الالتزام والانضباط داخل الملعب وخارجه والمحافظة على التمارين بكل جد هي مفاتيح النجومية التي دخل منها (محمد السهلاوي) إلى عالم الأرقام والإنجازات دون ضجيج وبات بسببها نجما كبيرا يشار له بالبنان، ليس على المستوى المحلي فحسب بل والعالمي أيضا. أمس الأول زف إلينا الاتحاد الدولي خبر إنجاز جديد لهذا المهاجم (الصعباوي) بالإعلان أنه الآن يتربع على قائمة هدافي العالم لعام ٢٠١٥ حتى شهر أكتوبر متقدما على جميع لاعبي العالم. إنجاز عالمي (صعب قوي) على غيره لكنه على محمد (سهل اوي)، لأن العالمية لها أهلها الذين لا تصلح إلا لهم ولا يصلحون إلا لها. هذا اللاعب النجم يمتلك أسلوبا مميزا في اللعب حيث يداعب الساحرة المستديرة بطريقة (السهل الممتنع)، لا يعقد الكرة ولا يصعبها ولا يفلسفها بل يلعبها ببساطة وسهولة (أو هكذا نحسبها من فرط إبداعه) ليترك شباك الخصوم هي من تتحدث عن أفعاله. والأكثر جمالا في هذا النجم الخلوق أنه لا يحب (أقوال) المجالس، لكنه يعشق (أقوال) الشباك، وشتان بين أقوال وأقوال. سامح الله من حرم كرتنا ومنتخبنا من هذه الموهبة طويلا لمصلحة نجوم (ورقية) نفخها الإعلام كثيرا، فلم نستيقظ من غفلتنا حتى (أوجعتنا) المنتخبات كثيرا. ختاماً، لن تعود كرتنا لسابق عهدها إلا باللاعبين الملتزمين أداء وخلقا وانضباطا داخل الملعب وخارجه، و(السهلاوي) هو خير أنموذج لهؤلاء اللاعبين، ويكفي أن نقول إنه عندما انتقل للنصر من القادسية كان صاحب أعلى صفقة انتقال في تاريخ الكرة السعودية، ولكن تلك الملايين التي تحصل عليها اللاعب الصغير في سنه لم تؤثر عليه سلباً كما يحدث مع غالبية نجومنا بل كانت سببا في دفعه للمزيد من التألق والنجومية، حين أصر نجمنا على أن يكون (الأغلى) انتقالا هو (الأعلى) كعبا.