سيطر مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، أمس، على مبنى المجمع الحكومي في محافظة أبين، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن المسلحين سيطروا على مبنى المجمع الحكومي في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، بشرق عدن، وهو المبنى الذي يضم مكتب المحافظ وبقية المكاتب الحكومية، وذكرت مصادر محلية أن المسلحين المعروفين بانتمائهم للتنظيم المتشدد، أخرجوا عناصر القوات الشعبية الموالية للحكومة من المبنى وسيطروا عليه بالقوة المسلحة. واتهمت المقاومة الشعبية الجنوبية، المخلوع على عبد الله صالح بتحريك العناصر المتشددة التابعة له في الجنوب، وقال علي شايف الحريري، المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية، لـ«الشرق الأوسط»، إن حادثة السيطرة على مبنى السلطة المحلية في أبين، جاء ردًا على احتفال الجنوب بذكرى ثورة أكتوبر (تشرين الأول) المجيدة في عيدها الـ52. وأضاف أن «عناصر مرتبطة بنظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، سلمت المجمع الحكومي في أبين لتلك العناصر في ظل الرفض الشعبي لمسؤول محلي في المحافظة»، وأن «هناك مسؤولين محليين ما زالوا يدينون بالولاء للمخلوع صالح»، وإن «هذا يتطلب اتخاذ قرار من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي بإقالتهم ومحاسبتهم». وأشار المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية إلى أن «ما حدث في أبين، أمس، يعيد للأذهان ما حصل في العام 2011، حين سلم المخلوع المحافظة نفسها للعناصر التي تتبعه، ردًا على خروج الشعب اليمني للمطالبة بإزاحته»، وحذر الحريري من «مغبة التمادي في تمكن هذه الجماعة من الاستيلاء على أقسام الشرطة والمقرات الحكومية في أبين وعدن وبقية المحافظات الجنوبية». وقال إن «محافظ أبين المعين من قبل الرئيس هادي هو من يتحمل مسؤولية تسليم مقر الحكومة في أبين لعناصر القاعدة المرتبطين بالمخلوع عفاش». وظهرت، في عدن، مجاميع مسلحة، تتهم بارتباطها بتنظيم القاعدة وتنتشر في بعض الأحياء في الأطراف الشمالية للمدينة، ويعول سكان عدن على إجراءات سريعة وعاجلة للحكومة اليمنية برئاسة خالد محفوظ بحاح، في إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية في المحافظة، وهي الأجهزة التي تشتتت مع الحرب التي شهدتها عدن خلال أشهر مارس (آذار) وحتى يوليو (تموز) الماضي. وكان تنظيم داعش تبنى الهجمات التي استهدفت مقر الحكومة اليمنية المؤقت في فندق القصر بعدن، ومقر القوات الإماراتية، في غرب عدن، في السادس من الشهر الحالي، وقد اتهمت الحكومة اليمنية الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بتحريك العناصر المتطرفة التي تتبعه لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية في الجنوبية وذلك لخلط الأوراق. ويدير مسلحو المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي الجانب الأمني في عدن، في ظل معلومات عن اتفاق بين الحكومة اليمنية والجانب الإماراتي على تسلم الملف الأمني، وإعداد خطة أمنية، تقوم المقاومة الشعبية بتطبيقها داخل مدينة عدن، التي يقوم لواءان عسكريان، أحدهما سعودي والآخر إماراتي، بحمايتها بحزام أمني شامل. وأصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قبل أيام، قرارًا جمهوريًا بتشكيل لواء عسكري خاص بمكافحة الإرهاب في عدن، بقيادة العميد الركن عادل علي بن علي هادي، وكانت بعض المصادر أشارت إلى وصول تعزيزات للقوات الإماراتية في عدن، وهي عبارة عن وحدات متخصصة بمكافحة الإرهاب مع معداتها وآلياتها العسكرية كافة.