أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين أن جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الشرق الأوسط جاءت لتصحيح مسار العلاقات ومؤشرا لحفاظ واشنطن على أفضل العلاقات مع دول المنطقة وخاصة الرياض. استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة قال لـ «عكاظ»: «تباينت المواقف بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة وهما دولتان تربطهما علاقات تاريخية سياسيا واقتصاديا، وعندما وصلت إلى مرحلة التأزم جراء التحول في السياسية الأمريكية خاصة فيما يتعلق بملف الأزمة السورية، وتراجع واشنطن عن مبدأ معاقبة النظام السوري على جرائمه.. إلى جانب سياسة الاحتواء التي تحاول الإدارة الأمريكية نهجها مع إيران بشأن ملفها النووي، كل هذه الأمور كانت كفيلة بجعل المملكة تتخذ موقفاً حاسماً ترجمته برفضها عضوية مجلس الأمن. وأضاف الدكتور صدقة: «لقد تنبهت الولايات المتحدة الأمريكية لقرار المملكة الذي بدا حاسماً جداً، فجاءت تصريحات وزير خارجيتها جون كيري لتغير الموقف الأمريكي تجاه تحسين العلاقات مع المملكة وهي علاقات ثابتة. من جهته، قال الدكتور طلال عتريسي مدير كلية العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية «إن جولة كيري الأخيرة إلى المملكة وقبلها في مصر كانت لتصحيح مسار العلاقات مع الدولتين؛ فمن ناحية حاولت ترميم علاقتها مع النظام الجديد في مصر خصوصاً بعد الارتباك الذي مرت به في البداية حين اعترضت على تغيير النظام وترددت في مواقفها، فاعترف كيري خلال تصريحاته الأخيرة بالنظام الجديد لافتا إلى أن أمريكا لا تريد القطيعة لمصر. وأضاف: «في السياق نفسه حاولت أمريكا تصحيح مسار العلاقة التي وصلت مع المملكة إلى حد تصلب فيها الموقف السعودي الذي كان حازما في أكثر من مناسبة تجاه أمريكا، فالتباين في المواقف وقع بين هاتين الدولتين الكبيرتين وأمريكا لا يناسبها نسف هكذا علاقة».