كشف مدير حماية المواطنين الإندونيسيين في وزارة الخارجية بالخارج د. محمد اقبال، أن وقف استقدام العمالة المنزلية الاندونيسية "موقت"، مبيناً أن وزارة الخارجية الاندونيسية تعمل على إعادة تنظيم خروج العمالة المنزلية للخارج ككل وليس للمملكة فقط، مضيفاً أن هناك تنظيماً داخلياً تعمل عليه حالياً الحكومة الإندونيسية لإيجاد صيغة عقد مناسب للطرفين. جاء ذلك خلال زيارة قام بها الوفد الاندونيسي ل"الرياض" الاسبوع الماضي، برفقة نائب السفير الاندونيسي سوناركو، وعدد من أفراد السفارة الإندونيسية، وكان في استقبالهم رئيس التحرير المكلف سليمان العصيمي، في زيارة تهدف إلى تسليط الضوء على أبرز المستجدات في الشأن الإندونيسي، لاسيما في مجال الاستقدام للعمالة المنزلية. 270 ألف إندونيسي يعملون في المملكة.. ونقدم برامج توعوية وتثقيفية عن العادات والتقاليد وقال العصيمي: "نحن في المملكة حكومة وشعباً، ننظر إلى اندونيسيا بمزيد من الاحترام والتقدير، مشيداً بدورها الناجح على كافة المستويات داخل اندونيسيا وخارجها ونتطلع في هذه الزيارة الى التعاون لطرح جميع المواضيع ذات الاهتمام المشترك سواء في المجال الاعلامي او الاقتصادي او السياسي". بدوره أكد د. محمد اقبال أن العلاقات السعودية الاندونيسية، من حسن إلى أحسن، وهي علاقات تاريخية وثيقة، مبيناً ان هناك تعاوناً مشتركاً بين البلدين على كل الأصعدة سواء الدولية والمنظمات، أو التجارية والاقتصادية، مشيراً إلى أن إندونيسيا أيضاً تكن للمملكة كل ود ومحبة لأنها أرض الحرمين الشريفين، وهناك علاقة وثيقة على مستوى القيادتين السعودية والاندونيسية. تعامل مباشر وأوضح اقبال أن التعامل المقبل لإرسال العمالة المنزلية سيكون عبر الشركات من خلال التنسيق مع وزارة العمل، وليس الكفيل بشكل مباشر، مبيناً أن ذلك يحفظ حقوق العمالة، موضحاً أن هناك دورات وتوعية للعمالة المنزلية تقيمها السفارة الإندونيسية بالتعاون مع وزارة العمل من أجل التعريف بالقانون المتبع والعادات والتقاليد بالمملكة، مؤكداً أن هذا البرنامج مطبق في دول اخرى خارج الشرق الاوسط. 270 ألف اندونيسي وأشار محمد اقبال إلى أن عدد العمالة الاندونيسية في المملكة حسب الاحصائيات الرسمية تبلغ 270 الف بينما تقدر الاحصائيات الاندونيسية غير الرسمية ب700 ألف اندونيسي، مقراً في الوقت نفسه بوجود 10 الاف شكوى سنوية من العمالة الاندونيسية ضد الكفلاء بالمملكة، لافتا إلى أن السفارة الاندونيسية تعمل على دعم العمالة المنزلية التي لا تعاني من مشاكل مع الكفيل، من خلال تقديم المساعدة لمن يريد العودة للعمل مع كفيلة بالمملكة، مشيراً إلى أن السفارة لا ترغم أحد على العودة لإندونيسيا لمن يريد البقاء في المملكة للعمل عبر تجديد الجواز والاقامة. إيقاف إرسال العمالة المنزلية وقال اقبال: "نحن نعمل في وزارة الخارجية الاندونيسية مع وزارة العمل والمنظمات في اندونيسيا، لتحسين الاجراءات والقوانين الخاصة بالعمل، وقد تم اتخاذ قرار بعدم ارسال العمالة المنزلية الى دول الشرق الاوسط بسبب عدم وجود تأمين على العمالة المنزلية في هذه الدول، ونعمل على تقديم برامج توعوية وتثقيفية للعمالة المنزلية عن العادات والتقاليد والقانون في المملكة. صيغة عقد مناسبة واستطرد قائلا: "نعمل في وزارة الخارجية الاندونيسية على إعادة التنظيم لخروج العمالة المنزلية للخارج ككل، وليس للمملكة فقط"، مبيناً أن وزارة الخارجية الاندونيسية تعمل على إعادة تنظيم خروج العمالة المنزلية للخارج ككل وليس للمملكة فقط، مضيفاً أن هناك تنظيماً داخلياً تعمل عليه حالياً الحكومة الإندونيسية لإيجاد صيغة عقد مناسب للطرفين، وهو الأمر الذي نحن بصدده. تطوير التدريب ولفت اقبال إلى أن اندونيسيا تعمل على تطوير قطاع الاعمال والتدريب في جميع المجالات، مؤكداً أنه ستكون هناك زيارة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير لاندونيسيا قريبا، لإتمام ما تم الاتفاق عليه ما بين خادم الحرمين الشريفين ورئيس جمهورية اندونيسيا، مشيراً إلى أن ذلك سوف يعزز من متانة العلاقات ما بين البلدين في كافة المجالات. علاقات أخوية ونوه الزميل سليمان العصيمي إلى أن العلاقات ما بين البلدين، والتي تمتد لعقود من الزمن يجب الا تؤثر عليها الحالات الفردية من الكفلاء، أو العمالة بتصرفات غير مسؤولة، داعياً إلى مزيد من التعاون المثمر في كافة الاصعدة التي من شأنها المساهمة في زيادة النمو الاقتصادي للبلدين، وتشجيع الاستثمارات وتحقيق الرخاء السياسي. احترام القانون وطالب اقبال العمالة الاندونيسية باحترام القانون بالمملكة، إلى جانب دعوته الكفلاء بالمعاملة الحسنة للعمالة المنزلية. والالتزام بعقود العمل وإعطائهم اجورهم في مواعيدها، وعدم المماطلة في ذلك أو تأخيرها أو العنت في التعامل مع العمالة والتلاعب بحقوقهم. وحول تنفيذ حكم القصاص بالعاملة الإندونيسية مؤخراً، أوضح اقبال أن الحكومة الاندونيسية تعلم أن المملكة تستمد الحكم من الشريعة الاسلامية، ولا خلاف في موضوع تنفيذ القصاص، بينما الاعتراض كان لعدم التنسيق والإخبار المسبق بموعد التنفيذ. عودة العمالة وأفاد محمد اقبال أنه حتى الان لم يتم تحديد موعد لعودة العمالة الاندونيسية، وأن المفاوضات مازالت مستمرة، مبيناً أنه توجد مطالبات من جهات بحماية حقوق العمالة الاندونيسية في الخارج، ويجب تغيير بعض البنود في نظام العمال لحفظ حقوق العمالة الاندونيسية، لافتا إلى أنه على الرغم أن القضايا المتعلقة بالعمال الاندونيسيين في المملكة والتي يستغلها البعض لمحاولة التشويش على العلاقات بين البلدين ويسعى البلدان إلى حل هذه القضايا والمحافظة على هذه العلاقات وتنميتها في المستقبل، فإن الحكومة الاندونيسية لا تتأثر بما يطرح في الإعلام الاندونيسي من قضايا ضد المملكة، موضحاً أن هناك تعاوناً على جميع المستويات بين البلدين وعلى مستوى القادة ولن تتأثر هذه العلاقات بما يقال في الإعلام.