*في مدينة اعتادت تصدير الفرح ونثر السعادة، واتخذت من زهر البنفسج أيقونة، ومن خزائن البطولات عنواناً، هنا في مدينة العين دار الزين، حيث معقل العيناوية، يتحدد البطل. الليلة ليست ككل الليالي، والأمسية ليست كغيرها من الأمسيات، في تمام الثامنة مساء يلتقي الكبيران الأهلي والزمالك على كأس السوبر المصري، في لقاء غير تقليدي للمرة الأولى في تاريخ لقاءاتهما. هنا في قلب بلاد زايد وعلى استاد هزاع بن زايد درة الملاعب سينطلق الحدث الذي اعتاد الجميع ألا يروا تفاصيله إلا بين أحضان قاهرة المعز أو ملاعب المحروسة. الفكرة عبقرية بامتياز، ومن اختار الإمارات لتكون مسرحاً لأقدم ديربيات إفريقيا والشرق الأوسط معلم كما يقولون، هنا تتحول الأحلام إلى حقائق، والوعد إلى قرار، هنا أرض خصبة لكل الأشياء الجميلة الممكنة. أجمل ما في مباراة السوبر، أنه نقل الحياة المصرية إلى الإمارات بكل التفاصيل التي اشتقنا إليها كثيراً، مَن يَسِير في طرقات العين والمدن الأخرى يكاد أن يشُم هواء طرقات قاهرة المعز ودروب سيدنا الحسين، الحياة انتقلت بكل الحنين لبلاد لا تشعر فيها بالغربة، بل بالاشتياق، حتى وأنت هناك، متعة أن تجد أن مصر قريبة، وأن الأمر لم يتعد مسافة السكة بين بلدين قدر لهما أن يكون الحب هو الرابط الأبدي بين أبناء الشيخ زايد وأحفاد الفراعنة. *قنوات أبوظبي الرياضية نجحت بامتياز في تغطية الحدث، احترافية لا مثيل لها، تقارير تعاملت مع المناسبة بكل تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة، شخصياً وأقولها بكل صراحة: ليت إعلامنا المصري وقنواتنا الرياضية تتعلم كيف يكون الإعلام الرياضي بمعناه الحقيقي، لا لفظ خارجاً أو محاولة تسخين ضيوف الحلقة، ولا وجه أقسم ألا يغادر كل الأستوديوهات والبرامج إلا ويظهر على شاشاتها متبنياً رأياً يخالف آراءه في كل مرة.. شكراً أبوظبي الرياضية على تقديمك كل الوجبات الدسمة التي أتمنى أن يكون قد شبع منها الآخرون. كلمة أخيرة غنت الشحرورة صباح للفريقين بين الأهلي والزمالك محتارة والله.. شخصياً لم أستطع الحياد.. فالدم أحمر والعشق أحمر.