ثم ألقى الخبير بالأكاديمية الدولية للجودة بالولايات المتحدة الأمريكية جورج واتسن كلمة نيابة عن المتحدثين، أوضح فيها أن المؤتمر الوطني الخامس للجودة في المملكة العربية السعودية يأتي لزيادة المعرفة والعلم والحكمة التي تجعل الحياة في هذا العالم أفضل ، مبيناً أن الجودة في مفهومها العام تعني الممارسة التي تسعى إلى تحقيق الخير والتخلص من الأشياء السيئة. وأفاد أن المؤتمر سيعود بالفائدة على المجتمعين من خلال الأطروحات والمناقشات والتأملات الشخصية لكل واحد ، مما يتيح الفرصة لإيجاد طرق جديدة للتفكير تدفع إلى مراجعة الطرق القديمة في العمل والعادات وفي طريقة التفكير وأسلوب الحياة، مشيرًا إلى أن العادات القديمة التي قد تكون منعتنا من إحراز التقدم في سعينا الحثيث إلى الخير وتجنب الأشياء السيئة. بعدها ألقى معالي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي كلمة أكد فيها أن الجودة في المملكة العربية السعودية لها تاريخ عريق بدأ منذ الأيام الأولى لتأسيسها، حيث حرص مؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ على بناء دولة عصرية توفر الأمن وتحقق الاستدامة والرفاهية لجميع مواطنيها، مؤكداً أن هذا الاهتمام استمر من قادة هذه البلاد في المجالات كافة، وكان للتقييس نصيباً بارزاً فيها فكان قرار إنشاء الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس سنة 1392 هـ - 1972 م لتكون أحد دعائم النمو والتطور لاقتصادنا الوطني، وأحد أوائل أجهزة المواصفات والتقييس في عالمنا العربي والإسلامي، وتبع ذلك حزمة من خطوات التطوير لهذا الجهاز المهم حتى تم سنة 1430 هـ - 2009م تعديل مسمى الهيئة ليكون الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، وأنيط بها مسؤولية المرجعية الوطنية للجودة، تأكيدًا لاهتمام الدولة في مواكبة منهجيات التطور الإداري والصناعي في هذا المجال المهم وحرصًا على تعزيز التنافسية والاستدامة لاقتصادنا الوطني. وبين معاليه أن الرؤية السامية المستقبلية للجودة في المملكة تم تدشينها بهدف أن تكون المملكة بمنتجاتها وخدماتها معيارٌ عالميٌ للجودة والإتقان"، وذلك تأكيداً بأنه لا مجال أمامنا سوى حث الخطى في عالم المتغيرات السريعة لاستثمار كل الإمكانات المتاحة للارتقاء بجودة المنتجات ومستوى الخدمات، فلم تعد الجودة شعاراً أو ترفاً بل أصبحت خياراً استراتيجياً لتقدم الأمم ، وواحدة من أهم الدعائم لتطور الاقتصادات وأحد المعايير المؤثرة في تعزيز تنافسيتها. وأوضح الدكتور القصبي أنه منذ صدور الموافقة السامية الكريمة على عقد المؤتمر الوطني الخامس للجودة بادرت الهيئة في التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتشكيل لجنة توجيهية للمؤتمر شرعت في تنظيم أعمال المؤتمر وصياغة برامجه العلمية والتدريبية، وتم اختيار شعار المؤتمر ليكون: "الجودة .... الخيار الاستراتيجي لتحقيق الاستدامة وتعزيز التنافسية" ليعبر عن أهمية المرحلة التي نعيشها ويحفز تبني الممارسات الاحترافية لتحقيق الفاعلية في الوصول إلى أهدافنا التنموية، وفق مبادئنا وقيمنا الراسخة والمنبثقة من ثقافتنا الإسلامية وديننا الحنيف الذي يحثنا على الجودة والإتقان والإحسان. وأفاد أن ما يميز المؤتمر هو تبنيه منهجية المزج بين استعراض التوجهات المستقبلية والاستفادة من الخبرات والممارسات العالمية المتميزة واستعراض التجارب الوطنية الرائدة في جميع مواضيع جلساته العلمية، حيث تعكس هذه المنهجية حرص الجهات المشاركة في التنظيم على أن يحقق هذا المؤتمر نقلة نوعية لتبني ممارسات الجودة على أرض الواقع. ولفت النظر إلى أن البرنامج العلمي للمؤتمر يشتمل على 22 ورقة عمل ضمن ست جلسات تغطي المواضيع التالية الجودة والاستدامة المؤسسية، والجودة في التعليم، والجودة والتنافسية، والجودة في الصحة، والجودة في الخدمات، والإبداع والابتكار، كما يتضمن البرنامج جلسة خاصة عن مستقبل الجودة بالمملكة تستعرض من خلالها أهم المبادرات الوطنية في هذا المجال، متطلعاً أن يخرج من هذه الفعالية بمبادرات بناءة وطموحة تحقق أهداف هذا المؤتمر. بعدها كرم معالي وزير التجارة الرعاة والداعمين للمؤتمر , كما تسلم معاليه هدية تذكارية من معالي محافظ الهيئة بهذه المناسبة. وفي ختام الحفل افتتح الدكتور توفيق الربيعة المعرض المصاحب للمؤتمر. // انتهى // 22:50 ت م تغريد