×
محافظة المنطقة الشرقية

طوارئ مدينة الملك سعود الطبية تحذر من «السكوتر»

صورة الخبر

البحث عن أسباب طارئة لأحداث وظواهر كبرى منها الانتفاضات الشعبية يغفل ما تراكم بمرور الوقت من أسباب كما لو أنه يبدأ العد من العشرة أو المئة وليس من أول السطر، فما مارسته سلطات الاحتلال على امتداد عقود كأن يخلق على الفور ردود أفعال تتفاوت من أقوى الإيمان إلى أضعفه، ولو اقتصرنا على مثال واحد هو ما تعرض له الأقصى من انتهاكات بدءاً من الإحراق وليس انتهاء بقتل المصلين كما فعل غولدشتاين الذي ألصقت به تهمة الجنون كي يفلت من العقاب، فإن ما حدث في الأسابيع الأخيرة ليس سوى امتداد لما سبقه، لكن هناك لحظة ينفجر فيها المؤجل، على طريقة ما يسميه العرب القشة التي تقصم ظهر البعير. لقد كظم الفلسطينيون تحت نير الاحتلال من الغيظ ما تنوء به الجبال والجمال معاً، وجربوا العديد من المفاتيح في قفل غطاه الصدأ. فأساء الاحتلال فهمهم وظن أنهم تأقلموا مع الأمر الواقع، إلى أن أزفت لحظة الاختيار، فاتضح أن المعدن الأصيل قد يغطيه الغبار لكنه لا يصدأ. وفي أية حرب غير متكافئة تدرك الضحية الخلل الكبير في موازين القوى لكنها تدرك أيضاً أن خسارتها رابحة لأنها لا تندرج في خانة البراغماتية بل تحت عنوان التراجيديا، فالمقهور لا يمتلك من فائض الوقت ورفاهية الخيارات ما يكفي لأن يقول: القليل خير من العدم، وعلى العكس من ذلك يحول فائض القهر والحرمان ضحاياه إلى راديكاليين يريدون كل شيء بدءاً من الكرامة الوطنية حتى حقول القمح والزيتون. وليس مهماً الآن إعطاء أرقام للانتفاضات والحراكات الشعبية، وذلك لسبيين أولهما أنها لم تنقطع، وحين تبدو هناك قطيعة فالسبب الميديا التي تتحكم البوصلة السياسية بكاميراتها ومراسيلها. والسبب الثاني هو أن السلاح التقليدي للانتفاضة لم يتغير فهو حجر وصرخة وصمود، ولا نتصور أن التاريخ عرف مثل هذا اللاتكافؤ بين صاروخ وحجر وجنرال مدجج بجعبة نووية وطفل. لقد وصف الكاتب إسرائيل شاحاك الصهيونية ذات يوم بأنها مضادة للتاريخ ولابد أن تأكل نفسها فعوقب بالطرد من عمله واتهم بالعقوق. لكن الزمن أثبت صدقية أطروحته، فالاحتلال بكل ما لديه من توحش وتسليح مهزوم أخلاقياً أمام طفل شهيد وكل دمعة تذرفها أمه هي سؤال مطروح على الكون بأسره.