كشف استطلاع ميداني أجرته "الوطن" على فئات اجتماعية مختلفة تمثل طلاب إحدى المدارس الثانوية بالجبيل وعددا من أولياء الأمور (635 مشاركا)، حول مدى وجود مكتبة للأطفال في المنزل، أن نحو 3.3% فقط من مجموع المشاركين في الاستطلاع تتوفر لديهم مكتبات للأطفال في منازلهم، في حين أثبت الاستطلاع أن من أسباب وجود مكتبة للأطفال بالمنزل كون الأم حاصلة على مؤهل عال. بينما سجّـلت الإناث حضورا مميزا باعتبارهن الأكثر حبا للقراءة من الذكور بين أفراد الأسرة. استغلال المتطرفين وتعليقا على هذه النتيجة حذّرت رئيسة جمعية القراءة عضوة هيئة التدريس بجامعة الدمام الدكتورة ازدهار حريري من خطورة استغلال المتطرفين والإرهابيين للفراغ المعرفي والثقافي لدى الأطفال والناشئة والشباب نتيجة عدم القراءة، وعدم وجود مكتبة للطفل في المنزل، وخلو التكوين الثقافي للمجتمع من (القراءة) كمكوّن رئيس. وقالت الدكتورة حريري لـ"الوطن" أمس: إن القراءة أهم أدوات التحصين للفكر الجمعي، وللفكر الشخصي للإنسان، باعتبارها مصدر العلم والمعرفة، واكتساب الخبرات، وتنمية القدرة على فهم الحياة والواقع. ففي الدول المتقدمة والحضارية تقرأ الأم لابنها وهي حامل، ثم تقرأ له بعد ولادته، ثم تتصفح معه المجلات المصورة، ثم تقرأ له قبل النوم، وأثناء ساعات اليوم، حتى يرضع الكتاب وحبه منذ الولادة، وبالتالي تصبح القراءة ضمن النسيج المكوّن لشخصية الطفل، وتنمو معه حيث تتشكل شخصيته، فيصبح في مأمن من الفراغ المعرفي والثقافي الذي يمكن أن يستغل استغلالا ضارا. هوّة خطيرة وأضافت أن تزامن الفضول والفراغ المعرفي لدى الشباب يعتبر هوّة خطيرة يستغلها أصحاب الفكر المتطرف لتشكيل فكر أبنائنا، وتغيير قناعاتهم، وقيمهم، ومبادئهم، وبالتالي ينجحون في توظيفهم لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وأوضحت الحريري أن وجود مكتبة للطفل وللأسرة من أهم عوامل الحماية الفكرية والثقافية للمجتمع، في ظل الزخم التقني والفضاء المفتوح. كما أن تنظيم استخدام الأجهزة اللوحية سواء في القراءة أو اللعب أمر في غاية الأهمية للحفاظ على بناء الأسرة اجتماعيا، وبنائها الثقافي.