فقدت الساحة الرياضية القطب النصراوي الكبير جمعة جعفر أحد مؤسسي العميد في منتصف الأربعينات، والذي وافته المنية صباح أمس بعد مسيرة طويلة حافلة بالنجاحات قضى منها أكثر من نصف قرن في خدمة الرياضة. وقدم رئيس وأعضاء مجلس إدارة النصر وكل أجهزته الفنية والإدارية بمختلف الألعاب الفردية والجماعية واللاعبون التعازي في وفاة جمعة جعفر. وعبر الجميع عن حزنهم لرحيل أحد أبناء النادي المخلصين، الذي أفنى حياته في سبيل خدمة النصر ورياضة الإمارات بشكل عام، حيث لعب دوراً مهماً في تطوير رياضة الدراجات بقلعة العميد وفي الدولة، ورغم ظروفه الصحية الصعبة كان حريصاً على التواجد باستمرار بمكتبه بالنادي ولا يبخل على الإدارة بالنصح والتوجيه. بيان ونعى النصر جمعة جعفر في بيان نشره على موقعه الرسمي قال فيه: ببالغ الأسى والحزن ينعى مجلس إدارة نادي وشركة النصر لكرة القدم وكافة جماهير النادي القطب النصراوي الكبير جمعة جعفر والذي وافته المنية صباح اليوم - إنا لله وإنا اليه راجعون. ويعدّ جمعة جعفر همزة الوصل بين جميع مجالس الإدارات، التي تعاقبت على النادي منذ تأسيسه باعتباره أقدم أعضاء نادي النصر وأحد الذين يحملون ذكريات طويلة عن العميد والظروف، التي نشأ فيها. الرعيل الأول وهو أحد رجال الرعيل الأول، الذين لعبوا دوراً مهماً في تأسيس الكيان النصراوي في أربعينات القرن الماضي إلى جانب المربن حريز وعتيق بن أحمد المري، عبدالرحمن الجلاف، عقيل محمد صالح، محمد سعيد الملا، ثاني بن عيسى، ماجد بن خلفان، محمد عبد الرحمن خان صاحب، عبد الوهاب كلداري، وأبناء الرستماني، وتم تأسيس الفريق تحت اسم النادي الأهلي في منطقة الشندغة. وفي أواخر الخمسينات انضم جيل جديد إلى النادي يتميز بعنفوان الشباب والطموح الكبير يتقدمهم الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم وإبراهيم جمعة وسعيد بوجسيم وجمعـة الفـرد وسعيد سيف بن ثالث وكان يدرب الفريق في تلك الفترة إسماعيل الجرمن، ومع هؤلاء كانت البداية الفعلية للنادي، الذي أصبح يحمل اسم نادي النصر بداية من 1960. مناصب شغل جمعة جعفر منصب مدير العلاقات العامة سابقاً وما زال مكتبه موجوداً حتى الآن بمقر النادي، كما شهد تشكيل أول مجلس إدارة للعميد في 1960 برئاسة المغفور له حميد الطاير وتم تكليفه حينها بمنصبي سكريتير النادي وأمين الصندوق، والشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم إدارياً ولاعباً في الوقت نفسه، فيما تشكل مجلس الإدارة من سعيد بوجسيم وإبراهيم جمعة وحمد بطي المسعود وحميد بن دراي وعلي بن حزيم. ويعتبر جمعة جعفر مرجعاً توثيقياً مهماً لتاريخ نادي النصر ورياضة الإمارات، وذكر في أحد تصريحاته أن نشاط الرعيل الأول للشباب المؤسس للعميد لم يكن يقتصر فقط على الجانب الرياضي بل يشمل أيضاً الأنشطة الثقافية من خلال المسرح والتمثيل وتقديم الأمسيات الشعرية، التي كانت تترك أثراً رائعاً في نفوس الشباب جميعاً حتى تحول الفريق إلى عائلة بالنسبة إليهم. ويذكر جمعة جعفر في تصريحات أخرى أن هناك مواقف لا يمكن أن تمحوها السنوات، حيث كان يسهم كل لاعب بـ 5 دراهم من أجل التجهيزات الرياضية وغيرها، فيما كان المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم يتكفّل بدفع إيجار مقر إدارة النادي في الشندغة، وكان جمعة جعفر ينتقل إلى زعبيل لاستلام بدل الإيجار شهرياً. بن غليطة: مرجع تاريخي وكنز توثيقي لمسيرة الأزرق نعى رئيس مجلس إدارة نادي النصر مروان بن غليطة جمعة جعفر في تغريدة على موقعه الرسمي على تويتر قال فيها: رحل عنا اليوم جمعة جعفر عرفتة رياضياً مخضرماً من الرعيل الأول، بشوش محب للخير لا يبخل على أحد بالنصيحة والمعـرفة. أسأل الله أن يجعل الفردوس مستقره. وأشاد بن غليطة بخصال القطب النصراوي جمعة جعفر وبما قدمه للعميد وللرياضة الإماراتية بشكل عام، وقال في تصريحات أخرى: عطاء جمعة جعفر استمر حتى الأيام الأخيرة من حياته، حيث كان مواضباً على الحضور بشكل مستمر إلى مكتبه بالنادي، وهذا أفضل دليل أن حب العميد تتوارثه الأجيال، وقال: وضع جمعة جعفر الأسس الأولى في قلعة العميد ولرياضة الإمارات، وعرفناه شخصاً محباً للجميع وأسهم بشكل بارز في وضع العديد من الأنظمة والبرامج التطويرية في قلعة العميد. وأضاف: لم يبرز دور جمعة جعفر في لعبة كرة القدم فقط بل شمل مختلف الألعاب وخاصة رياضة الدراجات، التي كان أحد مؤسسيها في النادي ويعود له الفضل في كل ما حققته من إنجازات على مدار تاريخها. وأكد بن غليطة أن جمعة جعفر يعد مرجعاً تاريخياً وكنزاً توثيقياً لمسيرة نادي النصر باعتباره أحد رجال الرعيل الأول، الذين أسسوا هذا الصرح الرياضي العريق عميد الأندية الإماراتية، وقال: نفخر بما قدمه جمعة جعفر للنصر ولرياضة الإمارات بشكل عام، لقد فقدنا رجلاً غالياً وشاهداً على تاريخ العميد الحافل بالإنجازات رحمه الله وطيّب ثراه. وصرح بن غليطة بأن جمعة جعفر لم يبخل عليه بالنصيحة منذ أن تولى مهمة رئاسة مجلس الإدارة في 2011، وقال: كنا على تواصل مستمر سواء بالنادي أو بمقرّ إقامته باعتبارنا نسكن بالحي نفسه، ولا يبخل عليّ بالنصح والمشورة، وقد لمست فيه حباً لا محدود للعميد وغيرة كبيرة على شعار النادي وتعلمنا منه الإخلاص والتفاني في العمل. وختم قائلاً: سيظل جمعة جعفر حاضراً في قلوب أبناء العميد ولن ننسى أبداً ما قدمه للنادي طيلة مسيرته الرياضية، التي استمرت أكثر من نصف قرن كانت حافلة بالنجاحات. ذاكرة أحمد خوري: فقدنا أحد أعمدة النادي اعتبر أحمد هاشم خوري نائب رئيس مجلس إدارة النصر، أن العميد فقد أحد أعمدته بوفاة القطب النصراوي جمعة جعفر أحد مؤسسيه، وصاحب الفضل الكبير في تطوير العمل الإداري والفني بقلعة العميد، وقال: نشعر بحزن كبير على رحيل أحد مؤسسي العميد والشاهد على عصره وتاريخه، لقد كان جمعة جعفر عبارة عن همزة الوصل بين جميع مجالس الإدارات، التي تعاقبت على النصر وبرحيله فقدنا أحد رموز العميد وأعمدته، وليسعنا إلا أن نتقدم لأهله وذويه ومنتسبي النصر بأحرّ التعازي سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهمنا جميعاً الصبر والسلوان. وأوضح خوري أن جمعة جعفر كان جزءاً من النجاحات، التي حققها العميد في الزمن الجميل وهو من العلامات المضيئة في تاريخ النادي، لذا سيظل اسمه محفوراً في ذاكـرة العميد إلى الأبد. شهادة كاهور: علامة فارقة في تاريخ العميد رأى محمد كاهور لاعب العميد سابقاً ومدير نادي النصر حالياً، أن رحيل جمعة جفعر يعتبر خسارة لرياضة الإمارات وليس فقط للعميد، مشيداً بالجهود التي قدمها القطب النصراوي على مدار مسيرته الرياضية، وقال: ندين بنجاحاتنا في النصر إلى العديد من الأشخاص الذين عملوا بإخلاص، وفي مقدمتهم جمعة جعفـر أحد مؤسسي العميد وجزء لا يتجزأ من تاريخه. وأضاف:عرفت جمعة جعفر في بداية السبعينات عندما التحقت بالفريق لممارسة كرة القدم وكان عبارة عن والد الجميع، يتعامل معنا باحترام وتقدير ولا يبخل عنا بالنصح والتوجيه وكان فعلاً إحدى العلامات الفارقة في تاريخ العميد لما قدمه من عمل وجهود كبيرة لتطوير العمل الإداري بالقلعة الزرقاء. وقال: جمعة جعفر أسهم في تكوين أجيال بنادي النصر وكان عبارة عن همزة الوصل بينهم جميعاً، وبرحيله يكون العميد فقد أحد رجاله البررة، الذين صنعوا تاريخه. جهود الكوس: ترك بصمة في رياضة الإمارات أكد أكد لاعب النصر السابق محمد الكوس، أن جمعة جعفر ترك بصمة ليس فقط في تاريخ العميد بل في رياضة الإمارات لأنه أسهم في تكوين أجيال عديدة تعاقبت على المنتخب الوطني لكرة القدم، بالإضافة إلى توليه مهمة رئاسة اتحاد الإمارات للدراجات في الثمانينات، وقال: لقد رحل جمعة جعفر لكنه ترك تاريخاً حافلاً بالإنجازات، وما قدمه من جهود طيلة مسيرته الرياضية يستحق من أجلها الثناء والتقدير. وأوضح الكوس أن دور جمعة جعفر في تأسيس العميد كان بارزاً منذ منتصف الأربعينات وحتى الانطلاقة الحقيقية لنادي النصر في 1960، مشيراً إلى أنه تعلم منه الإخلاص في العمل وكان أباً حقيقياً لجميع اللاعبين. وقال: لقد عاصرت جمعة جعفر طيلة حياتي وحتى بعد الاعتزال واصلنا الالتقاء بشكل يومي في مجلس الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم، وبرحيله خسرنا صديقاً وأخاً عزيزاً علينا.