×
محافظة المنطقة الشرقية

فنزويلا: سعر النفط يجب أن يكون عند 70 دولار

صورة الخبر

صنعاء (الاتحاد) يتابع معظم سكان العاصمة اليمنية صنعاء بقلق بالغ تطورات زحف قوات الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي المتواصل باتجاه معسكر تمرد الحوثي والمخلوع صالح، حيث يخشون وغالبيتهم غير معنيين بالصراع لانشغالهم بلقمة العيش، من اندلاع قتال شوارع داخل المدينة التي يقطنها قرابة ثلاثة ملايين شخص، وذلك على غرار الحرب التي شهدتها عدن خلال الفترة ما بين مارس ويوليو الماضيين، ولا تزال مستعرة في مدينة تعز (جنوب غرب) منذ أبريل الماضي. وتبدو الحياة شبه معطلة في صنعاء، حيث مظاهر الدولة غائبة والكهرباء مقطوعة منذ أكثر من خمسة شهور، فيما السكان يعانون جراء انقطاع المياه وارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام الوقود بمشتقاته التي تُباع في السوق السوداء بمبالغ باهظة جداً. ومنذ بدء الضربات الجوية للتحالف العربي على معسكرات المتمردين في صنعاء أواخر مارس، نزح الآلاف من العاصمة إلى الأرياف، حيث استقروا هناك حتى اللحظة، فيما غادر مئات، معظمهم أثرياء ومسؤولون في الدولة، إلى خارج البلاد. ورفض أنس محمد (36 عاماً)، وهو موظف حكومي وأب لثلاثة أطفال، العودة إلى صنعاء منذ أن غادرها إلى الريف مطلع أبريل. وقال: «صنعاء مقبلة على حرب طاحنة.. صالح والحوثي يرفضان الانصياع وحملة التحالف ستعيد هادي وحكومته للعاصمة». وأيد ذلك بشير يحيى (43 عاماً) الذي يعمل حارساً مدنياً في عمارة سكنية بالعاصمة وسبق أن أرسل زوجته وأطفاله إلى القرية قبل عدة شهور. ورأى بشير الذي لا يتقن القراءة والكتابة، لكنه مهتم بالتقاط صور بهاتفه الخلوي لأعمدة الدخان المتصاعدة من المواقع العسكرية جراء ضربات التحالف، أن تحرير صنعاء «مسألة وقت»، وحمل بشدة جماعة الحوثيين مسؤولية انهيار الدولة وتدهور الوضع في البلاد، وقال: «سأغادر إلى القرية بمجرد اقتراب مدرعات التحالف والمقاومة من تخوم صنعاء.. ستكون هناك معارك في الشوارع وستدمر معظم البنايات والمنشآت الحكومية». وبدأ كثير من سكان العاصمة بتخزين المواد الغذائية الضرورية تحسباً للمعركة الوشيكة، فيما اتجه آخرون لترتيب نزوح أسرهم إلى الأرياف. وقال محمد عبدالكريم (37 عاماً) الذي يعمل طبيباً لدى وزارة الصحة في صنعاء: «هناك قلق بالغ مما سيحدث، فرضية اندلاع قتال في الشوارع كبيرة جداً ولن تكون السيطرة على العاصمة صنعاء أمراً سهلاً». وتطوق معسكرات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي تتبع صالح، صنعاء من مختلف الجهات وهو ما يزيد مخاوف مراقبين من أن أي محاولة للزحف نحو السيطرة على العاصمة ستكون دامية للغاية. وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الغني الماوري لـ «الاتحاد»: «هناك احتمالات عديدة بشأن معركة صنعاء وكلها ذات مصداقية، إلا أن السيناريو الأقرب هو أن تتوقف قوات الشرعية والتحالف على مشارف العاصمة وتبحث إمكانية استسلام المدينة بصفقة سياسية تجنب الأهالي ويلات الحرب». وأضاف: «إذا طوقت قوات الشرعية صنعاء وسيطرت على مداخلها الرئيسة، فإن العاصمة ستسقط، لأنها عاصمة لا تقاوم ولا تحارب، والجميع يدرك عواقب نشوب صراع فيها». وتوقع الماوري أن تبذل قوات التحالف العربي وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي جهوداً مع الأمم المتحدة لإبرام صفقة سياسية تعيد العاصمة للشرعية دون صراع مسلح. وقال: «بإمكان صالح إبرام اتفاق لتسليم صنعاء إذا حصل على ضمانات بتأمين حياته وأمواله، أما الحوثي فيدرك جيداً أن حربه الأخيرة ستكون في صعدة وليس صنعاء».