×
محافظة المنطقة الشرقية

إضراب سبعين ممرضة بالإحساء لزيادة ساعات العمل

صورة الخبر

تدرب جمعية خيرية المطلقات على الخروج من الأزمات النفسية أو كما يطلق عليه علماء النفس "الكآبة الصامتة" بعد انفصال الزوجة عن زوجها. وتؤهل جمعية الإصلاح الخيرية في جدة المطلقات على مهارات إدارة العواطف خلال مشاركتهن في دورة "الانفصال العاطفي" لمقاومة الوحدة وعدم الاستسلام لجرح الطلاق، كونه ليس عيباً وإنما آخر الحلول. وأكد لـ "الاقتصادية" الدكتور خالد الخميس عضو هيئة التدريس في قسم علم النفس في جامعة الملك سعود، أن المجتمع بدأ يعي في الآونة الأخيرة مشكلات الاضطراب النفسي والاكتئاب والقلق الذي ينتاب الفرد سواء كان المطلق أو المطلقة بعد حالة الطلاق وانعكاساته عليهما، لافتاً إلى أن مثل هذه الدورات تسهم بشكل كبير في تخليص المطلق أو المطلقة من الدخول في أزمات الاضطراب النفسية وما سيترتب عليه من علاج ونحوه. وأشار الخميس إلى أن وجود جمعية خيرية تمنح الإرشادات التوعوية المتعلقة بخطورة ما يمر به المطلق أو المطلقة بعد الطلاق بلا شك يساعد على إيجاد روح التعايش مع المجتمع بعد القضية ويخفف من أعبائها وآثارها النفسية وما تترتب عليه. فيما قال لـ "الاقتصادية" مستشارون أسريون: إن الطلاق في بعض الأحيان قد يكون الحل الوحيد لمشكلات زوجية استعصت على الحل، مع استحالة الحياة والعشرة، ورغم جرحه وآلامه إلا أن الطلاق لا يعني نهاية المسيرة المشتركة بين الرجل والمرأة. وأوضح محمد المانع المستشار الأسري، أن الانفصال يعد أسوأ لحظات الزواج وأكثرها كآبة، ويترك في النفس جرحاً يطول الرجل كما يطول المرأة، على عكس ما يتوهم البعض أن المرأة فقط هي الخاسر الأكبر في كل الأحوال. وأشار إلى أن الطلاق مصيبة مثله مثل أي المصائب، بل قد يكون أخف بكثير من غيرها، فتجد الإنسان بصحة وعافية وفجأة يقع له حادث يفقده عضواً من أعضائه يجعله في عداد المعوقين أو يصاب بشلل، المطلوب ما بعد المصيبة ماذا يفعل؟ وبين أنه في الغرب عندما يحدث الطلاق يفرون إلى "الانتحار" أو عند نزول أي مصيبة، إذ لا تقوى أنفسهم على تحملها، مشددين على أهمية أن تفتح المطلقة صفحة جديدة فيها أمل واستعداد لزواج جديد. ونصح المطلقات بأهمية التقرب إلى الله أكثر وأكثر عند حلول المصائب، وتطوير الذات، والبحث عن الدورات المفيدة التأهيلية "حفظ القرآن، حاسب، لغة إنجليزية، تجميل، خياطة، وأي دورة تضيف لكِ جديداً"، مشيرين إلى أنها الآن أكثر حرية من السابق فلا وصاية ولا رقابة. وطالب المطلقات "أحيطي نفسك بالصديقات الوفيات والقويات اللاتي يدفعنكِ للأمام، وابتعدي كل البعد عن الضعيفات التقليديات المحُبطات الشاكيات الباكيات". ورغم الآراء التي ترى أن الرجل بعد الطلاق هو الأسرع في التأقلم مع الحياة وأقدر على تجاوز المحنة، لكن دراسات حديثة تؤكد أن الرجل مثله مثل المرأة؛ كلاهما يتأثر بالحدث، بل تقول إحدى الدراسات الغربية: إن أول رد فعل للرجل بعد انتهاء العلاقة هو سرعة الخروج مع أصدقائه وسرعة الارتباط بأخرى، مشيرة إلى أن نحو 26 في المائة من الرجال يتعالى على ما حدث وكأنه يحتفل مع أصدقائه وأن الموضوع برمته غير مهم وهؤلاء أقلية. وأكد الباحثون أن 95 في المائة من الرجال المطلقين يغيرون مسكن الزوجية ولا يحبون العيش فيه بعد الانفصال، فنفسية الرجل ووضعه الاجتماعي ليسا بالقوة المتعارف عليها؛ فغالباً ما يشعر بالفراغ والوحدة بعد الطلاق، مبينين أن الرجل المطلق يعاني غالباً عدم القدرة على التكيف اجتماعياً بعد الطلاق، كما يواجه صعوبات في خوض التجربة مرة أخرى باعتباره رجلاً له ماض. ويقول الدكتور محمد هاشم بحري الطبيب النفسي: إن الرجل المطلق على عكس ما هو شائع يعاني ولكن معاناته صامتة، مشيراً إلى أن الرجال لا يفصحون عن أحاسيسهم خصوصاً الحزينة؛ خشية أن ينتقص هذا الإفصاح من رجولتهم. وأضاف: هذه هي الستارة الزائفة التي تختفي وراءها مشاعر الرجل بعد الطلاق، خاصة أن عادات المجتمع لا تسمح له بإظهار ضعفه وحاجته للمرأة لأنه ببساطة رجل، ولأن مجتمعاتنا ذكورية بالدرجة الأولى.