خلق الله البشر ووزع أرزاقهم فمنهم الغني ومنهم الفقير ومنهم الوسط، وهذه الشريحة تمثل السواد الأعظم بين الشعوب، وتسمى الطبقة الكادحة، وكل شيء بأمر الله عز وجل، ولكن ما يشغل العالم هو الفقر الذي يفتك بالبشرية ولا يرحم طفلا أو كهلا، وأتحدث هنا عن فقراء الدول الغنية وأخص دول الخليج، فمن المتعارف عليه أن الجمعيات تصرف للمستحقين المؤن الغذائية الدورية وبعض المبالغ النقدية، وتتوقف العائلة منتظرة الوقت المحدد للصرف فتعيش على الكفاف، إلا من رحم ربي. ومن وجهة نظر أرجو أن تكون صائبة، ما تحصل عليه هذه الأسر هو شيء وقتي ومحدد باحتياجات معينة كالغذاء وما شابهه، وأغلب الأسر لديها أطفال يحتاجون إلى أدوية وحليب وملابس واحتياجات المدارس وبعض الكماليات. ما أود طرحه في هذا الشأن هو أن تكون المعالجة دائمة وليست وقتية، وربما استغنت هذه الأسر عن دعم الجمعيات أو تبقى الجمعيات للعجزة والمقعدين المحتاجين، والحل الجذري لهذا الوضع من خلال ـ توظيف أبناء وبنات هذه الأسر، وتكون لهم الأولوية في التوظيف و دراسة حالة الأسر بشكل دوري من قبل متخصصين اجتماعيا، لمعرفة مدى احتياجهم ودعم الأبناء غير المؤهلين للوظيفة من الناحية العلمية بفتح متجر يعيش من ريعه، ويكون تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وتكون لهم أولوية التدريب في المعاهد المهنية لكسب صنعة يعيشون منها بكرامة، ومتابعة الأطفال دراسيا ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، ونستنتج من ذلك أن يكون الإنسان معتمدا على نفسه وجهده بعد توفيق الله، والدعم المادي والمعنوي من الجهات المعنية، وبهذا نقضي على النسبة العظمى من الفقر والفقراء، هذا قليل من كثير، أسأل الله أن يحفظ بلدنا وأمننا وأماننا، وأن يبعد عن أمتنا ويلات الفقر والله الهادي.