عبد الرحمن أبو الغيط أكد الصحفي بقناة الجزيرة الإنجليزية، باهر محمد، أنه شعر بالراحة النفسية فور مغادرته مطار القاهرة بعد الإفراج عنه، لأن أحس بالحرية وبأن الملاحقات الأمنية انتهت، مؤكدا أن حبه لـ مصر كبير جدا رغم كل ما تعرض له من ظلممنذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013. وأوضح، في حوار مع الجزيرة نت، أنه رفض عدة اقتراحات بتقديم طلب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للعفو عنه وإخراجه من السجن، لأن طلب العفو يُعد اعترافا ضمنيا بارتكاب جريمة، مؤكدا أنه لم يرتكب جرما حتى يُعاقب بالسجن. وأشار باهر إلى أنه سيواصل عمله كصحفي وأن 437 يوما التي قضاها في السجن زادت من حبه وعشقه لهذه المهنة، وأنه سيكرس حياته للدفاع عن أي صحفي معتقل سواء في مصر أو خارجها. وحول طريقة تعامل إدارة السجن معه، أشار باهر إلى أن أصعبفترة هي التي قضاها في سجن العقرب شديد الحراسة، حيث كانت إدارة السجن تحاول كسر عزيمته وزميليه محمد فهمي وبيتر غريستي من خلال منع الطعام والشراب عنهم، وحبسهم في زنزانة انفرادية غير آدمية. ووصف إجراءات محاكمته بالمهزلة التي تسيء لسمعة القضاء المصري ومصر بوجه عام، حيث لم يُقدم أي دليل واحد على التهم الموجهة له، مؤكدا أن إجراءات المحاكمة كانت شكلية وأن القضاة تلقوا التعليمات، وحتى الأحكام النهائية، بصورة مباشرة من النظام. كما توجه باهر بالشكر لجميع الصحفيين والحقوقيين الذين تضامنوا معه في جميع أنحاء العالم، وشكلوا جبهة ضغط قوية أجبرت النظام المصري في النهاية على إطلاق سراحه. وكانت السلطات المصرية اعتقلت باهر وغريستي وفهمي يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2013، ثم حُكم عليهم في يونيو/حزيران 2014 بالسجن لفترات تتراوح بين سبع وعشر سنوات بتهم مسيسة، منها دعم جماعة "إرهابية" وتزييف تسجيلات مصورة تهدد الأمن القومي. وهي تهم نفاها الزملاء وشبكة الجزيرة. كما حُكم بالسجن عشر سنوات غيابيا على ستة زملاء آخرين بالقضية ذاتها. وقد أفرج عن غريستي ورُحّل إلى بلده أستراليا بقرار رئاسي في فبراير/شباط هذا العام، أما باهر وفهمي فقد أطلق سراحهما الشهر الماضي ضمن عفو رئاسي بعدما كانت محكمة مصرية قد حكمت عليهما مجددا في جلسات إعادة المحاكمة.