الدوحة - قنا: أكّد الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر سعي الجامعة لأن تكون جامعة متميزة بين جامعات المنطقة وهذا يتطلب منها أن تعيد تعريف معايير نجاحها باستمرار وفق أفضل المعايير العالمية لتلبية أهم الأولويات الوطنية لتنتقل الجامعة من مفهوم "الإصلاح" إلى مفهوم "التحول" الذي تشحنه روح التجدد إلى أن يتحقق بطموحات ورؤية طلابها وأساتذتها وإدارييها. وقال الدرهم في كلمته خلال الملتقى السنوي لجامعة قطر للعام الجامعي 2015-2016 "إن التطوير عملية متكاملة، تبنى على إستراتيجية واضحة، ودراسات دقيقة، ورؤية استشرافية للمستقبل تأخذ بعين الاعتبار احتياجاتنا المحلية، وظروفنا الإقليمية والمتغيرات العالمية، وتسترشد دائمًا ببوصلة راسخة لبلوغ رؤية قطر الوطنية. وأضاف "إننا نبدأ عامًا أكاديميًا جديدًا سيحمل كثيرًا من الإنجازات التي ستصاحبها الكثير من التحديات وهناك فرص أمام الجامعة لتبني نظرة خارجية تبث روح التجديد في المؤسسة وتضفي مزيدًا من الحيوية لعمل كل فرد من منسوبيها". واستعرض الدكتور الدرهم ما حققته رؤية الجامعة الحالية وما حققته في الفترة الماضية من تنفيذ مشروع إصلاح وتطوير شامل إداريًا وأكاديميًا، وتمكنت الجامعة من تحقيق الاعتماد الأكاديمي الدولي لأغلب برامجها، وانتقلت من كونها جامعة متمحورة على التعليم والتعلم للمرحلة الجامعية الأولى، إلى جامعة شاملة تعنى بالتدريس والبحث وخدمة المجتمع. وقال إن الجامعة اليوم أصبحت جاهزة لمرحلة تحول لا بد خلالها من إعادة النظر في الرؤية الحالية بغية الانتقال من مرحلة التركيز على الشمولية الأكاديمية إلى التركيز على التفوق والريادة في مجالات محددة ولعب دور متزايد في دعم مسيرة التطور الاقتصادي والاجتماعي في قطر. وأوضح الدكتور الدرهم أن جامعة قطر تستعد اليوم، للبدء بعملية رسم معالم المرحلة المقبلة وبناء الخطة الإستراتيجية القادمة في دورتها الثالثة، مؤكدًا أن هذه العملية بدأت من خلال تقييم الأداء الحالي للمؤسسة، وتحديد الأولويات والقضايا الرئيسية والتحديات التي يتعين معالجتها ومن ثم دراسة مؤشرات البيئة التنظيمية والثقافة المؤسسية كل ذلك في ضوء الاتجاهات العالمية في التعليم العالي. ولتمكين الخطة من إحداث تطوير نوعي ينقل الجامعة من مرحلة "الإصلاح" إلى مرحلة "التحول"، أوضح الدرهم أنه لا بد من التركيز على مبادئ أساسية خمسة، وهي تشجيع التميز في مجالات التعليم والتعلم، والكفاءة المؤسسية، وتعزيز بيئة محفزة للتميز في الكفاءة المؤسسية وتطوير البنية التحتية، ورفع القدرة المؤثرة للجامعة، سواء من حيث التأثير على الطلبة أو على المجتمع بقطاعاته المختلفة، ودفع الابتكار سواء من خلال تعزيز روح المبادرة والريادة والابتكار كمنهج تفكير، أو من خلال خلق البيئة الحاضنة لتحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع ذات تأثير إيجابي على المجتمع، إضافة إلى المساهمة بإثراء المعرفة الإنسانية. وأكّد الدرهم في هذا الصدد أن الجامعة ستسعى في المرحلة القادمة للتركيز على إيجاد آلية لتعزيز أجندة البحث العلمي بما يضمن رفع مستوى أثره على مجالات المعرفة المختلفة وبما يمكّن الجامعة من تأمين مصادر تمويل مستدامة. وأوضح أنه من أجل تحقيق هذا الهدف، من المفيد الاسترشاد ببناء الجانب القيادي والشخصي للطالب وفق مهارات القرن الحادي والعشرين كما حددتها منظمة اليونيسكو، بما يضمن استثمار طاقات الطلبة لخلق أثر إيجابي على المجتمع، مشيرًا إلى أن ذلك يبدأ بتهيئة الطلبة للتعليم الجامعي منذ مرحلة مبكرة بهدف رفع مستوى الدافعية للتعلم والتفكير الابتكاري لدى الطلبة. واختتم الدكتور الدرهم حديثه في الملتقى السنوي بالتأكيد على أن الطلبة هم الأساس حيث تتمحور حولهم خطة الجامعة الإستراتيجية، ومنهجها في التطوير، مشيرًا إلى حرص الجامعة على أن يتلقى الطالب أفضل العلوم والمعارف، التي تواكب أحدث التطورات في العالم، وأن يكتسب الخريج من الجامعة بالإضافة إلى المهارات والمعارف المتعلقة بتخصصه، أدوات معرفية، ونقدية، تدفعه للتساؤل، وللبحث عن حلول للمعضلات، وللتأقلم مع التغيير السريع ولتبني مبدأ التعلم مدى الحياة والاقتدار في مهارات الفريق والعمل الجماعي. وركز الدكتور الدرهم على مسألة التعامل مع الطالب كشريك من خلال تعزيز وتعميم التمثيل الطلابي في لجان الكليات والبرامج وغيرها من هيكليات صناعة القرار في مختلف مجالات الشؤون الأكاديمية وغير الأكاديمية، لافتًا إلى الحاجة الملحة لتطوير الخدمات الطلابية كالخدمات الغذائية والمرافق الرياضية وغيرها ما يضمن أن تكون تجربة الطالب بعمومها تجربة إيجابية داعمة ومحفزة في الوقت ذاته. وقد تضمن الملتقى السنوي لجامعة قطر تكريم المتميزين من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والخريجين، إضافة إلى تكريم القدامى من أعضاء هيئة التدريس والموظفين.