أكد المشاركون في الجلسةالأولى للمنتدى السعودي الدولي للمياه والطاقة التي افتتحت أعمالها صباح أمس على الاهتمام بإنشاء أوقاف للمياه في المملكة مشيرين إلى أن المقترح يتناسب مع ثقافة المجتمع السعودي ، وكذلك الاهتمام بالموارد البشرية في مجال صناعة المياه والطاقة . واصلت الجلسة في جدة جدول أعمالها ، برئاسة الدكتور عادل بشناق الرئيس التنفيذي لمجموعة بشناق ورئيس مجلس الإدارة وبمشاركة الدكتور عبدالله الشهري رئيس هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج والدكتور عبدالرحمن آل ابراهيم مدير المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والدكتور محمد السعود نائب وزير المياه والكهرباء والمهندس فؤاد الشريبي نائب الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء والدكتور لؤي المسلم المدير التنفيذي لشركة المياه الوطنية والسيد شيو ليونج الرئيس التنفيذي لشركة بي يو بي -سنغافورة ، وتباحث المشاركون في تحديث خارطة طريق للسياسة والحوكمة لضمان إستدامة الإزدهار الإقتصادي والإجتماعي في مجال المياه والطاقة . وتناول الدكتور محمد السعود التحديات البيئية في المملكة واشار بأنه مع ارتفاع معدلات السكان والنمو الإقتصادي التي تواجه تحديات ندرة المياه بالمملكة ، فهناك فجوة بندرة المياه نتيجة محدودية هطول الأمطار والإستنزاف السابق للمياه الجوفية بسبب الزراعه ، وكذلك هناك فجوة في المرافق التي تعالج مياه الصرف الصحي ، وفجوة بناء القدرات والإبتكار خاصة وأن مصادر المياه في المملكة 60% تأتي من تحلية المياه و 40% من المياه الجوفية . بعد ذلك تحدث الدكتور لؤي المسلم المدير التنفيذي لشركة المياه الوطنية وذكر بأن المملكة تعاني من التسارع الغير منطقي في الإستهلاك رغم دخول محطات تحلية جديدة في الخدمة، إلا أن تنامي الطلب بسبب الإرتفاع السكاني المضطرد يواجهنا رغم التخطيط لبناء محطات تحلية وستحتاج هذه المحطات الى 5 سنوات للمحطة الواحدة ، وتناول إشكالية قدم محطات التحلية في عدد من المدن السعودية التي تجاوز بعضها 35 عام وانتهى العمر الإفتراضي لبعضها ، ويتم العمل على زيادة عمرها الإفتراضي لتساعد في تحدي سرعة بناء محطات جديدة ، وكذلك الإهتمام بالعنصر البشري ليواكب تزايد المحطات الجديدة عبر عمل بيئات جاذبة في هذا المجال . وعملنا على تعزيز استخدام مياه الصرف الصحي التي تجاوزت 36 مليار متر مكعب وهي صناعة تولد دخل عالية في هذا القطاع والسعودية من الدول الأولى عالميا في معالجة مياه الصرف الصحي حيث تجاوزت الإستثمارات فيها 7 مليار ريال سعودي وهو رقم قابل للزيادة ليصل إلى 33 مليار ريال خلال العشرين عاما القادمة . كما أستعرض السيد شيو تجربة سنغافورة في مجال إستدامة المياه وتوجهها من 30 عاما لنهج قام على أربعة محاور هي تجميع مياه الأمطار في مستودعات على مساحة 700 كلم ، وتجميع المياه المعاد استخدامها حتى وصلت حداً نافست فيه الطلب على المياه النقية ، وكذلك نظام تحلية المياه باستخدام التناضح العكسي ، وأخيرا شراء المياه من ماليزيا لتغطية الطلب المتبقي للمياه . وقد اتفق المشاركون على ضرورة اللقاءات السنوية للخبراء في مجال الطاقة والمياه لمناقشة تجارب الآخرين وتفصيل الحلول التي تناسب كل مجتمع وتناسب احتياجاته .