×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / قطر تستضيف اجتماعات وزراء العمل والشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون

صورة الخبر

تنتظم أعداد من العمالة الوافدة في طوابير ممتدة كل صباح في الشارع الرئيسي في الباحة، خصوصا في موقع متعارف عليه منذ عدة أعوام. وما إن تتوقف أي سيارة لأي غرض كان يريده سائقها، يتدافع العمال ويحيطون بصاحب السيارة من كل جانب لعرض خدماتهم، ويشعرونه أنهم يعملون في كل شيء، ولديهم استعداد للعمل بأنفسهم وتوفير الحرفيين من زملائهم وبني جلدتهم ومعارفهم. «عكاظ» جابت في ذلك الموقع، واستقصت عن الأمر من خلال عدد من المعنيين بالأمر من عمال وجهات اختصاص. إنهم يتدربون هنا وأوضح الوافد اليمني محمد أنه ممن صحح وضعه، لكنه يعمل دون كفيل، مشيرا إلى أنه مع رفقائه يتدربون على مهن البناء من خلال مرافقة «معلم» لمدة عام أو عامين، وقال: «بعدها نصبح معلمين»، مفيدا بأن أجرة العامل اليومي 150 ريالا والمعلم 200 ريال. ويرى الوافد اليمني صالح، أنه كما يشتكي بعض المواطنين من ضعف مهارة بعض العمالة، إلا أنهم لا يلتزمون بما تم الاتفاق عليه ماليا، حيث يتهربون ويتحججون بذرائع وهمية تتسبب في ضياع حق العامل. الضرر من متقني كل الأعمال وبكل ثقة، أكد العامل نذير خان (باكستاني) أنه يمكنه العمل في أي مهنة رغم أن له كفيلا سعوديا، مشيرا إلى أنه يحضر يوميا إلى موقع تجمع العمال، وينتظر من يأتي لطلبه للعمل، ولا يكاد يمر عليه يوم دون عمل. من جانبه، أوضح عبدالله الغامدي (مالك لمنزل تحت الإنشاء)، أن ضرر مثل هؤلاء العمالة أكثر من نفعهم كونهم غير متخصصين، ويعملون دون عقود عمل، لذا يصعب التعامل معهم عند وجود أخطاء، مستشهدا بالضرر الذي لحق بمنزله، كونه توقع أن الاعتماد على عمالة متوفرة في السوق أوفر له ماليا، إلا أنه بعد تنفيذ السباكة وتشغيل الماء وجد منزله في صبيحة اليوم التالي ينز بالمياه من جدرانه ومن تحت الأبواب؛ فتحمل وزر ما أقدم عليه من ثقة مطلقة في مجهول لا يعرف قدراته. ودعا الغامدي المواطنين إلى اختيار الآمن من العمالة، وتوقيع عقد مع مؤسسة قائمة يمكن التظلم لديها ومحاسبة العامل. رجل أعمال: يتمردون علينا بمقاولاتهم وكشف رجل الأعمال سعيد صندل عن تمرد بعض العمالة من كفلائهم، ليعملوا من خلال عرض أنفسهم في الشارع العام، رغم مخالفة هذا الإجراء للنظام جملة وتفصيلا. وأكد أنه قام بالإبلاغ عن عاملين مكفولين على مؤسسته، إلا أنهم رفضا العمل في المؤسسة، وانصرفوا للتجمع الصباحي والانطلاق مع آخرين للعمل بمفردهم دون علم الكفيل بنوع العمل ولا بجودته ولا الأجرة، لافتا إلى أن بعضهم يساوم الكفيل ويغريه بأن يحدد له مبلغا شهريا يسيل له لعابه. وأبان صندل أن بعض العمالة المتوفرة في السوق يملكون أخشابا وأدوات بناء وخلاطات، ويسعون لأخذ مشاريع لضرب الأسعار والإضرار بالمقاول السعودي، محملا بعض المواطنين مسؤولية إغراء هذه العمالة. وأوضح أن تنفيذهم للعمل لن يكون عالي الجودة، ولا يقبل كصاحب مؤسسة أن يأتي إليه متظلم من عامل محسوب عليه، طالما أنه وقع العقد من وراء ظهره. الشرطة: مخالفة موجبة للترحيل من جهته، أوضح المتحدث الأمني في شرطة الباحة العقيد سعد طراد، أن تجمع العمالة في الشوارع لعرض نفسها للعمل مخالفة نظامية موجبة للقبض والترحيل، مشيرا إلى أن لجنة الفرز ترحل يوميا من ثبت أنه مخالف لنظام الإقامة، فيما تتم إجراءات محاسبة للكفيل وفق نظام مخصص لهذه المخالفة المتمثلة في تسييب العمالة وتسريحها للعمل دون عقد معتمد من المؤسسة. فيما أكد مدير عام مكاتب العمل والعمال في الباحة إبراهيم الزلفان، أن وجود العمالة بصورة تجمهر يومي في الشوارع الرئيسة ممنوع وموجب لمساءلة ومحاسبة ومعاقبة الكفيل وفق أنظمة صارمة، مشيرا إلى أنه وجه خطابا لمدير شرطة المنطقة لاتخاذ إجراء بحق المتجمعين، بناء على شكوى تلقاها من مواطنين، وأوضح أن الأشقاء اليمنيين يمكنهم العمل وفق نظام أجير، الذي يضمن حق العامل وحق المواطن في عمل جيد وكامل، ويحد من تجاوزات أي طرف على الآخر.