في أزقة القدس الضيقة حيث تتاخم الأحياء اليهودية الأحياء الفلسطينية تزايد الشعور بالقلق والترقب اليوم الأربعاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) في الوقت الذي أمرت فيه إسرائيل الشرطة باغلاق الطرق القادمة من المناطق العربية بعد موجة العنف المستمرة منذ أسبوعين. وكانت الشوارع الخلفية الجبلية التي تلتف حول الشطر الشرقي من القدس الذي تقطنه أغلبية عربية أهدأ من المعتاد وكذلك الشوارع في الجانب الغربي اليهودي من المدينة والذي شهد عدة هجمات بالسكاكين والسيارات منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية وضمتها في حرب 1967 وأعلنتها جزءا من "عاصمتها الموحدة". لكن الدين والسياسة وخط تماس غير مرئي ما زالوا يقسمون شطري المدينة المقدسة. وقال عمار الذي يساعد في إدارة مطعم للفلافل والكبة في شارع أبو ربيع في جبل المكبر على بعد 20 قدما من شارع مئير نكار في حي تالبيوت ميزرا اليهودي "لا يمكن اغلاق هذا الشارع. زبائني من اليهود والعرب." وعبر الطريق من المطعم وعلى هضبة مرتفعة محاطة بسياج وقف شرطيان إسرائيليان أحدهما مسيحي عربي والاخر درزي يشاهدان عن كثب من تحت مظلة. وكانت تتدلى من المظلة قنبلتان من قنابل الصوت. وقال احدهما وكان يرتدي سترة مضادة للطعن ويضع إلى جانبه خوذة "الوضع هادئ الآن..لكن لا يمكن قط التكهن (بما سيحدث)." وعلى مسافة في الشارع قال عدد قليل من الإسرائيليين الذين كانوا ينتظرون عند محطة للحافلات إنهم يشعرون بالتوتر بعد تصاعد العنف الذي قتل فيه سبعة إسرائيليين و31 فلسطينيا بينهم أطفال ومهاجمون وذلك في أسوأ اضطرابات منذ سنوات. وعلى مسافة أبعد قليلا وقفت مجموعة من اليهود المتطرفين تنظر من خلال فتحة في السياج باتجاه الحي العربي. وخلال اجتماع انتهى في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على إجراءات للتصدي للعنف منها السماح للشرطة باغلاق الاحياء العربية إذا دعت الضرورة والغاء حقوق الإقامة للفلسطينيين الذين ينفذون هجمات. وقال خبراء أمنيون إسرائيليون إن الاغلاق الذي ينطوي على مخاطر والذي سيكون أشد القيود التي تفرض في القدس خلال عشر سنوات لن يكون مجديا. وقالوا إنه من المستحيل عزل المناطق العربية تماما وثمة مخاطر من تأجيج التوتر على نحو متزايد. وندد الفلسطينيون بالخطوات الأمنية ووصفوها بأنها عقاب جماعي. ويريد الفلسطينيون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة تضم غزة والضفة الغربية المحتلة. واغلاق الأحياء العربية في مدينة يقطنها أكثر من 800 مليون شخص يمثل اليهود 65 في المئة منهم والفلسطينيون 35 في المئة ليس تحديا عمليا فحسب بل انه يمثل مشكلة اقتصادية. ويعمل عدد كبير من الفلسطينيين في الشطر الغربي كسائقي حافلات وفي مخابز وفنادق ومتاجر ومحطات بنزين. وبوجه عام فإن خط التماس الافتراضي يمتد لنحو 12 كيلومترا من حي بيت حنينا في الشمال حول أطراف المدينة القديمة وإلى جبل المكبر وصور باهر في الجنوب. وقال مصطفى (47 عاما) وهو أب لخمسة يعيشون في حي أبو طور المختلط على الخط الفاصل "لا اعتقد ان الحكومة الاسرائيلية غبية كي تفعل ذلك... هذا مثل شخص يطلق النار على ساقه.. (هذه الخطوة) ستدمر الاقتصاد." وهز رأسه متمنيا زوال موجة العنف وعدم تطبيق الاغلاق بالكامل. وقال "حاولوا في الانتفاضة الأولى لكن الامر زاد سوءا" في إشارة إلى الانتفاضة التي اندلعت من 1987 إلى 1993. وأضاف "لا اعتقد ان هذا (الاغلاق) سيحدث ثانية."