×
محافظة المنطقة الشرقية

“مجلس الوزراء” يوافق على تنظيم هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة

صورة الخبر

شاع مقطع يلقي فيه داعشي عصيدة.. أو قصيدة، كما يظن، يتوعد فيها رجال أمن لا غاية لهم سوى حفظ الأرواح البريئة، بل ويكفّرهم دون أدنى وجَل! يحدث هذا في ظل حضور لصيق بالمناسبة، ويبدو أنهم ممن حظوا بتدريب مكثف على دعشنة التهليل والتطبيل. ولفت انتباه كل من شاهد هذا المقطع الجو العام المحيط بهذه الجلسة الشاعرية، ومعها أطلقت العنان لخيال الرسام في استحضار صورةٍ لحجم الـ فرفشة التي كان القوم عليها في ذلك النهار، وما سبق النهار من ليل طويل.. إذ يبدو أن عتمته كانت حافلة بالصهللة! ولا أدري لماذا استمر التساؤل في ذهني عن مصير مصور المقطع الذي بيّن للملايين أن الدواعش أصحاب مزاج عال.. وعلوّ المزاج هذا يتراوح بين تدخين السجائر المستوردة التي يصنعها الغرب الكافر، وتدخين النرجلية (الشيشة) التي يصنعها كفار الشرق، هذا بخلاف ما تحتمله الأباريق والأكواب من تأويلات لا عد لها ولا حصر. يهمّني هنا أن يتأمل صغار مجتمعنا وشبابه هذا المقطع ويستفيدوا منه تماماً، فهو يبين لنا كيف يعيش هؤلاء القتلة الأنانيون على الكذب والضلال. خصوصاً وأن عدوى التكفير والدعشنة طالت ولداناً لا تتجاوز أعمارهم الـ 16ربيعا، وربما يعلم بعضكم ما يعنيه أن يتواجد في البيت تكفيري متعنت حاد الطباع، كل معضلته أنه مخدوع بشخصيات (سيكوباتية) مليئة بالنزعات الإجرامية كالدواعش. ومنكم من رأى فيديو آخر لأم تقول لأحد منسوبي قوات الأمن الخاصة (جزاكم الله خيرا!) بعد أن ألقوا القبض على فلذة كبدها.. وأخرجوه من حجرته بسبب انتمائه لهذا التيار الدموي القاتل. ولك أن تخمّن عزيزي القارئ حجم الألم الذي خاضته الأم مع هذا الابن الطائش والمخاطر الأسرية التي قد تنتج عن سلوكه عند بقائه، للدرجة التي تجعلها تشكر رجل الأمن وتدعو له بالخير وهو يأخذ ابنها للتحقيق أمام ناظريها..! أولادي الغالين.. قد تكون المقررات التعليمية سبباً في عدم درايتكم ببعض التفاصيل التاريخية والاجتماعية التي تساعد كثيراً على إنارة الدروب الفكرية، وقد يكون انشغال وسائل الإعلام بكرة القدم وإشباع دحرجتها وموقع ارتطامها على خطوط التماس بالتحليل هو سبب آخر في عدم تخصيص أوقات للبرامج التثقيفية الموسعة للمدارك، وقد يكون لبعض الأسماء المؤثرة في شبكات التواصل من باب الأيديولوجيات وتوظيفها السلبي دور لا يمكن إنكاره! لكن العزاء كبير جداً في ضمائركم، وفي طيب تنشئتكم، وفي حبكم لأهلكم ووطنكم.. وهذا هو ما يستحق الرهان اليوم وفي القادم من أيام حياتكم الحافلة بالنجاحات. رئيس تحرير مجلة «نبض الجامعة»