كشف الدكتور محمد الزرعوني، رئيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة، أنه يوجد في مدينة دبي 23 منطقة حرة أثبتت قوة أدائها الاقتصادي ومساهمتها في تنمية الحركة الاقتصادية والتنافسية الوطنية، وتبنيها للمبادرات الحكومية والاستراتيجية كالابتكار، والاقتصاد الإسلامي والمدن الذكية الأمر الذي جعل منها اليوم في مصاف المناطق الحرة الأكثر تقدماً حول العالم. وأكّد الدكتور الزرعوني، أن التغيّرات الأخيرة التي تعيشها الاقتصادات العالمية في ضوء تراجع أسعار النفط مقابل انتعاش الدولار الأميركي وتباطؤ الاقتصاد الصيني قد أسهمت في تعزيز التوجّه نحو تحسين سلاسل القيمة العالمية الداعمة للمنظومة التجارية العالمية الجديدة، وهذا ما وضع المساعي الدولية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة أمام فرص وتحديات جديدة. وجاء ذلك على هامش مشاركة الدكتور الزرعوني في ندوة خاصة ضمن فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من مؤتمر ومعرض المناطق الحرة الأميركية (نافتزا)، الحدث الأكبر من نوعه في الولايات المتّحدة الموجّه لقطاع المناطق الحرة الأجنبية والذي اختتم أخيراً في مدينة لوس أنجليس الأميركية. وشهد الحدث، الذي أقيم هذا العام تحت شعار المناطق الحرة الأجنبية: مصدر جذب رئيسي للتجارة والاستثمار في أميركا، مشاركة أكثر من 420 من كبار المسؤولين وروّاد القطاع من مختلف أنحاء العالم. مراكز للنشاط الاقتصادي وأوضح الزرعوني أن دور المناطق الحرة كمراكز للنشاط الاقتصادي قد أثّر بشكل كبير على آليات المنظومة التجارية العالمية والتدفقات الاستثمارية وسلاسل التوريد نظراً للتغيرات المستمرة في المشهد الاقتصادي الكلي، مضيفاً: تمكّنت المناطق الحرة من النمو والتوسّع بوتيرة سريعة وذلك مرده إلى المقوّمات العديدة التي توفّرها هذه المناطق من استثمارات موثوقة وأدوات متكاملة لدفع عجلة النمو الاقتصادي وسلاسل القيمة العالمية. وأفاد رئيس المنظمة العالمية للمناطق الحرة أيضاً أن 1% فقط من القوى العاملة على المستوى العالمي يعملون حالياً في مناطق حرّة. وعلى صعيد الولايات المتّحدة، تحتضن المناطق الحرة عُشر تلك النسبة، الأمر الذي يؤكّد أن هذا القطاع سيحافظ على مكانته الرائدة كمكوّن رئيسي في السياسة التجارية الأميركية. تسهيلات ومرونة وقد كشف الزرعوني في خطابه عن بعض القضايا التي تتداولها المناطق الحرة حول عدم تعاطي حكومات دولها في تقديم التسهيلات والمرونة التشريعية التي تزيد من فعّالية وكفاءة أدائها الاقتصادي، إلا أنه أكد أن المناطق الحرة هي المسؤولة عن كسب ثقة حكوماتها وعكس قوتها وكفاءتها في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية والتنافسية من خلال مساهمتها في جذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة تدفقها، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الناتج الإجمالي الوطني وعلى الحركة التجارية العالمية. استجابة قال الزرعوني: تم خلال شهر مايو المنصرم تنظيم المؤتمر والمعرض الأوّل لـالمنظمة العالمية للمناطق الحرة والذي لاقى استجابة إيجابية واسعة بحضور 675 مشاركاً من أكثر من 70 دولة حول العالم لتبادل الأفكار ومناقشة أفضل الممارسات لتطوير المناطق الحرة في المستقبل. وأكمل: باعتبارها جهة دولية تُعنى بمصالح المناطق الحرة، تلعب المنظمة العالمية للمناطق الحرة دوراً استراتيجياً في دعم تبادل أفضل الممارسات الدولية وتوفير منصات تفاعلية متكاملة، مثل المؤتمر والمعرض السنوي، للارتقاء بالمناطق الحرة وتعزيز دورها.