×
محافظة تبوك

بلدية محافظة أملج تبدأ حملة نظافة لشواطئ المحافظة‎

صورة الخبر

مررتُ قبل بضعة أيام على مكتب العمل بجدّة، وموقعه -كما تعلمون- ملاصق لمبنى إدارة الجوازات، الذي مرّ عليه حينٌ ممتدٌّ من الدّهر، يستضيف كمًّا كبيرًا من أنشطة وخدمات السعوديين، والوافدين، مثل: إصدار جوازات السفر السعودية، وإصدار إقامات الوافدين، وتأشيرات الخروج والعودة، ونقل الكفالات، وغيرها من الخدمات التي حوّلت تلك المنطقة إلى غابة من البشر، والسيارات. الحمد الله الذي جعل ذلك الازدحام المريع جزءًا من الماضي القريب، إذ اختفت كل تلك السلبيات بفضل التقنيات الإلكترونية المعاصرة، وعلى رأسها (أبشر) الذي يستحق (تعظيم سلام)، فلم يعدْ يفزعنا طابور طويل، ولا ينغص علينا إجراء مُعقَّد طويل. لم نعد في حاجة إلى (صلاة استخارة) لنقرر بعدها الذهاب إلى ذلك المبنى القديم، ولا بتنا نفزع إلى (صلاة الحاجة) كي تُقضى الحاجة دون الحاجة إلى سماع (راجعنا بكرة)، أو (هناك ورقة ناقصة)، أو (ختم العمدة غير واضح)، أو الاستسلام في النهاية لمكتب تعقيب (يورّيك النجوم في عزِّ الظهر). اليوم تنتقل بأناملك بين أزرار لوحة المفاتيح لتملأ طلبًا، وتدفع رسومًا، وتصدر جواز سفر، أو رخصة قيادة، أو استمارة سيارة. إنّها التقنية في أسمى إنجازاتها التي انتظرناها طويلاً. هل يتذكّر المعقِّبون اصطفافهم منذ الثالثة صباحًا كي ينعموا بتقديم معاملاتهم في الثامنة صباحًا (أو في التاسعة بعد استكمال إجراءات تناول أطباق الفول والمعصوب وأقراص التميس)! لم تعدْ هناك حاجة اليوم للمطالبة بمبانٍ فسيحة للمراجعين، ولا مكاتب فاخرة للموظفين، ولا توفير مواقف لسيارات القادمين. لقد تلاشت الحاجة إلى حدٍّ كبيرٍ، ووُفّرت تلك المبالغ لأولويات أخرى، ربما كان منها تشييد مرافق صحية أو نواد رياضية لمنسوبي وزارة الداخلية، فهم يستحقون وأكثر، كما يستحق غيرهم من منسوبي الوزارات المقدمة للخدمات الأساسية المهمة، مثل التجارة والعمل. وحسنة أخرى تُقدِّمها التقنية المعلوماتية، إذ تسمح بتفريغ منسوبي وزارة الداخلية لمهام أكثر حساسية وأهمية، مثل: حفظ الأمن، ومراقبة المجرمين، وحراسة المنشآت، وتنظيم الحركة المرورية، والتصدّي للمروّجين، والمهرّبين، والمعتدين. ما أجمل التقنيات الحديثة عندما تسعد بها البشرية!! salem_sahab@hotmail.com