الرياض الوئام : تحدث الاستاذ تركي بن خالد السديري رئيس هيئة حقوق الانسان في السعودية سابقاً ورئيس ديوان الخدمة المدنية عن طفولته الصعبة حيث عندما بدأ خطواته الأولى بعمر أقل من سنة أصيب بشلل استمر لأربع اوخمس سنوات حتى جاء حاج من حضرموت إلى أبها وعالجه وبعد فترة استطاع أن يمشي بفضل الله . وأضاف السديري عبر برنامج وينك على قناة روتانا خليجية مع الاعلامي محمد الخميسي بأنه في هذه الدنيا، لديه العديد من المشاغل في الأمور العائلية والشخصية، وعمله الآن مختلف عن عمل الدولة الذي فيه خدمة للآخرين. وكان والده رحمه الله أمير منطقة جازان، ووجد برقية تقول إن تركي بن خالد ينتقل الى جازان مع خاله حسن، فانتقلوا اليها على الدواب لأنه لم يكن هناك سيارات بعد، وكانت البرقية بتاريخ 61 هجري. وانتقل في دراسته الى عدة مناطق منها بيروت، وبعدها القاهرة ثم لندن، ووقعت بعدها حرب السويس الأولى فسحبتهم الحكومة السعودية من هناك بعد قطع العلاقات مع بريطانيا. فانتقل الى كاليفورنيا في الولايات المتحدة الاميركية حيث درس العلوم السياسية في العام 57 وعن عودته الى السعودية وبداية عمله الحكومي قال: تخرجت عام 1962، وأخذني أخي الأكبر فهد الى وزارة التجارة ، وكان يعرف صديقي الاستاذ عمر فقيه وكيل الوزارة آنذاك، فعينت في وزارة التجارة. بعدها بسنتين عرض علي العمل كوكيل مصلحة الاحصاءات العامة، قبل ان اكلّف بانشاء الادارة المركزية للتنظيم والادارة ضمن برنامج الاصلاح الاداري الذي تبنته الحكومة، ومن ضمنها اعادة تنظيم الوزارات وانشاء هيئات جديدة منها هيئة الرقابة والتحديد وهيئة التأديب وكالة الاسكان بالاضافة الى التطوير في مجالات الميزانية وغيرها. كان البرنامج واسع تبنه الملك فيصل رحمه الله عام 83 هجري، بالاتفاق مع مؤسسة فورد الاميركية وهي مؤسسة لا ببغى الربح، وكان الامير عبد الرحمن بن مساعد وقتها وزيراً للمالية وكان وكيل الوزارة الشيخ محمد ابن الخير، وكان مدير عام معهد الادارة فهد الدويسر، وكانوا هم تحت اشراف الامير مساعد القوة الدافعة لما تم من اجراءات تحت مظلة اللجنة العليا للاصلاح الاداري التي كان يرأسها الملك فيصل، ويتولى لقاءاتها واجتماعاتها الامير سلطان بن عبد العزيز. وبخصوص تعيينه لرئاسة ديوان الخدمة المدنية تحدث بأنه بدأ هذا العمل الاداري في العام 1386 واستمر الى العام 1391 حين طلبني معالي رئيس الديوان عبد العزيز القريشي للعمل معه كنائبه الى العام 1395 حيث ترك منصبه واصبج شاغراً لمدة سنتين. وفي العام 1397 عيّنت رئيساً للديوان. وعن الصورة الذهنية لوزارة الخدمة المدنية بانها لم تتغير منذ ثلاثين سنة دافع قائلاً: تركت العمل منذ العام 1415 بعد عمل لمدة 25 سنة فيها، أجد أن هناك سوء فهم لدور وزارة الخدمة المدنية. يسألون لماذا هناك بطالة، ولكن السؤال هل من المعقول ان توظف الدولة كل انسان في جهازها الحكومي؟ لا يوجد خطأ في وزارة الخدمة المدنية بل هناك خطأ في المفهوم، فهناك قطاع كامل في البلاد الشاسعة ويمكن ان يجدون وظائف. وقاطعه محمد الخميسي ليقول ان اعداد كبيرة من المتخرجين وتحديداً البنات لا يعملن، ماذا عملتم؟ فرد قائلاً: لا يتوقع احد ان توظف الدولة كل الخريجين من البنات والشباب، لان ميزانية جهاز الدولة لا تستوعب لتوظيفهم كلهم، حتى ان هناك بطالة في بعض الوزارات لان العمل فيها قليل. أما موضوع البنات فقد أتاحت لهن وزارة العمل التوظيف بما لا يتعارض مع تقاليد البلاد وعاداتها الاجتماعية، فالمجالات التي تتعلق بالمرأة مفتوحة بقدر الامكان ولكن الاعداد التي تتخرج كبيرة، والكل يريد وظيفة حتى غير المتخرجات الجامعيات. وعن اختلاف حقوق العمل للمرأة قال: نظام العمل في وزارة الخدمة المدنية لا يفرق بين الموظفين الرجال والنساء لناحية الترقية والراتب والدوام، حتى المرأة لديها حق عند الولادة لا يناله الرجل. وأشار بخصوص ترأسه لأول هيئة لحقوق الانسان وعن مسألة رفض المجتمع لهذه الحقوق قائلاً لو كان لي رأي لسميتها حقوق الناس، ولا أحد في الدولة يقول هذا ليس له حق ولكن الاستطلاح الغربي حقوق الانسان. هناك اشخاص كانوا يتابعون انشاء الهيئة ووقفوا معنا في البداية، وجاءتنا معاملات في أول يوم وهذا يعني أن هناك من يهتم بهذه اللجنة . وعن قيادة المرأة للسيارة الذي يعتبر البعض تأخيره هو قرار اجتماعي، قال: ما فهمته ان المرأة تمنع من القيادة كونها لا تملك رخصة قيادة، أتذكر ان سمو الامير نايف رحمه الله قال لا يوجد نظام يمنع لكن اعتقد ان الفكرة منها، مثلما اعترض المجتمع على اشياء كثيرة في السابق، اعترض على قيادة المرأة للسيارة، وهذا الامر يحتاج الى وقت لان فيه مخاطر، خاصة اننا مجتمع محافظ. وأنا اعتقد أن الأمر يجب أن يعالج بحكمة ويجب وضع قيود وضوابط معينة ومعالجة الاعتراض، كما يجب معالجة الجوانب السلبية التي يطرحها الناس، فهناك اختلاف في الآراء لان البعض يسمح لبناته بالقيادة خارج المملكة، لكني أتكلم عن فئة معينة التي تقول لا نسمح للمرأة بالقيادة خوفاً عليها. لا يمكن معالجة هذا الأمر بين يوم وليلة، والأمر يحتاج لوقت وتستطيع المرأة أن تعالجه بدءً من عائلتها، وأنا لا أرى مئة بالمئة موقف المعارضة سليم ولا أرى ان اتاحة الفرصة فجأة سليم لانه يمكن أن يكون لها مخاطر. وفي الجزء الثاني من الحلقة ألقى الإعلامي محمد الخميسي الضوء على حياة الإعلامية والمذيعة السعودية دلال ضياء مديرة البرنامج الثاني في اذاعة جدة التي نشأت في أسرة فنية، فوالدتها الإذاعية أسماء زعزوع ووالدها الأديب المعروف عزيز ضياء، وصرحت بأنها تعيش مرحلة جديدة من حياتها ربما هي محطة هادئة فيها نوع من الأمان والهدوء والسلام مع النفس ومع كل يحيط بها، والحصول على الكثير من الثمار التي زرعتها خلال مشوار حياتها، والهدية التي تشكر الله عليها دائماً هم أحفادها الثلاثة . وعن بداياتها وتأثير العائلة عليها قالت: ربما تميل أسرتي الى إضفاء أجواء ثقافية، فأخي الكبير فنان تشكيلي، بالتأكيد للأسرة تأثير لتوجهي نحو الإعلام. أذكر أول علاقة لي بالاذاعة حين كان أخي في إذاعة مكة (التي كانت في جبل هندي آنذاك) وكان من المفروض أن يغني أغنية من الفولكور للاطفال اسمها يا قمرنا يا مليح وكنت صغيرة وذهبت مع أبي وأخي. رأيت الفرقة الموسيقية والاستديو، ووقتها نمت في الاستديو لان التسجيل أخذ وقت. وفي فترة ثانية صرت اشارك في برامج الأطفال حين كانت والدتي تقدم تلك البرامج، كنت أمثل دور زجاجة أو أرنب أو هرة، من هنا بدأت علاقتي بالاذاعة. وعن التحول الحقيقي للاذاعة قالت: بعد مرحلة الطفولة توقفت عن الاذاعة، وعندما صرت في السنة الثانية في جامعة الملك سعود في كلية الآداب بدأت التعاون مع الاذاعة في برامج الشعر والثقافة، وكان ذلك في سنة 1393 تقريباً أي سنة 1673 ميلادي. وعن قصتها مع الأمير فيصل بن فهد قالت: تعيّنت في وزارة الشؤون الإجتماعية لأنه لم يكن هناك تعيين في وزارة الإعلام التي كانت طموحي أن أصير موظفة فيها، وعندما توظفت في وزارة الشؤون كان العمل مختلف عن رغبتي، فكتبت خطاباً لسمو الأمير فيصل وكان مدير عام عام لرعاية الشباب التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وقلت له إننا نعمل كآنسات وسيدات والملك فيصل سمح بعمل المرأة منذ العام 1964، لكن لا يوجد توظيف، ونحن نعمل في مجال التعاون وأنا أريد أن أتوظف. شرحت له ما أريد بمنتهى البراءة والشجاعة، لأني رأيت أنه مسؤول عن الشباب وأنا شابة، والحقيقة بعد شهر فرحت عندما وصلتني صورة من خطاب وجهه لوزير الإعلام الراحل د. محمد عبدو يماني وعرض الموضوع على الملك فهد رحمه الله الذي كان حينها ولياً للعهد، ورد بأنه لا يمنع من التعيين الرسمي لمن ترغب في الإذاعة. يومها لم أتعين لان والدي اصر أن أسافر وأدرس الاعلام وعدت بشهادة دراسات عليا لأبدأ عملي الإعلامي. وعن برنامج الليل والكلمة والنغم قالت: ارتبطت بهذا البرنامج قرابة 24 سنة، منذ سنة 1400 الى سنة 1424 ه. وكان من إعدادي وتقديمي بعد تكليفي به، فمن الامور المحببة عندي هو إلقاء الشعر. وكانت تصلني رسائل كثيرة من الدول العربية وباكستان وليس من السعوديين فقط. ارتبطت كثيراً بالبرنامج الى درجة أنني أسميت ابنتي الوحيدة نغم، وفي النهاية كان لا بد أن أضع حداً للبرنامج بعد فترة طويلة فطلب إيقافه. وأبدت دلال ضياء رأيها ببعض اساليب التقديم الحالية قائلةً: علينا التقرّب من المجتمع ليس بالاستظراف أو الاستخفاف، وأتمنى أن يتطور التقديم وأن يحصل المذيعون على تدريب كافٍ أن يمتلكوا اللغة العربية الفصحى حتى لو تكلموا بالعامية، فهناك مستوى معين من الخطاب واللهجة نستطيع أن نقول إنها لغة الإعلام، فالاستظراف والاستخفاف والمزح الكثير لا أظن أن هذا شيء يرضينا كمجتمع. ونوهت إلى أنها لاتحتك بالوسط الاعلامي اليوم فهي منغمسة اليوم في حياتها مع اسرتها وقراءاتها وجولاتها لتتعرف على بلدان جديدة، وبالنهاية ذكرت عن تبرعها بمكتب والدها وتراجعها عن الاهداء بأنه: لم يحصل شيء ولكن مبنى النادي الادبي الجديد كان قيد الانشاء، وطالت المسألة، وكان اتفاقي مع رئيس النادي الادبي د. عبد المحسن القحطاني في ذاك الوقت، أن يكون هناك ترتيب معين للمكتبة بحيث تنقل كل متعلقات الوالد (مكتبه، الماصة، الآلات الكاتبة التي كان يستخدمها، نظاراته، وكل أقلامه وأشياءه، بالاضافة الى كل كتبه وبعض المخطوطات الخاصة به). لم أشعر أن هذا سيحصل بالفعل، و انهم سيتمكنون من يفرغوا له مساحة أو سيتوفر ما تخيلته وكانت الأسرة قد قررته، ففضلنا أن تبقى المكتبة في مكانها في البيت، وسأحافظ عليها في البيت، وأتمنى ألا يحصل أن أهديها لجهة لتوضع في صناديق او تحت الدرج أو في المخازن، ففضلنا أن تبقى في البيت كونها تحتوي على قرابة الخمسة آلاف كتاب ومن يحب أن يزورها سنرتب له الزيارة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: #بالصور السديري: لا يوجد قانون يمنع المرأة من القيادة ..دلال ضياء: أحببت أن أفطم نفسي عن الاعلام #وينك