×
محافظة المنطقة الشرقية

الداود: لقاء الغد لا يحتمل الأخطاء...ونحترم فريق المحرق

صورة الخبر

أشارت أكاديميات وطالبات جامعيات إلى أن التعصب الرياضي أسهم بشكل كبير في إضعاف مفهوم الوسطية وتذكية روح التعصب ليس على الشباب فحسب بل حتى على الفتيات، إذ لم تعد الرياضة مجرد متابعة للمباريات وتنافس شريف بل أصبحت عنصرا فعالا في تشكيل المزاج لدى الجماهير، ما يؤثر في حياتهم ويشكل سلوكياتهم السلبية، مشيرات في الوقت ذاته إلى أن للأستاذ الجامعي دورا في ترسيخ مفهوم الوسطية أو التعصب بشخصية الطالب. وقالت الدكتورة رحمة السناني وكيلة القبول والتسجيل في جامعة طيبة إن المربي بصفة خاصة يقع عليه الواجب الملزم في ترسيخ مفهوم الوسطية بين طلابه والتزامه بكل أمور الحياة والعمل به كمبدأ وسلوك مطبق في حياته، وبالتالي إكسابه لطلابه، وأن يتحلى بالصدق والعدل ليعمل على إرساء قواعد الاحترام المتبادل بينه وبين طلابه وتجنب العبارات التي تسيء إلى طلابه وتشعرهم بالدونية، ومن هذا المنطلق يتحتم عليه إن أراد غرس الوسطية وتنميتها في نفوس طلابه أن يرتقي بنفسه في الناحية الاجتماعية ويتواصل مع طلابه في مناسباتهم ليحظى بالثقة ويكتسب محبتهم، ورفض التعصب للآراء التي تقود إلى الشحناء والعداوة، وتربية الطلاب على ترسيخ مفهوم الحوار ومبادئه وآدابه وفق مفهوم إسلامي صحيح لتكون الوسطية والاعتدل منهج وسلوك حياة لديه وطلابه ثم مجتمعه. وعن تأثير الأسرة أكدت أن الأسرة أهم المؤسسات التربوية وأولها، حيث تبدأ المرحلة الأولى من التربية في حياة الطالب فهي المسؤول الأول عن استقامته وانحرافه؛ لذا عظم دورها مع مستجدات عصر العولمة والانفتاح مع ما طرأ على المجتمع الإسلامي من مغريات تستميل الشباب وتغريهم وقد تغويهم وتؤدي بهم إلى المغالاة والتطرف والتكفير، وهي خط الدفاع الأول لحماية الابن ثم يأتي دور الجامعة وأستاذتها داعما ومرسخا ومستكملا لدور الأسرة في تقوية وتعميق مفهوم الوسطية. ولفتت الدكتورة السناني إلى أن التعصب الرياضي أسهم بشكل كبير في إضعاف مفهوم الوسطية وتذكية روح التعصب بين الشباب ولم تعد الرياضة – حسب قولها - مجرد متابعة للمباريات وتنافس شريف بل أصبحت عنصرا فعالا في تشكيل المزاج لدى الشباب، وبالتالي تؤثر في حياتهم وتشكل سلوكياتهم، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح خطير ومعول هدم للوسطية والاعتدال، حيث تلازم الطلبة في المنزل والسيارة بل والمحاضرة باختلاف من يقوم عليها أو يضع الخطط، ويحدد الأهداف لها فإن لم يكن لدى الطالب الحصانة الكافية من الأسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع من حيث ترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال والبعد عن المغالاة والتطرف وقع فريسة سهلة لتلك الوسائل لتوجد منه عنصر هدم وتدمير لنفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه. فيما أضافت الدكتورة مريم الغامدي أن للأستاذ الجامعي دورا فعالا في نشر مفهوم الوسطية والحوار الحضاري بين الطلبة، إذ إنه المعزز الأول للقيم التي من خلالها يمكن أن تشيع الوسطية في المجتمع مثل قيم الحوار والتسامح والتقبل؛ فمثل هذه القيم إذا ما عززت وتم ممارستها من قبل الأستاذ الجامعي مع طلبته فإنها ستؤدي لا محالة إلى انتشار الوسطية في المجتمع، ولاسيما أن فئة الشباب هي الفئة المستهدفة من أجل زعزعة أمن المجتمع واستقراره؛ ومن هذا المنطلق يظهر دور الأستاذ الجامعي للعمل الجاد من أجل نبذ قيم التطرّف والعنف وتعزيز قيم الوسطية لدى الطلبة. فما يقوم به من أدوار تعد تحصينا للطلبة ضد أمراض التطرّف والعنف. وأبانت الدكتورة الغامدي أن لكل من البيئة التعليمية والأسرية تأثيرهما في الطالب، وكل منهما يتحمل مسؤولية تعزيز قيمة الوسطية داخل محيطه سواء على مستوى الأسرة أو البيئة التعليمية، الأمر الذي يتطلب من البيئتين ممارسة القيم التي تعزز مبدأ الوسطية لدى الطالب، حيث إن البيئة التعليمية عليها أَن تحقق مبدأ الوسطية من خلال المناهج الدراسية والأنشطة الصفية واللاصفية وطرق التدريس والتوجيه والإرشاد والهيئة الإدارية؛ وكذلك الحال بالنسبة للبيئة الأسرية لابد أن يكون الوالدان قدوة حسنة لتمثيل قيم الوسطية داخل الأسرة وخارجها من خلال تعاملهم مع الآخرين بعدل وإحسان وتسامح، لأن افتقاد القدوة الحسنة لتمثيل قيمة الوسطية من أهم العوامل التي تؤدي إلى نزوع الشباب إلى التطرّف والعنف. وأكدت في الوقت ذاته أن التقدم التقني سلاح ذو حدين، حيث إن وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي قد تكون وسيلة فعالة لتعزيز الوسطية في المجتمع، أو أنها تعمل على ترسيخ ظاهرة التطرّف والتعصب؛ لأن فئة الشباب أصبحت تعتمد على تلك القنوات في أخذ المعلومات دون تحر لها؛ وبناء عليه قد يتبنى بعض الأفكار التي تعزز لديه التعصب الفكري؛ لذا لابد من نشر الوعي ورفع مستوى التثقيف لدى فئة الشباب كي لا يكونوا فريسة سهلة للذين يسعون إلى نشر ثقافة العنف والتعصب في المجتمع؛ الأمر الذي يتطلب من المؤسسات التعليمية والجامعات العمل على تكثيف الندوات والبرامج التثقيفية التي تبين لتلك الفئة الآثار السلبية التي تنتج عن الاستخدام السلبي لهذه القنوات. وأشارت كل من نهلة المطيري وأبرار الرحيلي – طالبتان جامعيتان – إلى أن التعصب الرياضي بات أشبه ما يكون بالظاهرة في البيئة الجامعية، حتى إن الفتاة أصبحت تتعصب لناديها أكثر من اللاعب نفسه، وقد تلقي بكل ما حولها في موقف غضب وتعصب لرأيها وتلقي بعبارات غير لائقة بسبب حوار بسيط، مؤكدات في الوقت ذاته أن الأستاذ الجامعي يلعب دورا كبيرا في ذلك، حيث إن بعض الأساتذة هم من يزرع التعصب في روح الطالب سواء للرأي أو غيره. وقالت الدكتورة خديجة حاجي إن الأستاذ الجامعي هو الركيزة الأساسية في عملية التعليم العالي ودوره لا يقتصر على عملية التعليم فقط إنما التنشئة المعتمدة على السلوك والقدوة وزرع القيم قولاً وفعلاً، لافتة إلى أن تأثر الطالب لا يقتصر على جهة معينة، فكما أن الأسرة هي الحاضن الأول للطفل فإن المدرسة تتابع هذه المسيرة، إضافة إلى ما يقدمه المسجد والرفاق ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. وأشارت إلى أن المسؤولية مشتركة كل حسب دوره وتخصصه، فهناك الجهات الرسمية التي تسن الأنظمة والتشريعات والمؤسسات الاجتماعية التي تغرس القيم وتنميها وتمثل دور الرقيب على النشء لتحقق داخله الرقابة الذاتية والقدرة على التمييز. وأكدت الدكتورة عائشة العمري أن للأستاذ الجامعي دورا كبيرا وكلمة مسموعة عند الطلاب، خاصة إذا كان صاحب فكر ورأي، مشيرة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي كما لها أضرار في ترسيخ التعصب للفكر لها فوائد في نشر حب الوطن والمواطنة والأهم من ذلك تفعيل المبادرات المجتمعية للجامعات السعودية وأثرها في تعزيز الانتماء بالتعاون والتفاعل وإعطاء حرية الإبداع.