أكد وزير العدل الدكتور محمد العيسى أن، المملكة فوتت الفرصة على الإرهاب والتطرف من خلال أحكام قضائية عادلة وتشريعات فاعلة، وأعمال مؤسسية حضارية، منها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وبين في مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء جلسات مجلس وزراء العدل العرب، أهمية تغليب لغة التفاهم والتعايش، ومن ذلك التسليم بوجود الخلاف والتنوع وأنه يمثل سنة من سنن الله الكونية، ولا يمكن لأحد أن يحمل الناس جميعا على ما يؤمن به وإلا خرج عن إطار الشرع وأخل بالنظام، ولا يعني هذا عدم بيان الحق بل يبين بحكمة الإسلام وموعظته الحسنة، ولا تعني لغة التفاهم والتعايش وكذلك أيضا الحوار والذي يقود بموضوعيته لتفهم الآخرين، لا تعني أبدا الاقتناع والتسليم بما هو خلاف الحق والصواب، لا تعني ذلك البتة. وقال: عادة ما تميل نزعة التطرف والغلو للتكلف في المثالية وبالتالي ترتد سلبا عند وجود أدنى معكر لكامل متطلباتها المغالية في المثالية والتي كثيرا ما يصعب وجودها في زمن أو مكان أو ظرف معين، وهي وفق هذه النزعة ترى أنه لزاما أن تتحقق بحذافيرها ثم تكون بعد ذلك في مأزق صادم لها، ولا تستطيع بحسب تواضع تأهيلها الفكري وربما الضحل جدا، أن تتعامل معه إلا بالمواجهة والانفعال والعنف، ونتيجة ذلك يحصل المتوقع وهو عدم قدرتها على التعايش معه بينما يستقيم الاعتدال والوسطية على منطق الواقعية، وكل هذا نجده بصيغة أخرى أكثر دقة في قواعد الفقه الإسلامي المتعلقة بتحقيق التوازن أو ما يسمى بالترجيح بين المصالح والمفاسد وفي قاعدة سد الذرائع، وكذلك قاعدة عموم البلوى. وأضاف: التطرف والغلو والإرهاب والعنف وغيرها من المصطلحات أبعد ما يكون أصحابها عن هذه المفاهيم في مادتهم الشرعية، في التحصيل ابتداء وفي الفهم والتطبيق انتهاء، وينتج أيضا عن تصدي غير المؤهلين للقضايا الشرعية الكبرى وخصوصا قصور قراءتهم للأحداث المحفزة لعنفهم وعدم كفاءتهم في تقدير عواقب تصرفاتهم، ولو لم يكن من ذلك سوى الانعكاس السلبي على الصورة الذهنية عن الإسلام وأهله لكفى، وبلا شك عندما تغيب القدوة الحسنة عن القيام بدورها أو لا توجد أصلا أو تنقصها الأدوات الكاملة، أو تفقد الثقة بها، عندئذ تحل محلها القدوة السيئة والتي غالبا ما تنتهز فرصتها هذه لتحقيق أهدافها المنظمة والممنهجة. وبين أهمية التحصين والتوعية، خصوصا التأسيس لها في مقاعد الدرس الأولى وترسيخها في وجدان الناشئة.