ربما لم تشهد مقاطعة "مرسيسايد" الواقعة شمال غرب إنجلترا ضجة مثل التي تعيشها الآن منذ ظهور فرقة الروك الغنائية الشهيرة "البيتلز" في مطلع الستينيات من القرن الماضي، فقد اجتاح "الهوس بكلوب" أرجاء مدينة ليفربول بعد ساعات من إعلان التعاقد معه لتدريب فريق ليفربول العريق. وجاء التقديم الرسمي ليورغن كلوب في منصبه الجديد الجمعة الماضي ليرفع سقف طموحات الجماهير وكذلك وسائل الإعلام المحلية، حيث وعد باستعادة المجد لليفربول الذي لم يتوج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ عام 1990. ولكن التأثير الأكبر للمدرب الذي يحل مكان برندان روجرز الذي أقيل من تدريب الفريق، كان للانطباع الذي صنعه كلوب من خلال الطريقة التي ألقى بها كلماته خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد لتقديمه أمام وسائل الإعلام. لم تكن هناك أي شكوك في كفاءة كلوب وقدراته التدريبية، لكنه فاجأ جماهير ليفربول بمدى حضوره وتواضعه الكبير وكذلك حماسه الشديد وثقته في الفريق. وحتى قبل وصوله، تابع 35 ألف مشجع مسار كلوب في رحلة الطيران من دورتموند إلى ليفربول، ووصفت صحيفة "ذي ليفربول إيكو" المحلية، الحالة التي صنعها كلوب في المدينة بـ"كلوب مينيا" أو "الهوس بكلوب". ولم يتوان النادي في الاستفادة من تلك الحالة من كل الجوانب، حيث سارع في طرح المنتجات الجديدة المتعلقة بكلوب للبيع عبر المتجر الإلكتروني للنادي، من قبعات وأكواب وفأرة الحاسوب. ولكن يبدو ان المنتج الأبرز قميص يباع بسعر 15 جنيه إسترليني (23 دولار) يحمل كلمة "المدرب العادي"، وهي التي وصف بها كلوب نفسه أمام وسائل الإعلام، وهو ما جاء على النقيض للبرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشلسي الذي كان قد وصف نفسه بـ"المدرب الاستثنائي" لدى وصوله إلى "البلوز". وقوبل كلوب أيضا بالترحيب من جانب نجوم سابقين مثل ستيفن جيرارد وجيمي كاراغر القائدان السابقان لليفربول، والإسبانيان تشابي ألونسو ولويس غارسيا والنرويجي جون آرني ريسه، والألماني ديتمار هامان، وأسطورة الـ"ريدز" كيني دالغليش. ووصلت موجة الهوس بكلوب إلى دورتموند، حيث انتشرت صورة مركبة لكلوب تشبه إلى حد كبير غلاف أحد الألبومات الغنائية لفرقة البيتلز وحملت كلمات تعبر عن أمنيات جماهير دورتموند بالتوفيق لكلوب مع ليفربول. وسرعان ما طرحت المراهنات على إنهاء ليفربول الموسم في أحد المراكز الأربعة الأولى في الـ"بريمير ليغ"، علما بأن كلوب قال إنه بحاجة إلى الوقت ويأمل التتويج بلقب خلال الأعوام الأربعة المقبلة.