×
محافظة المنطقة الشرقية

المشاركون فاجأونا باحترافيتهم

صورة الخبر

كشف قتاده زمان مدير فرع الشرق الاوسط للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في أول حوار حصري له مع جريدة بحرينية عن أن حوار المنامة والمقرر عقده نهاية الشهر الجاري سيشهد هذا العام أعدادا قياسية للمشاركة لما يعج به الإقليم من صراعات ومحاور ائتلافية وتحالفات للتصدي لها. وقال في حواره مع الايام ان حوار المنامة هي أكبر قمة سياسية غير رسمية في الشرق الأوسط، وتحرص الدول الكبرى والأطراف الدولية الفاعلة على حضوره سنوياً. وبين أن المشهد في المنطقة معقد وما يحدث يحتمل كلتا النتيجتين وفقاً لإرادة الشعوب للوحدة أو الانفصال فبعض الدول مقسمة فعلياً، والأخرى في طريقها إلى التقسيم. وشدد على ان دول مجلس التعاون لديها قدرات عسكرية متقدمة للردع وتشهد تطوراً مستمراً، وان الاتفاق النووي مع إيران يحتوي على صمامات أمان تضمن إعادة العقوبات إلى سابق عهدها إذا حاولت إيران عسكرة البرنامج وبصورة عدائية. واشار الى انه لا يمكن إغفال سلبية تصريحات المسؤولين الإيرانيين ضد بعض دول مجلس التعاون من جهة، والربط الحاصل بين اعترافات المنتمين للخلايا المعارضة للأنظمة. واكد زمان على ان الاستثمار في وحدة الصف الداخلي الآن مهم لانه من الصعب تصوير الاستقرار والازدهار إلا من خلاله. كما كشف عن أن المعهد سينظم منتدى خليج البحرين في 28 نوفمبر القادم يتناول الاقتصاد في الشرق الأوسط في ظل المتغيرات، ولافتا الى ان المعهد بالبحرين سيحتفل هذا العام بمرور خمسة أعوام على افتتاحه، وأحد عشر عاماً على إقامة قمة حوار المنامة للأمن الإقليمي في مملكة البحرين. وقد تطرق الحوار الى عدة قضايا تمحورت حول حوار المنامة، وقراءة المشهد الراهن في المنطقة، والسيناريوهات المستقبلية.. وإليكم نص الحوار. ] في مستهل الحوار.. نود نبذة تعريفية عن المعهد؟ ما هي اهدافه؟ ما مدى استقلاليته؟ هل الفرع يضم باحثين سياسيين؟ - تأسس المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS عام 1958 بصفته بيت خبرة دولي مقره لندن، وهو مستقل ليست لديه تبعية للقطاع العام، كما أنه وقف خيري للأبحاث يقوم على الاشتراكات المؤسسية والفردية، ويتلقى الهبات غير المشروطة من مجتمع الأعمال، بهدف التركيز على الأبحاث الخاصة بسياسات الردع النووي والتحكم بالتسليح إبان الحرب الباردة، وبمرور الوقت تأقلمت المخرجات البحثية للمعهد مع تطورات السياسة الدولية لتواكب المستجدات. يهدف المعهد إلى الترويج للسياسات المدروسة التي تأخذ في الاعتبار كافة العوامل المحيطة بالقضايا والصراعات الدولية، وهو بذلك يوفر آراءً مدعمة علمياً بالإحصائيات والوثائق التي يعكف على جمعها وتحليلها فريق دولي من الأكاديميين المتخصصين في العلوم السياسية والاقتصادية وخبراء الشؤون الدبلوماسية والعسكرية والأمنية ممن قضوا مدداً متفاوتة في الخدمة، وذلك بهدف الاستفادة من خبراتهم بعد تقاعدهم من المراكز التي شغلوها، وهو إجراء متبع لدى الأوقاف البحثية التي تقوم مراكزها بضمان عدم ارتباط خبرائها بوظائفهم حرصاً منها على الحياد عند إجراء البحوث. لدى المعهد حالياً مكاتب في واشنطن وسنغافورة والمنامة ونيودلهي، إلى جانب المقر الرئيسي في لندن، ويعمل في معظمها محللون وباحثون في مختلف الشؤون السياسية والعسكرية والتنموية. انفتاح الاجواء السياسية ] لماذا اختارت ادارة المعهد مملكة البحرين لافتتاح فرعها الخاص بالشرق الاوسط؟ - جاءت الفكرة بدعوة سمو ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وحازت الدعوة مباركة جلالة الملك كما نحظى بدعم كبير من الحكومة الموقرة وعلى راسها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، ونعمل عن قرب مع كافة السلطات والوزارات السيادية الموقرة في المملكة، وتربطنا مع وزارة الخارجية الموقرة وعلى راسها الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، شراكة تنظيمية مستمرة منذ أول يوم لنا في المملكة. وكان الاختيار قد وقع على مملكة البحرين نظراً للانفتاح الذي شهدته الأجواء السياسية من بين كافة دول المنطقة، إلى جانب المناخ الثقافي المتقدم والإمكانيات التي تتيح توفير الدعم السخي الذي تقدمه المملكة مشكورةً للمعهد يحتفل فرع الشرق الأوسط هذا العام بمرور خمسة أعوام على افتتاحه، وأحد عشر عاماً على إقامة قمة حوار المنامة للأمن الإقليمي في مملكة البحرين. ] ما هي ابرز انشطة المعهد في التعاون مع حكومة البحرين او المؤسسات المختلفة؟ وما هي الأهمية الفعلية لـ حوار المنامة؟ - يتمتع المعهد بصلات وثيقة بالجهات السيادية والسلطات التنفيذية داخل المملكة، ويتم تبادل الآراء والأفكار على أعلى مستوى، إلا أن التعاون قابل للتطوير ليس على مستوى مملكة البحرين، وإنما على مستوى المنطقة بأسرها، ولنا تجارب في تقديم الاستشارات للعديد من المؤسسات العامة والخاصة على مستوى دول مجلس التعاون. في مثل هذا الظرف الاستشاري، يحترم المعهد خصوصية الطابع التعاوني، وعادةً ما تكون مخرجات العمل الثنائي باسم الطرف الذي نشد التعاون مع المعهد، لذا نتحفظ عن ذكر الجهات الشريكة حفاظاً على حقها في نسبة المبادرة البحثية إليها أو إشهارنا كشريك في العمل العلمي. أيضاً مر على المعهد ولا زال عدد من أبرع الكفاءات البحثية من أبناء المملكة، سواءً من كان منهم متفوقاً من خريجي برنامج سمو ولي العهد للبعثات، أو المنتسبين إلى المؤسسات المحلية الشريكة في الجهود التشاورية والتنظيمية التي يقام في ضوئها حوار المنامة. وتابع: وعلى الصعيد المحلي، تصبح مملكة البحرين محط أنظار العالم الذي يترقب سنوياً وعلى مدى يومين ونصف نشرة الأحوال السياسية والأمنية التي يتم استعراضها في حوار المنامة في الشأن الإقليمي الحيوي بين الأطراف المتعاونة والمتنافسة على حدٍ سواء، نظراً لأهمية منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط للعالم بأسره. فلك أن تتخيل كم الجهود البحثية والتنظيمية التي يتصدى لها منسوبو المعهد على كافة المستويات، للتنسيق مع الأطراف المعنية في الحكومات وقطاع الأعمال حول العالم. أما على الصعيد الإقليمي، فالقمة تجمع الأطراف كافة وتعقد بينهم نقاشات يحضرها مسؤولون كبار بصفتهم الرسمية ولكن الأجواء غير الرسمية تتيح سقفاً أعلى من حرية الطرح والنقاش وتبادل الآراء. تحدث مصارحات لا تحدث أحياناً حتى في المؤتمرات والقمم الرسمية التي يكون فيها الموقف السياسي ملزماً. على الصعيد العالمي، يعد حوار المنامة أكبر قمة سياسية غير رسمية في الشرق الأوسط، وتحرص الدول الكبرى والأطراف الدولية الفاعلة على حضوره سنوياً. ] ما هي قراءتكم لواقع المنطقة وما تموج به من احداث ومتغيرات؟ وما هي قراءتكم لحالة البحرين ومجهودات الحكومة في مواجهتها للارهاب؟ - الخطوات والإجراءات والجهود المتخذة من قبل أي حكومة في ظل الظروف المحيطة والظواهر المرتبطة بها هي معطيات يستخدمها المعهد كمدخلات في أبحاثه، تكون بمثابة دراسة الحالة لكل جهد أو ردة فعل على حدة، ويشمل ذلك القرار السياسي المبادر أو المصنف كردة فعل، وكذلك الإجراء الأمني الاستباقي أو ذلك الذي يأتي في مواجهة عمل مخل بالأمن. لدينا خارطة للصراع واستعراض كامل لوضع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحسب الدول، ضمن الفصل المخصص للوضع الإقليمي من المجلد السنوي الذي يصدره المعهد بعنوان (المسح الاستراتيجي Strategic Survey)، ونعتزم تدشين هذا الفصل باللغتين العربية والإنجليزية خلال حوار المنامة نهاية الشهر الجاري. أعداد قياسية ] يستعد المعهد لمنتدى حوار المنامة الاستراتيجي الذي يضم سنوياً نخبة من مسؤولي الشؤون الخارجية والاستراتيجية.. فماذا عن استعدادات المعهد للمشاركة في هذا المنتدى؟ وما هي محاور مشاركة المعهد؟ وما ابرز الشخصيات المشاركة في المنتدى؟ - الاستعدادات على قدم وساق لإنجاز المراحل الأخيرة، ونترك المحاور والضيوف ليتم الإعلان عنها في القمة، أما الآن فأستطيع أن أقول بأن الأعداد المشاركة لهذا العام تعد قياسية نظراً لما يعج به الإقليم من صراعات ومحاور ائتلافية وتحالفات للتصدي لها، كلٌ من زاويته. ] ما هي رؤيتكم للتدخلات الإيرانية في شؤون دول مجلس التعاون وخاصة البحرين؟ وما هي انعكاسات الاتفاق النووي بين ايران ودول 5+1 على دول الخليج العربي سياسياً واقتصادياً ونووياً؟ - لا يمكن إغفال سلبية تصريحات المسؤولين الإيرانيين ضد بعض دول مجلس التعاون من جهة، والربط الحاصل بين اعترافات المنتمين للخلايا المعارضة للأنظمة فور انكشاف امكانياتهم المعدة للقتال ووقوع العقول المدبرة أو الضالعين معهم في التنفيذ في قبضة السلطات الأمنية. أما الاتفاق النووي مع إيران، فيحتوي على صمامات أمان تضمن إعادة العقوبات إلى سابق عهدها إذا حاولت إيران عسكرة البرنامج وبصورة عدائية، حيث يمتلك مجلس الأمن حينها الصلاحية لإرجاع العقوبات دون أن يعبأ بحق النقض الفيتو لأيٍ من الدول الخمس دائمة العضوية. ربما تسارع أطراف لدخول السوق الإيرانية لكن ذلك لن يجعلها برسوخ وأمان الأسواق الخليجية بين عشية وضحاها. سياسياً ونووياً، يمكننا القول بأن الدول المالكة لأحدث وأأمن مستويات التكنولوجيا النووية على استعداد لتزويد دول مجلس التعاون بها لغرض الاستخدامات المدنية كما نرى الآن، ومن شأنها تأهيل كوادر محلية لتشغيلها، نظراً لتاريخ هذه الدول من الاستقرار والعلاقات السلمية الرزينة مع دول العالم. فيما يتعلق بالإمكانات العسكرية، فدول مجلس التعاون لديها قدرات متقدمة للردع وهي تشهد تطوراً مستمراً، إلا أنها مثل سائر المجالات لديها مساحة كبيرة لتطوير قدراتها. ] منذ أتت رياح ما يسمى بـ الربيع العربي على المنطقة تشهد بعض الدول توتراً واضطراباً وعدم استقرار يشبه الحروب الأهلية في ليبيا وسوريا والعراق واليمن.. فما هو منظوركم الاستراتيجي لما يجري في هذه الدول حالياً؟ - هذه الدول تشهد صراعاً بين أطراف لملء الفراغ الجزئي أو الكلي في السلطة أو محاولة تكريس هذا الفراغ لشغله بعد الصراع، ولكلٍ دوافعه ومنظوره المبرر لأحقيته في اتخاذ خطواته. هذا مختصر مفيد أرجو أن تكتفي به. الكلفة السياسية والاقتصادية الروسية ] في ضوء تعقد المشكلة السورية.. ما هو تصوركم لدعم ومساندة روسيا الاتحادية للنظام السوري حتى الآن بينما يواجه الآلاف من السوريين الموت في البحار هروباً الى اوروبا؟ - المشهد الظاهر للعيان هو أن روسيا اختارت أن تحافظ بالقوة العسكرية على مكتسباتها التي تحققت إبان الاتحاد السوفييتي وإبرامه لاتفاقية القاعدة البحرية المطلة على المياه الدافئة، وذلك في عهد حافظ الأسد. أما ما هي الكلفة الاقتصادية والسياسية لهذه الخطوة، فهي مسألة معقدة ليس لها جواب مباشر أو تكهن حاضر، حبث تتطلب مراقبة المشهد لمدة تسمح باحتساب العوامل الأخرى المؤثرة. ] هل يلعب العامل الاقتصادي وتوافر ثروات نفطية او غيرها في ان تتحول منطقة الشرق الاوسط وافريقيا الى بؤرة نزاع وتوتر وعدم استقرار.. فما هي آثاره ونتائجه على التنمية في هذه الدول؟ - هنالك دول في الشرق الأوسط وأفريقيا لديها رصيد ضخم من الثروات استهلكه التعداد السكاني الكثيف والخلل في العقد الاجتماعي بين السلطة والشعب في مقدار وفائدة ما يصلهم من هذه الثروة وآثارها، ويندرج تحت هذا البند الأخير الفساد وغياب الحكم الرشيد والاستئثار. فهي مسببات حتمية للصراعات الداخلية والعابرة للحدود، يحددها مقدار سوء الأوضاع والسخط العام. ] برأيكم.. ما هو دور القوى الكبرى والاقليمية في اختلاق وصناعة الاضطرابات السياسية والتوترات ببعض دول المنطقة؟ - لو عدت إلى كافة الصراعات بين الدول عبر التاريخ، ستجد طرف خيط هنا أو هناك لحافز ما عابر للحدود يلقى استجابة ضارة داخل الحدود المستهدفة، ثم تظهر انتهازية الأطراف المراهنة على حدوث تغييرات في صالحها من خلال تصريحاتها من جهة والخطوات التي تتخذها من جهة أخرى. أطراف خارجية ] هل من بين اسباب التوتر والاضطرابات ان تشهد المنطقة حروبا بالوكالة لاطراف اخرى؟ - دائماً ما يركز الخطاب على الأطراف الخارجية وهي ذات مصالح بلا شك وقد يأتيها عرض القتال بالوكالة من فصيل ينشد الدعم لتحقيق أهدافه المحلية، وفي الواقع نجد أن وكلاء الحروب في كل مكان يلعبون دور المرتزق الساعي إلى السلطة والمكاسب بأي ثمن وبموالاة أي جهة داعمة، فهدفه هو الارتزاق طويل المدى، لكن تحالفاته قابلة للتغير بحسب المراحل: مرحلة التسليح، ومرحلة إحراز التقدم على الأرض والمساومة، ومرحلة تلقي الضربات، ومرحلة تغير التحالفات والولاءات الداخلية والخارجية داخل الفصيل المحارب بالوكالة، ثم انشقاق صفوفه وخضوعه لأسرع طرف يسيطر على قوته أو يقضي عليها. إنها دورة حياة الفصائل المحاربة بالوكالة في كل مكان. ] ماذا عن خطط المعهد وفعالياته خلال الفترة المقبلة؟ - إلى جانب قمة حوار المنامة السنوية للأمن الإقليمي التي سوف تنعقد في 30 أكتوبر الجاري على مدى يومين ونصف، نعتزم تنظيم منتدى خليج البحرين بتاريخ 28 نوفمبر القادم على مدى يوم ونصف، وهو منتدى جيو-اقتصادي يتناول الاقتصاد في الشرق الأوسط في ظل المتغيرات. كما يعتزم المعهد تدشين ثلاث مسارات بحثية بدءًا من العام المقبل، المسار الأول يعنى بـ الأمن الإقليمي والصراع، والثاني حول تيارات الإسلام السياسي، والثالث يتناول إيران غير النووية. ] ما هي قراءتكم لمستقبل المنطقة؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة؟ وهل ستشهد بعض الدول تقسيمها؟ - المشهد في المنطقة معقد بلا شك، وما يحدث يحتمل كلتا النتيجتين وفقاً لإرادة الشعوب للوحدة أو الانفصال، فبعض الدول مقسمة فعلياً، والأخرى في طريقها إلى التقسيم، والاستثمار الآن مهم في وحدة الصف الداخلي، لأنه العامل الذي إذا شكل قناعةً عامة في الفكر الجمعي، أصبح من الصعب تصوير الاستقرار والازدهار إلا من خلاله.