×
محافظة المنطقة الشرقية

وفد بحثي «سعودي - ألماني» يجري دراسة مشتركة حول النخيل والتمور

صورة الخبر

بيروت: «الشرق الأوسط» أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها التابع للجيش السوري الحر سيطرة مقاتليه بالكامل أمس على بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية بريف دمشق. وتزامنت أنباء خطف مقاتلين من جبهة النصرة لـ12 راهبة سورية ولبنانية من دير في البلدة، مع مقتل أربعة أشخاص على الأقل وجرح آخرين في تفجير انتحاري بوسط دمشق. وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أمس أن «إرهابيا فجر نفسه بحزام ناسف في منطقة الجسر الأبيض بدمشق ما أسفر عن مقتل أربعة مواطنين بينهم امرأة». وذكر التلفزيون الرسمي السوري أنه «إلى جانب القتلى الأربعة أصيب 17 شخصا في الهجوم». وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «التفجير وقع أمام مكتب تابع لوزارة الدفاع السورية وكان يستخدمه أقارب جنود قتلى لاستكمال أوراقهم ولم يكن موقعا عسكريا». وشهدت العاصمة السورية دمشق في الآونة الأخيرة عددا من التفجيرات الانتحارية التي غالبا ما تتبناها جماعات جهادية مثل «النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)». في موازاة ذلك، أعلن المجلس العسكري في دمشق وريفها أن «الثوار تمكنوا من تحرير بلدة معلولا في منطقة القلمون بريف دمشق من قوات النظام وشبيحته بعد معارك ضارية استمرت لمدة ثلاثة أيام تمكنوا خلالها من تدمير دبابتين وعدة عربات عسكرية وقتل العشرات من تلك القوات». وأشار المجلس إلى أن «القوات النظامية انسحبت من البلدة مخلفة وراءها دمارا واسعا شمل معظم أرجاء معلولا، جراء إمطارها بشتى أنواع القذائف منها الفراغية والعنقودية». وأورد بيان المجلس أسماء عدد من الكتائب التابعة للجيش الحر وفصائل إسلامية شاركت في عملية السيطرة على البلدة المسيحية وعلى رأسها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. من جانبه، اعترف النظام السوري بتقدم قوات المعارضة في معلولا، حيث أعلنت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، أن «إرهابيين هاجموا دير مار تقلا الأثري في البلدة وقاموا بأعمال تخريب واعتداء»، مشيرة إلى أن ذلك جاء «بعد الهزائم الكبيرة التي لحقت بالمجموعات الإرهابية التكفيرية على أيدي جنودنا البواسل في دير عطية وقارة»، وهما بلدتان تتبعان لمنطقة القلمون التي تدور فيها منذ أسابيع معارك عنيفة بين قوات المعارضة من جهة والقوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني من جهة ثانية. وكانت إذاعة الفاتيكان ذكرت أن «12 راهبة أرثوذكسية أخرجن بالقوة من دير مار تقلا في معلولا»، ونقلت عن السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري قوله إن «الراهبات سوريا ولبنانيات»، موضحا «أن الجهاديين اقتادوا الراهبات إلى الشمال نحو يبرود». وأفاد السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أمس أن «12 راهبة أرغمتهن مجموعة مسلحة على ترك الدير بالقوة، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق إلى يبرود»، المدينة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتقع على مسافة 20 كلم إلى الشمال من معلولا. وأوضح أن «الراهبات هن فقط اللواتي اقتدن إلى خارج الدير، وأن الميتم التابع له كان خاليا من الأطفال الذين أجلوا من الدير منذ زمن طويل لأن الوضع كان سيئا جدا»، لافتا إلى «معركة شرسة حاليا في معلولا، ومن الصعب الحصول على معلومات دقيقة». ومن لبنان، وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، البطريرك يوحنا العاشر يازجي، وهو شقيق بولس اليازجي، أحد المطرانين المخطوفين بريف حلب منذ أشهر عدة، نداء عاجلا أمس بشأن اختطاف الراهبات، مستصرخا «الضمير البشري كله وكل ذوي النيات الحسنة لإطلاق راهباتنا المحتجزات واليتامى». وناشد يازجي «بذرة الضمير التي زرعها الله في كل البشر، بما فيهم الخاطفون، لإطلاق أخواتنا سالمات»، داعيا «المجتمع الدولي وسائر حكومات العالم لإطلاق راهبات مار تقلا واليتامى المحتجزات». واعتبر أن «احتجاز الراهبات حتى الآن، رغم كل الاتصالات الحالية، هو تعد صارخ على كرامة الناس وعلى صوت السلام والصلاة في ربوع سوريا والمشرق كله». وتعتبر معلولا من أقدم المدن المسيحية في العالم ويعود تاريخ بنائها لعدة قرون قبل الميلاد. وتحتوي على معالم سياحية وتاريخية مسيحية بارزة ويتكلم أهلها اللغة الآرامية القديمة (لغة المسيح) إلى جانب العربية وغالبية سكانها من الطائفة المسيحية. وتكتسب معلولا موقعا استراتيجيا مهما بالنسبة للمعارضة السورية التي يتمركز مقاتلوها في مناطق القلمون المطلة على معلولا ما سهل عليهم السيطرة عليها، في حين يتهم النظام السوري مقاتلي المعارضة باستهدافهم الأماكن التي تقطنها الأقليات. وتأتي التطورات في معلولا وسط تصاعد المعارك في القلمون، حيث استمر تدفق العائلات من القلمون المجاورة لمدينة النبك إلى بلدة عرسال على الحدود مع لبنان، من جراء تواصل القصف العنيف على النبك والمدن والبلدات المحيطة بها في منطقة القلمون منذ نحو أسبوعين. وأفاد ناشطون بسماع انفجارات قوية تزامنت مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر على طريق الأوتوستراد الدولي بين دمشق وحمص من جهة مدينة النبك. وفي العاصمة دمشق وضمن جهود المبادرة لفك الحصار عن مخيم اليرموك، دخل وفد شعبي من 30 شخصية من وجهاء المخيم إليه أمس لاستكمال ترتيبات «إنهاء الحصار وفتح المعابر وإدخال المواد الغذائية والطبية للأهالي المحاصرين للشهر الخامس على التوالي، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية». وفي درعا، تجددت الاشتباكات أمس بين كتائب «الجيش الحر» والقوات النظامية في محيط كتيبة التسليح شرق بلدة بصر الحرير، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على البلدة وكتيبة التسليح، التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة قبل يومين.