استنفر العشاق وهواة الرسم على الجدار، وشحذوا هممهم لاستغلال الجدار التاريخي المتمثل في مقبرة العكيل، لتحويله إلى لوحة سيريالية، لا يجرؤ أي من سكان المقبرة انتقادها. وباتت المقبرة التي تمددت فجأة إلى داخل الحي فأصبحت تتوسط المنازل، تستقبل كل يوم عاشقا أو عشاقا، يعبثون بجدرانها بألوان ورسومات تعبر عما في دواخلهم، دون انتباه إلى أنهم يكتبون على جدار موتى، فيحرمونهم من أبسط الحقوق. وفيما يشير الأهالي إلى أن المقبرة قديمة إذ يعود تاريخها لما يصل إلى نصف قرن يرون أنها ربما كانت مقبرة عائلية، لا يعرف أحد عدد القبور بداخلها، ولا تنتمي لمن، لكنهم يعرفون أنها الآن باتت مهملة ومنتهكة حرماتها، فالحيوانات السائبة تستبيحها صباحا، والعشاق يأتون إليها في المساء، والجميع يتفق على استباحتها. لكن القلق يأتي في الساعات المتأخرة من الليل حيث التجمعات المشبوهة التي تأتي إلى المقبرة فتفعل فيها ما يسيئ لحرمة الموتى، وحرمات السكان المجاورين، ولا أحد يتدخل لإنقاذ الموقف. وتساءل الأهالي عن السبب في بقاء المقبرة دون عناية أو اهتمام، داعين الجهات المختصة إلى التدخل سريعا لمعالجة الموقف، والبحث عن أصحاب المقبرة إن كانت خاصة.