لا يمكن وصف ما حصل ليلة امس في حفل انتخاب ملكة جمال لبنان، سوى بالمهزلة أو بالفضيحة . وهي بالأساس لم تكن مسابقة بل استعراض لـ14 فتاة، إرتدين ملابس البحر وفساتين السهرة وغنين. لأن المسابقة تعني المنافسة للوصول إلى المرتبة الاولى، ولكن بما أن فاليري أبو شقرا، عرّفت عن نفسها، على مواقع التواصل الإجتماعي بأنها ملكة جمال لبنان، من خلال فتح حساب خاص باسمها ولقبها ملكة جمال لبنان على "تويتر"، قبل إجراء المسابقة الوهمية. قبل إعلان النتيجة وبعد إستبعاد نور نصر الله ومنحها لقب وصيفة ثالثة، مع أنها كانت من أفضل المرشحات للفوز باللقب، وبعد أن انحصرت المنافسة بينها جوسلين مصلح وسينتيا صموئيل، بكت فاليري كما تفعل الملكات بعد الفوز باللقب لا قبله . فإذا كانت مسابقة إنتخاب ملكة جمال لبنان، تنظم تحت إشراف الدولة اللبنانية ممثلة بوزارة السياحة، وإذا كانت ملكة جمال لبنان، هي رمز من رموز إلى لبنان- الوطن، فيجب إدراج "الفساد الجمالي" إلى قائمة المطالب التي ينادي بها الحراك المدني، خصوصاً وأن ديما صادق من المشجعات لهذا الحراك، ومثلها "ال بي سي" التي تدعمه بقوة. وإمعاناً في "التمثيلية" تحدثت ديما صادق، بعد إنتهاء المسابقة، إلى شقيقة فاليري المقعدة، وتم عرض الحوار، خلال نشرة "ال بي سي" الصباحية، فأكدت أنها كانت تتوقع فوز شقيقتها باللقب وأنها أبصرتها "ملكة" في النوم مرتين. ديما صادق التي إختصرت تاريخ مسابقة ملكة جمال لبنان، بالعشرين عاماً الماضية فقط، قالت أن كل فتاة تحلم منذ العام 1995 بالتاج، غافلة تاريخ طويل وحافل لهذه المسابقة الجمالية التي بدأت في العام 1930بفوز ليلى الزغبي، وفي العام 1935 بفوز سامية بارودي (كانت تحمل لقب ملكة جمال بيروت وملكة جمال سوريا) وفي العام 1955بفوز هنية بيضون، فإنها بذلك ربطت هذه المسابقة بالتاريخ الذي بدأت المحطة التي تعمل لحسابها، بتنظيمها. فهل يجوز لديما صادق و لـ"ال بي سي" شطب اسماء عشرات الملكات اللواتي حملن لقب "ملكة جمال لبنان" وهل نسيت ديما و "ال بي سي" أن جورجينا رزق مثلت لبنان في مسابقة ملكة جمال الكون في العام 1971 وفازت باللقب؟ وقد أقيم حفل إنتخابملكة جمال لبنان هذه السنة في كازينو لبنان، ونظمتهشركة "Vanilla production" لصاحبتها رولا سعد، وأحياه راغب علامة الذي قدم أغنيتين"بوس العلم" و"أنا إسمي حبيبك"، وضمت لجنة التحكيم،ممثّل وزارة السياحة ريشار فرعون، ملكة جمال لبنان للعام 2004 والممثّلة نادين نسيب نجيم، النجم اللبناني الممثّل يوسف الخال، مصمّم الأزياء اللبناني العالمي زهير مراد، ملكة جمال فرنسا 2012Delphine Wespiser، رئيس بلدية "جبيل" عاصمة السياحة العربيّة للعام 2016 زياد حوّاط، رئيسة جمعيّة رودز فور لايف زينة القصّار قاسم، رئيس تحرير في صحيفة لوريان لو جور زيّاد مخّول، والمؤلّف الموسيقي ميشال فاضل. 14 فتاة تنافسن على اللقب وعلى هدايا قيمة من بينها شقة، بداية بمرورهن بثياب البحر ومن ثم بفساتين السهرة حملت توقيع تصميم زهير مراد، وبعد تصفير العلامات، ووصول 5 مشتركات فقط الى المرحلة النهائية، طرحت عليهن ديما صادق السؤال الموحد" ما هي القضية التي يتبنينها وينزلن من أجلها على الشارع" ، وتفاوتت الأجوبة بين "الكيشيهات" وبين ما كان متوقعا وما يشغل بال اللبنانيين في هذه المرحلة، وهو ازمة النفايات، وكانت إجابات سطحية وساذجة، كما يحصل في كل سنة عندما تقع المتسابقات في فخ السؤال الموحّد. بدت ديما صادق بدت متفاجئة بل مصدومة عندما أشارت أن هناك متسابقتان، ستحملان لقب وصيفة أولى وهما سينتيا صموئيل وجوسلين مصلح، نتيجة تعادل علاماتهما، أما سالي جريج، ملكة جمال لبنان للعام 2014 التي توجت فاليري أبو شقرا، فكانت أبرز إنجازاتها على المستوى الشخصي خطوبتها ونيّتها الزواج بعد 12 يوماً، وذلك عندما سألتها ديما صادقعما تغيّر في حياتها خلال هذه السنة.