في تقرير لها حول الانتفاضة الفلسطينية الثالثة نشر أمس، قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن الانتفاضة الفلسطينية الراهنة التي تستخدم السكاكين، والمفكّات، والحجارة سلاحًا رئيسًا لها، تختلف عن الانتفاضتين السابقتين في العديد من الأوجه، يأتي في مقدمتها المشاركة الكبيرة لطالبات المدارس والجامعة، حيث أمكن ملاحظة وجوهًا جديدة يوم الخميس الماضي من بين الحشود: مجموعة من طالبات المدارس أتين إلى نقاط الاشتباك، وقد حاولن إخفاء وجوههن بالكوفية الفلسطينية، وشاركن في رمي الحجارة على الجنود الإسرائيليين، وتعرضن للرصاص المغلف بالمطاط وللقنابل المسيلة للدموع. وأشار التقرير إلى المصادمات التي حدثت قبل بضعة أيام خارج الفندق الدولي بالقرب من «مقبرة رحيل» في بيت لحم خلال تشييع جنازة الطفل الشهيد عبدالرحمن شادي (13 عامًا) الذي قتل على يد قناص إسرائيلي في اليوم السابق، وحيث أمكن مشاهدة عشرات الفتيات والطالبات وسط جموع المشيعين. ورغم أن غالبية أولئك الفتيات يرفض التحدث إلى وسائل الإعلام، إلاّ أن القليلات لا يمانعن في ذلك، لكنهن يرفضن التقاط صور لهن، ويكتفين بالتصريح بأسمائهن الأولى. فالفتاة شهد (20 عامًا) الطالبة في جامعة القدس تشارك في الاحتجاجات للمرة الثانية، وتعلق على ذلك، بأنه «لم يكن ذلك مسموحًا من قبل». أمّا الطالبة ياسمين (15 عامًا) التي كانت -ما تزال- ترتدي زيها المدرسي، فقالت إنها هنا هي وزميلاتها لأنهن يردن الدفاع عن الوطن، وأن الواجب يحتم عليهن المشاركة. وفي مقابلة أخرى قالت امرأة شابة لوكالة الأنباء الفرنسية»: وعدنا الرئيس بقنبلة خلال خطابه الأخير، لكننا حتى الآن لم نر شيئًا». وقالت طالبة جامعية في السنة الأولى من دراستها الجامعية: «سنستمر في الانتفاض لأننا توقفنا عن الاستماع إلى الوعود منذ زمن طويل». وأضافت «الجارديان» إن هناك مؤشرات تدل على أن جاذبية الانتفاضة الجديدة تزداد بشكل لافت ومتسارع لدى شريحة الشباب، وأن الأمور خرجت عن سيطرة الساسة الإسرائيليين والفلسطينيين على الأزمة التي تزداد اشتعالاً يومًا بعد يوم. ووصف التقرير مواجهات الأسبوع الماضي بأنها الأشرس منذ سنوات. كما أشار التقرير إلى طلب السلطة الفلسطينية من قوات الأمن الفلسطينية، والجناح المسلح لفتح عدم الانضمام إلى أعمال العنف، وتجنّب أي تصعيد، والاقتصار فقط على دعم الاحتجاجات الشعبية. ورغم أن قرابة النصف من فتيات الانتفاضة الثالثة ينتمين إلى حركة فتح، إلاّ أنهن لا يُدِن بالولاء للسلطة الفلسطينية، وهن إلى جانب ذلك متعلمات، وقارئات جيدات للتاريخ، وفق ما جاء في التقرير.