في نهاية حلقات مسلسله (كلام الناس.. وفي المجمل فإنه لا يبدو أن فنانينا الأعزاء يجهدون أنفسهم كثيراً لامتاع المشاهد أو إبراز قيمة فنية فيما يقدمون رغم العائد الطائل الذي يتحصلون عليه، فهم يعيدون عليه في مشاهد مكرورة في عملية أشبه بتدوير الورق، مشاكل غدت مستعصية تداعب بها أمله في اراحته منها بتسليطهم الضوء عليها، لكن ذلك الضوء من شدة مباشرته وخطابيته يكاد يحرقها ويحرق ذائقته. هناك استسهال للعمل الفني و بهرجة فائقة إن تخلص منها الديكور لا تتنازل عنها وجوه الممثلات أبدا. حين تتحول الابتسامة والضحك من حالة انفعال بسبب الدهشة إلى ممارسة روتينية تنتهي المتعة وتتحول مع الوقت إلى حالة من الاحباط والتبرم. لقد استراح الفنانون السعوديون، ومعظمهم خريجو طاش ما طاش، منذ عقدين من الزمان، في رمضان خصوصاً، إلى احتكار ذلك المشاهد البسيط وعدم تمرده بسبب ظروف اجتماعية و ثقافية فريدة جعلته غير قادر على فرز الغث من الثمين؟ فليس صحيحاً أن المشاهد المحلي سيتجه إلى المنتج التركي أو المكسيكي دائماً لأنه يتوق، مثل كل مشاهد في هذا العالم، أن يرى من يشبهه على الشاشة الفضية عاكساً بعض أزماته وطموحاته. هرم الدراما السعودية يتكون كالآتي؛ الكادر الفني وقد ضمنوا مبالغ طائلة من المنتج الذي قد يكون منفذا في الوقت نفسه ، الذي ضمن بدوره، وحتى قبل بيع المنتج، أموال الإعلانات الضخمة التي تضخها الشركات، التي ضمنت بدورها تسويق منتجاتها لأعداد كبيرة من المشاهدين، فهل ضمن المشاهدون ترفيها راقياً يوازي تلك الأموال الضخمة؟. ولنكون منصفين في حق الفنانين يجب أن نسأل ببراءة؛ هل في الأمر انتهازية كون القائمين على الدراما يستغلون ظروف المشاهد ومستواه الذوقي البسيط في تقديم أعمال بائسة؛ أعمال سلقت على عجل لكي تضاف إلى اطباقنا الرمضانية و كأننا مصابون بالكبد الوبائي الفني؟ أم أن فنانينا الأعزاء كونهم مواطنين حكمتهم قبل الهجرة إلى دول الجوار، ظروف نشأة فنية افتقرت إلى الدراسة و الثقافة الأكاديمية فأصبحوا ينضحون بما امتلأوا به من مفهوم عن الفن؟ هناك استسهال للعمل الفني و بهرجة فائقة إن تخلص منها الديكور لا تتنازل عنها وجوه الممثلات أبدا. حين تتحول الابتسامة والضحك من حالة انفعال بسبب الدهشة إلى ممارسة روتينية تنتهي المتعة وتتحول مع الوقت إلى حالة من الاحباط والتبرم. تويتر: @attasaad1 مقالات سابقة: عبدالله الوصالي : -->