×
محافظة المنطقة الشرقية

قرارات مجلس الوزراء ليوم الآثنين

صورة الخبر

في كل مرة يحمل اللاعب الأجنبي حقائبه ويغادر الكرة السعودية متوجهاً إلى دوري آخر يعود بعدها بفترة زمنية بصورة مختلفة فيعود صاحب حق مادي ينشد مستحقاته السابقة من النادي الذي لعب له، وجرت العادة أن ينفصل كثيراً من المحترفين الأجانب عن أنديتنا الرياضية بعد الاحتكام إلى (الفيفا) وطرح القضية على الطاولة أمام أعين خبراء ومختصون في القوانين واللوائح، وهذا الأمر لا يعتبر من الشواذ بل يكاد يكون السمة الغالبة على نهاية علاقة الأندية بلاعبيها المحترفين، والذي يزيد الأمر تعقيداً التجاهل الذي تقدم عليه الأندية من خلال عدم التجاوب مع خطابات وكلاء اللاعبين أو الأندية التي تملك عقد اللاعب المحترف سابقاً حتى ينفد صبرهم ثم يتوجهون إلى السلطة الأعلى في كرة القدم، فيطرق وكلاء اللاعبين الأجانب أبواب (الفيفا) لإيجاد حل لمشاكل لاعبيهم مع الأندية السعودية فآخر المتعهدين للجوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم هو البرازيلي اليكساندر باسارو المحامي الخاص بنادي ساوباولو البرازيلي الذي كان يملك عقد أوزفالدو بعد أن تجاهل الأهلي الخطابات التي يبعث بها منذ وقت مما حدا بالنادي البرازيلي إلى التهديد باللجوء نحو (الفيفا) لحل المشكلة العالقة مع الأهلي. وفي الموسم الماضي تضجرت إدارة الوحدات الأردني من تجاهل إدارة الشباب خطاباتهم المتكررة للحصول على مستحقاتهم المتبقية من قيمة انتقال المدافع طارق خطاب بنظام الإعارة، وهاتان الحالتان هما نموذجان لما يحصل من تجاهل الأندية السعودية لخطابات الأندية الخارجية واللاعبين المحترفين للحصول على مستحقاتهم التي تبقت بعد لعبهم في الرياضة السعودية وهو الأمر الذي يتكرر كل موسم ولا يعتبر جديداً أبداً، وهذا التجاهل لا يعبر أبداً عن فهم إداري ولا عن تقدم للكرة السعودية أو حتى رقي بمفهوم الاحتراف، بل يساهم في نقل صورة متردية عن كرة القدم لدينا في وقت تبذل الجهود لتعزيز فكرة تقدم كرتنا السعودية من خلال الاحتراف والاستثمار الحاصل في عقود الرعاية والتي تتقاضاها الأندية، يصحب هذا صمت اتحاد الكرة تجاه الأندية وعدم معاقبتهم على تجاهل الخطابات التي تردهم من الخارج (ويظهر كأن ليس له حول ولاقوة) والواجب أن يتحرك اتحاد الكرة لفرض عقوبات على النادي الذي يتجاهل التواصل مع الأندية الخارجية واللاعبون المحترفون خصوصاً وأن هذا التجاهل يعود بالضرر على الأندية ذاتها في المستقبل إذ تعطى صورة لا احترافية عن كرة القدم التي تلعب في السعودية، وتنقل فهماً لمن في الخارج أن الأندية هنا متلاعبة وغير صادقة في معاملاتها المالية ولا تفي بالتزاماتها بل وتغلق طرق التواصل معها للحصول على هذه المستحقات حين يلفظ الموسم أنفاسه. تعلم الأندية السعودية أكثر من غيرها أن مصير هذه المستحقات سوف تصل إلى مستحقيها سواء كانوا لاعبين أو أندية تملك هذه العقود وتعلم كذلك أن المماطلة في دفع هذه المستحقات وتجاهل الرد على الخطابات لا يعدو إلا أن يكون مجرد تضييع وقت وتشويه سمعة الكرة السعودية، وأن التأجيل والمماطلة لا يعني أبداً عدم دفع هذه الحقوق التي ستغادر خزائن الأندية بأمر من (الفيفا) لاحقاً، فمن حق رياضتنا أن تحفظ لها الأندية سمعتها ومصداقيتها في التعاملات الخارجية وعدم سلك الطرق التي تزيد من تشوه سمعة الكرة السعودية وتنقل صورة مخالفة لواقع الكرة السعودية والتي تتطور في كل موسم من خلال مفهوم الاحتراف وزيادة مداخيل الأندية من خلال رفع عقود الاستثمار في الدوري السعودي.