يشهد القطاع التعليمي نهضة رياضية لم يسبق لها مثيل منذ انطلاقة مسيرة التعليم والرياضة معًا عند تأسيس الدولة السعودية الحالية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- فقد كان لكل قطاع إسهاماته الخاصة بعيدًا عن العمل المؤسسي المنظَّم، فمع أنَّ مدارس التعليم العام كانت رافدًا للرياضة التنافسية التي تمثلها الأندية والاتحادات الرياضية تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، إلا أنَّها توقفت عن إكمال المسيرة لنحو عقد ونيف من الزمان كانت الأندية والرئاسة يحفرون في الصخر بحثًا عن المميزين من الرياضيين وإعدادهم لتمثيل الوطن.. تواكَبْ ذلك مع حضور سعودي مميز على الساحات الآسيوية بحصول المنتخب الوطني لكرة القدم على كأس أمم آسيا 3 مرات واللعب على النهائي 6 مرات، وبلوغ نهائيات كأس العالم 4 مرات، وكذلك الحال بالنسبة لكرة اليد، والألعاب الأولمبية، فيما كانت الاتحادات النوعية مثل ألعاب القوى والفروسية تسجل حضورها الباهر على المستويين الأولمبي والدولي، ولحق بهما في الآونة الأخيرة المبارزة، ثم التايكوندو مع رياضة الاحتياجات الخاصة (أبطال العالم في كرة القدم 3 مرات متتالية)، والحاضرون بقوَّة في بقية الألعاب. شراكة كاملة قبل بضع سنوات حدث تحوُّل كبير داخل وزارة التربية والتعليم سابقًا ووزيرها الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد الرياضي الحقيقي، كان من ثماره وضع برنامج تطويري هائل للرياضة المدرسية ضمن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم، يقوم البرنامج على فتح 1000 مدرسة في مختلف مناطق المملكة أمام النشء لممارسة هواياتهم خارج أوقات الدوام المدرسي تعرف باسم «أندية الأحياء» تحت إشراف مدرسين ومدربين مؤهلين من قبل شركة تطوير التعليم العام التي وقَّعت عقود شراكة مع الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية، حيث جرى حتى الآن تنفيذ 10 برامج مع كل من: ألعاب القوى التي كانت لها الريادة في التعاون بين الطرفين منذ 3 سنوات، ثم كرة القدم، والسلة، والكاراتيه، والجودو، والتايكوندو، والجمباز.. و3 برامج تجريبية مع كل من: السباحة، واليد، وكرة الطاولة، وقال الأمير فيصل آنذاك: إنَّ التعليم العام سيأخذ على عاتقه بناء جيل رياضي سعودي يشارك في الألعاب الأولمبية 2020 و2024 وفق الخطط والبرامج الموضوعة من قبل الوزارة، وقد أثلج ذلك التصريح قلوب المسؤولين في اللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية التي تعاني الكفاف في المال المساعد على إعداد منتخبات المملكة ببرامج طويلة المدى للمشاركة في الدورات الرياضية المجمّعة والبطولات النوعية، فانطلقت الاتحادات الرياضية بما لديها من خبرة إلى توقيع عقود الشراكة مع قطاع التعليم الناهض في هذا الجانب، لا سيَّما وأنَّ ذلك تواكب مع اهتمام التعليم العالي بالرياضة من خلال إنشاء اتحاد رياضية للجامعات السعودية التي يصل عددها حاليًا إلى نحو 30 جامعة حكومية وأهلية نفضت عن أكتافها الغبار، وشرعت في استثمار القدرات الناضجة من الشباب طلاب الجامعات في دورات رياضية محلية وخارجية ساهمت بدورها في صقل مواهب عدد غير قليل من الرياضيين السعوديين في كل الألعاب، مما ساعد اللجنة الأولمبية على وضع إستراتيجية طويلة المدى للنهوض بالرياضة التنافسية وإعداد فرق ومنتخبات سعودية منافسة في البطولات العالمية والدورات الأولمبية العالمية والقارية والعربية. الوزير.. الإعلامي.. الرياضي في هذا العام تسلَّم الزميل الرياضي والإعلامي الدكتور عزام الدخيل (أحد الرجال الذين تخرجوا من مدرسة جريدة «المدينة» والملاعب الرياضية قبل أكثر من 3 عقود، وبعد تخرجه عمل أيضًا لسنوات في قطاع الإعلام من خلال مجموعة الشركة السعودية للنشر والتسويق) مسؤولية التعليم في المملكة العربية السعودية بكل مراحله بعد دمج التعليم العام مع العالي في جهاز واحد وفي مهمة غير سهلة أبدًا، حيث يضم الجهاز الجديد أكثر من ثلث موظفي الدولة وتقع عليه مسؤولية بناء أجيال المستقبل فكريًا وبدنيًا في رسالة موحَّدة وممنهجة، وكانت أوَّل خطوة للوزير الجديد عزام الدخيل هي توقيع الشراكة بين وزارة التعليم واللجنة الأولمبية السعودية ورئيسها الأمير عبدالله بن مساعد القادم هو الآخر إلى قطاع الرياضة التنافسية في مهمة عاجلة لتصحيح الأوضاع وتوجيه البوصلة نحو طريق المنافسة القارية والدولية، وفي اجتماعهما أكَّد الدخيل الوزير الرياضي والإعلامي على أن جهازه الكبير جدًا بعدد أفراده، ومؤسساته، وبرامجه سيكون خير معين للرياضة التنافسية وسيعمل على صناعة جيل من الرياضيين أخذت بوادره تلوح في الأفق من خلال الشراكة مع ألعاب القوى ومهندسها البارع الأمير نواف بن محمد بن عبدالرحمن الذي جدد عقد الشراكة مع التعليم للمرة الثالثة على التوالي منذ أيام. اليوم الأولمبي.. باكورة العمل الجديد وقبل أنَّ يجفّ حبْر الاتفاقية كانت وزارة التعليم واللجنة الأولمبية السعودية ينظِّمان اليوم الأولمبي السعودي الأول في كافة الألعاب الرياضية في تفعيل واضح للبرنامج الطموح الذي تهدف من خلاله وزارة التعليم عبر مؤسساتها المتخصصة إلى نشر الثقافة الرياضية لدى الأجيال الحالية والمقبلة من أجل صحَّة أفضل وعافية أدوم كما يشير إلى ذلك الدكتور خالد الخريجي المشرف على برامج شركة تطوير في إطار برامج البرامج التعليمية والترويحية، وفي الوقت ذاته اكتشاف أكبر عدد من المواهب الرياضية وبناء أكبر قاعدة لها، حيث إنَّ هذه البرامج موجهة لكل مرحلة على حدة تحت إشراف معلمين ومدربين متخصصين يتم إعدادهم عبر برامج للوزارة بالتعاون مع الاتحادات الرياضية ووفق نماذج تطويرية لكل لعبة على حدة، ضمن منهج التعليم العام، وخارج المنهج (فتح مدارس معينة في الأحياء لاستقبال الطلبة من مختلف الأعمار) بعد أن قامت الوزارة بإعداد هذه المدارس لأداء رسالتها وتزويدها بكافة المعدات وأجهزة التدريب لمختلف الألعاب. اكتشاف المواهب يقوم البرنامج على اكتشاف المواهب في كل لعبة ورعايتها في مناطق تواجدها، حيث تزخر المناطق الجنوبية بمواهب ألعاب القوى للمسافات الطويلة في عسير والباحة، والمسافات القصيرة والمتوسطة في جازان، وألعاب الميدان في المنطقة الشرقية والأحساء، ومواهب كرة القدم في مختلف المناطق، والسلة في المنطقة الغربية والمدينة وغيرها، حيث يوجد الآن أكثر من 500 مدرسة (نادي الأحياء).