قُتل 95 شخصاً على الأقل صباح أمس السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) في تفجيرين هما الأكثر دمويّة في تاريخ تركيا المعاصر، ويرجّح أن المنفذين انتحاريان استهدفا تجمعاً للسلام في أنقرة دعت إليه المعارضة الموالية للأكراد قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية المبكرة. ولم تتبنَّ أيّة جهة الاعتداء، إلا أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رجّح أن يكون انتحاريان نفّذا الهجوم. ولفت إلى أن تنظيمات عدة، بينها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وحزب العمال الكردستاني وحزب التحرر الشعبي الثوري اليساري، قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم.95 قتيلاً في أنقرة إثر اعتداء هو الأكثر دموية في تاريخ تركيا أنقرة - أ ف ب قتل 95 شخصاً على الأقل صباح أمس السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) في تفجيرين هما الأكثر دموية في تاريخ تركيا المعاصر يرجح انهما انتحاريان واستهدفا تجمعاً للسلام في أنقرة دعت إليه المعارضة الموالية للأكراد قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية المبكرة. وأعلنت تركيا الحداد الوطني ثلاثة أيام إثر هذا الاعتداء فيما توالت ردود الفعل العالمية المنددة. ولم تتبن أي جهة الاعتداء، لكن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو رجح أن يكون انتحاريان نفذا الهجوم. ولفت إلى أن تنظيمات عدة، بينها تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» وحزب العمال الكردستاني وحزب التحرر الشعبي الثوري اليساري، قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم. وصرح داود أوغلو امام الصحافيين في أنقرة «هناك أدلة قوية على أن هذا الهجوم نفذه انتحاريان»، معلناً حداداً وطنياً لثلاثة أيام على ضحايا الهجوم. وعند الساعة 10,04 بالتوقيت المحلي (7,04 ت.غ) هز انفجاران قويان محيط محطة القطارات الرئيسية في أنقرة حيث جاء آلاف الناشطين من كل أنحاء تركيا بدعوة من مختلف النقابات ومنظمات غير حكومية وأحزاب اليسار للتجمع تنديداً باستئناف النزاع بين أنقرة والمتمردين الأكراد. وسرعان ما حول الانفجاران المنطقة إلى ساحة حرب حيث كانت العديد من الجثث ممددة على الأرض وسط لافتات «عمل، سلام وديمقراطية» ما أدى إلى حالة من الهلع بين الموجودين. وبحسب حصيلة لا تزال مؤقتة أوردها وزير الصحة محمد مؤذن أوغلو فإن 86 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 186 آخرون بجروح. وأوضح الوزير للصحافيين في أنقرة أن 62 شخصاً قتلوا في موقع التفجيرين وتوفي 24 لاحقاً متأثرين بجروحهم في المستشفى. كما ندد وزير الداخلية التركي، سلامي ألتين أوق الذي كان إلى جانب وزير الصحة بـ «عمل إرهابي يستهدف الدولة والديمقراطية والشعب» التركي مشيراً إلى أن السلطات تجري تحقيقاً لتحديد الجهة المنفذة. من جانب آخر قال الوزير إنه لم يحصل «إهمال» من جانب قوات الأمن إثر وقوع هذه الاعتداءات، التي تعتبر الأكثر دموية في تاريخ تركيا المعاصر مؤكداً أنه لن يقدم استقالته. وندد الرئيس الإسلامي المحافظ، رجب طيب أردوغان «بهجوم مشين ضد وحدتنا والسلام في بلادنا» متوعداً «بأقوى رد» ضد منفذيه. وتحدثت السلطات التركية بسرعة عن فرضية الاعتداء. وقال مسئول حكومي لوكالة «فرانس برس»: «نشتبه بوجود خيط إرهابي». وتأتي هذه الانفجارات قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات تشريعية مبكرة دعي إليها في 1نوفمبر/ تشرين الثاني فيما تدور مواجهات دامية ويومية بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد المأهول بغالبية كردية. وبثت المحطة التلفزيونية الإخبارية «إن تي في» صور فيديو التقطها هاو تظهر مجموعات من الناشطين يغنون ويرقصون يداً بيد قبل سقوطهم أرضاً جراء عنف الانفجار. وقال أحمد أونين (52 عاماً) وهو متقاعد كان يغادر المكان مع زوجته «سمعنا دوي انفجار ضخم وآخر صغير، وحصلت حركة هلع ثم شاهدنا جثثاً ممددة في باحة المحطة». وأضاف «إن تظاهرة من أجل السلام تحولت إلى مجزرة، لا أفهم ذلك». واضطرت الشرطة لإطلاق عيارات نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين الغاضبين الذين كانوا يحتجون على مقتل رفاق لهم على وقع هتافات «الشرطيون قتلة»، على ما أفاد مراسل لـ «فرانس برس». وفي أجواء من التوتر الشديد يؤججها النزاع الكردي والاستحقاق الانتخابي، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا إلى «البقاء موحدة». وقالت موغيريني في بيان مشترك مع المفوض المسئول عن توسيع الاتحاد الأوروبي يوهانس هان، «على الشعب التركي وكل القوى السياسية البقاء موحدة لمواجهة الإرهابيين وجميع الذين يحاولون تقويض استقرار البلاد التي تواجه عدداً كبيراً من التهديدات». من جهته، ندد البيت الأبيض بما وصفه اعتداء «إرهابياً مروعاً» في العاصمة التركية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، نيد برايس في بيان «الحقيقة أن هذا الهجوم الذي وقع قبل تجمع حاشد للسلام يؤكد الانحطاط الأخلاقي لأولئك الذين يقفون وراءه، وهو بمثابة تذكير جديد بضرورة مواجهة التحديات الأمنية المشتركة في المنطقة». بدورها، نددت الخارجية الأميركية بالاعتداء «المشين»، وقال المتحدث جون كيربي «في ضوء استمرار العنف في تركيا والمنطقة، من الأهمية بمكان في الوقت الراهن أن يلتزم جميع المواطنين الأتراك السلام ويتوحدوا ضد الإرهاب». كما ندد الرئيس الفرنسيـ فرنسوا هولاند «بهجوم إرهابي شنيع» فيما قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه للرئيس التركي. وكتب سفير الولايات المتحدة في انقرة جون باس في تغريدة على تويتر انه هجوم «مروع، وأنا اتعاطف مع الضحايا وعائلاتهم». وأعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل أنها تلقت هذا النبأ «ببالغ الحزن والصدمة» معتبرة أن الهجوم ضد «الحقوق المدنية والديمقراطية والسلام». وفي رد فعل على التفجيرين أيضاً قال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، أبرز حزب مؤيد للأكراد في تركيا، صلاح الدين دمرتاش «إننا أمام مجزرة مروعة. إنه هجوم وحشي». وأعلن حزب العمال الكردستاني السبت تعليق عملياته قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية. وقالت منظومة المجتمع الكردستاني وهي الهيئة التي تشرف على حركات التمرد الكردي في بيان «استجابة للنداءات التي أتت من تركيا والخارج فإن حركتنا أعلنت وقف نشاط مجموعاتنا المقاتلة لفترة إلا إذا تعرض مقاتلونا وقواتنا لهجمات». وجاء في الإعلان الذي نشر على موقع الهيئة الإلكتروني «خلال هذه الفترة لن تنفذ قواتنا عملياتها المقررة ولن تقوم بأي نشاط باستثناء الأنشطة التي ترمي إلى حماية مواقعها الحالية ولن تتخذ أي خطوة تمنع تنظيم انتخابات نزيهة».