دعا «منتدى الدماغ والأعصاب» في ختام أعمال دورته الأولى، في جدة أمس، إلى زيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة في مجال اكتشاف وعلاج الأمراض المتصلة بالدماغ والأعصاب، وتقديم خدمات الرعاية الصحية بصورة عامة. وجمع المنتدى الذي نظم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، 19 من الرواد العالميين في مجال أبحاث الدماغ والأعصاب ومستقبل الرعاية الصحية في العالم، حيث ناقشوا على مدار يومين سبل مساعدة المرضى على العيش حياة أفضل عن طريق توفير بيئة يمكن فيها للأطباء والعلماء والمهندسين التعاون معا بشكل أفضل اعتمادا على علوم وبرامج الحاسب الآلي. وأكد المتحدثون أمام المنتدى الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط أنه بعد الإنجازات الواسعة واللافتة لمشروع الجينوم البشري، أصبح لأبحاث الدماغ الآن آفاق جديدة، وأن الاضطرابات العصبية المرتبطة بالدماغ تمثل حاليا التحديات الجديدة في العلوم الطبية. وأشار الدكتور وليد أحمد الجفالي، إلى أن الإقبال الكبير على حضور جلسات المنتدى يعكس مدى الحرص على متابعة أحدث الدراسات والأبحاث في مجال الدماغ والأعصاب من قبل المتخصصين في هذا المجال وتطلعهم إلى تقديم الأفضل للمرضى. وقال إن المنتدى نجح في تحقيق أهدافه المتمثلة في المساهمة في توسيع قاعدة الاستفادة للأطباء العاملين بالمملكة من أجل تكثيف الجهود لمكافحة الأمراض العصبية اعتمادا على التقنيات الحديثة التي من شأنها التخفيف من معاناة المرضى وتقليل تكلفة علاجهم. وقال إن المناقشات المثمرة في جلسات المنتدى أوضحت مدى ما تتمتع به المملكة من كفاءات عالية المستوى من أطباء ومتخصصين في علوم الحاسب الآلي، وإدراكهم للدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه التقنية في مساعدتهم على إداء أعمالهم على الوجه الأكمل وتحقيق فائدة أكبر للمرضى الذين يعانون من أمراض تتصل بالدماغ والأعصاب. وتحدث في جلسات المنتدى أمس عدد من العلماء الرواد في مجال أبحاث الدماغ والأعصاب والتكنولوجيا المرتبطة بها. ودارت مناقشات حول أبحاث الأمراض العصبية مثل باركنسون والزهايمر والصرع. كما تناول النقاش موضوعات شملت التقدم الذي تم تحقيقه في مجال أبحاث الدماغ وأحدث التطورات والتحديات والفرص المتاحة في علم الأعصاب والتكنولوجيا الطبية. وقدم الدكتور جميل العماد، أحد أعضاء اللجنة العلمية المنظمة للمنتدى، أحد أحدث الحلول المبتكرة والآمنة لتحليل تطبيقات الإشارات العصبية. وقد تمت تجربة «الفحص عن بعد» لتشخيص المرض، حيث تم ربط جهاز خاص يوضع على الرأس، من مقر المنتدى، بأحد مراكز الأبحاث في جنيف بسويسرا، وتم إرسال إشارات المخ إلى المركز لتسجيلها وفحصها عن بعد دون الحاجة لسفر المريض إلى مقر المركز، وهو ما يوفر الكثير من الوقت والجهد على المريض والأطباء في الوقت ذاته. ونظمت المنتدى (W Science) وهي مبادرة غير ربحية أسسها الدكتور وليد الجفالي، لدعم المشاريع العلمية المتميزة وتسهيل التعاون بين العلماء البارزين الذين يعملون على أبحاث في تخصصات علمية مختلفة لتلبية الاحتياجات التي لا توجد لها حلول طبية، وذلك للرقي بجودة خدمات الرعاية الصحية.